تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
[ ص: 330 ]

2239 - (د ت) : سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ، أبو زيد الأنصاري ، النحوي ، البصري .

روى عن : إسرائيل بن يونس ، والأسود بن شيبان ، والربيع بن برة البصري العابد ، ورؤبة بن العجاج الراجز ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسليمان التيمي ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الله بن عون ، وعبد القدوس بن حبيب الشامي ، وعبد الملك بن جريج ، وعمرو بن عبيد ، وعمران بن حدير ، وعوف الأعرابي (ت) ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ، وهمام بن يحيى ، وأبي عمرو بن العلاء .

روى عنه : أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا ، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي ، وأبو اليمان حذيفة بن غياث بن حسان بن دينار البصري العسكري ، والحسين بن السكن البصري ، نزيل [ ص: 331 ] بغداد ، وخلف بن هشام البزار - وقرأ عليه القرآن - ، وسفيان بن زياد بن آدم العقيلي ، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني النحوي ، وأبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي النحوي ، والضحاك بن ميمون العطار ، وظفر بن السميدع ، والعباس بن الفرج الرياشي النحوي ، وعبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني (ت) ، وعبد الله بن محمد بن أبي قريش الثقفي ، وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية العتبي ، وعمر بن شبة النميري ، وأبو عبيد القاسم بن سلام (د) ، وقعنب بن المحرر ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن خزيمة البصري نزيل مصر ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، وأبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد ، ومحمد بن معاوية بن عبد الرحمن الزيادي البصري ، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز ، ومحمد بن يونس الكديمي ، وهارون بن سفيان المستملي المعروف بالديك ، ويحيى بن محمد بن أعين المروزي ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، وأبو عثمان المازني النحوي ، واسمه بكر بن محمد بن بقية .

قال الحسين بن الحسن الرازي ، عن يحيى بن معين : كان صدوقا .

وقال صالح بن محمد البغدادي : ثقة .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يجمل القول فيه ويرفع شأنه ويقول : هو صدوق .

[ ص: 332 ] وقال مصعب بن عبد الله الزبيري ، عن ابن القداح : أبو زيد النحوي ، سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ، وشهد ثابت بن زيد أحدا والمشاهد بعدها ، وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطاب مع أبي موسى إلى البصرة ، وأحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وله عقب بالبصرة .

كذا وقع في هذه الرواية ، والصواب : سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ، واسمه ثابت بن زيد بن قيس .

وقال محمد بن سعد : أخبرني أبو زيد النحوي ، واسمه سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ، قال : ثابت بن زيد هو جدي ، وقد شهد أحدا ، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل البصرة ، ثم قدم المدينة ، فمات بها في خلافة عمر .

وقال أبو عبيد الآجري : سئل أبو داود عن أبي زيد سعيد بن أوس فقال : كان أبو حاتم يدفع عنه القدر . قال : وقال لي بندار : سمعت الأنصاري يكذبه .

[ ص: 333 ] وقال الحسين بن القاسم الكوكبي ، عن أحمد بن عبيد بن ناصح : سئل أبو زيد الأنصاري ، عن أبي عبيدة ، والأصمعي ، فقال : كذابان .

وسئلا عنه فقالا : ما شئت من عفاف وتقوى وإسلام .

وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت - فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب ، عن زيد بن الحسن ، عن عبد الرحمن بن محمد عنه - : أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز أبو الحسين ، قال : حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب ، قال : حدثني علي بن يحيى ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثنا عمي الفضل بن محمد ، قال : حدثني أبو عثمان المازني ، قال : كنا عند أبي زيد ، فجاء الأصمعي ، فأكب على رأسه وجلس ، وقال : هذا عالمنا ومعلمنا منذ ثلاثين سنة . فنحن كذلك إذ جاء خلف الأحمر ، فأكب على رأسه وجلس وقال : هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشر سنين .

وبه قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الوزان ، قال : حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل الكيال ، قال : حدثنا محمد بن يحيى النديم ، قال : حدثنا محمد بن يونس ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : كنا عند شعبة ، فضجر من الحديث ، فرمى بطرفه ، فرأى أبا زيد سعيد بن أوس في أخريات الناس ، فقال : يا أبا زيد :


استعجمت دار مي ما تكلمنا والدار لو كلمتنا ذات أخبار

[ ص: 334 ] إلي يا أبا زيد ، فجاءه فجعلا يتناشدان الأشعار ،

فقال بعض أصحاب الحديث لشعبة : يا أبا بسطام ، نقطع إليك ظهور الإبل لنسمع منك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتتركنا وتقبل على الأشعار ؟ ! قال : فرأيت شعبة قد غضب غضبا شديدا ، ثم قال : يا هؤلاء ، أنا أعلم بالأصلح لي ، أنا والله الذي لا إله إلا هو في هذا أسلم مني في ذاك .

وبه قال : أخبرني أحمد بن محمد الوزان ، قال : حدثني جدي ، قال : حدثنا محمد بن يحيى النديم ، قال : حدثنا أبو ذكوان ، يعني : القاسم بن إسماعيل التوجي ، قال : سرق أصحاب الحديث نعل أبي زيد ، فكان إذا جاء أصحاب الشعر والعربية والأخبار رمى بثيابه ولم يتفقدها ، وإذا جاء أصحاب الحديث جمعها كلها وجعلها بين يديه وقال : ضم يا ضمام ، واحذر لا تنام .

