تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
2264 - (خت) : سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر الزنبري ، أبو عثمان المدني . سكن بغداد وقدم الري .

[ ص: 418 ] روى عن : سفيان بن عيينة ، وعامر بن صالح