وبه : قال أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن رزمة البزاز ، قال : أخبرنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن دريد ، قال : حدثنا أبو عثمان الأشنانداني ، عن التوزي ، قال : أخبرنا أبو زيد الأنصاري ، قال : كنت ببغداد فأردت الانحدار إلى البصرة ، فقلت لابن أخي : اكتر لنا ، فجعل ينادي : يا معشر الملاحون ، فقلت له : ويلك ما تقول ؟ فقال : جعلت فداك ، أنا مولع بالنصب .

[ ص: 335 ] وبه ، قال : أخبرني محمد بن الحسين بن محمد المتوثي ، قال : حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن كزال ، قال : حدثنا هارون بن سفيان الديك ، قال : حدثنا أبو زيد النحوي ، قال : وقفت على قصاب وعنده بطون ، فقلت له : بكم البطنان يا غلام ؟ فقال : بدرهمان يا ثقيلا !

وبه قال : أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن علي ، قال : أخبرنا محمد بن عمران الكاتب ، قال : حدثني أحمد بن محمد الجوهري ، قال : حدثنا العنزي ، قال : سمعت المازني يقول : سمعت أبا زيد النحوي يقول : وقفت بباب عثمان بن أبي العاص الثقفي على قصاب ، وقد أخرج بطنين سمينين موفورين ، فعلقهما ، فقلت : بكم البطنان ؟ فقال : بمصفعان يا مضرطان ! قال : فغطيت رأسي وفررت لئلا يسمع الناس فيضحكوا مني . وحكى أبو سعيد السيرافي في " أخبار النحويين " أن أبا زيد كان يقول : كل ما قاله سيبويه : " وأخبرني الثقة " فأنا أخبرته . ومات أبو زيد بعد سيبويه بنيف وثلاثين سنة .

قال : ويقال : إن الأصمعي كان يحفظ ثلث اللغة ، وكان أبو زيد يحفظ ثلثي اللغة ، وكان الخليل يحفظ نصف اللغة ، وكان أبو مالك عمرو بن كركرة الأعرابي يحفظ اللغة كلها .

قال : وقال أبو العباس المبرد : كان أبو زيد عالما بالنحو ولم يكن مثل الخليل وسيبويه ، وكان يونس من باب أبي زيد في العلم باللغات ، [ ص: 336 ] وكان يونس أعلم من أبي زيد بالنحو ، وكان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنحو - أعنيه والأصمعي وأبا عبيدة - وكان يقال : أبو زيد النحوي . وله كتاب في تخفيف الهمز ، على مذهب النحو ، وفي كتبه المصنفة في اللغة من شواهد النحو ما ليس لغيره . وكانت حلقته بالبصرة ينتابها الناس .

قال : وذكر أبو العباس ، قال : حدثني أبو بكر القرشي - شيخ من أهل البصرة ، مولى لقريش - قال : سمعت قوما يذكرون أبا زيد في حلقة الأصمعي ، فساعدتهم على ذلك ، ثم قال الأصمعي : رأيت خلفا الأحمر في حلقة أبي زيد ، وكان أبو زيد كثير السماع من العرب ، ثقة ، مقبول الرواية .

قال : وذكر أبو العباس ، قال : حدثني أبو عثمان المازني والتوزي وغيرهما : أن الكسائي كتب إلى أبي زيد جواب كتاب كتبه إليه :


شكوت إلي مجانينكم     فأشكو إليك مجانينا
لئن كان أقذاركم قد نموا     فأقذر وأنتن بمن عندنا
فلولا المعافاة كنا كهم     ولولا البلاء لكانوا كنا

وقال الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد : سمعت عبد الله بن محمد بن سقلاب ، قال : سمعت أبا العيناء محمد بن القاسم يقول : سمعت أبا زيد سعيد بن أوس يقول : خذوا العلم عن أفواه الرجال ، فإن الرجل يكتب أحسن ما يسمع ، ويختار أحسن ما يكتب ، ويحفظ أحسن ما يختار ، ويروي أحسن ما يحفظ .

أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي ، وإسماعيل ابن العسقلاني ، قالا : أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني ، وأبو المجد زاهر بن أبي طاهر الثقفي ، قالا : أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن [ ص: 337 ] أحمد بن محمود الثقفي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ ، قال : سمعت الصاحب الجليل إسماعيل بن عباد قال فذكره .

قال محمد بن يونس الكديمي : مات سنة أربع عشرة ومائتين .

وقال أبو موسى محمد بن المثنى ، والرياشي ، وأبو حاتم السجستاني : مات سنة خمس عشرة ومائتين . زاد الرياشي وأبو حاتم : وله ثلاث وتسعون سنة .

ذكره أبو داود في الزكاة في تفسير أسنان الإبل .

قال : وبلغني عن أبي عبيد ، عن الأصمعي ، وأبي زياد الكلابي ، وأبي زيد الأنصاري ، وروى له الترمذي حديثا واحدا في تفسير " سورة الشعراء " ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير ، عن الأشعري قال : لما نزل : وأنذر عشيرتك الأقربين وقال : غريب من هذا الوجه . وقد رواه بعضهم عن عوف ، عن قسامة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا ، وهو أصح .

التالي السابق


الخدمات العلمية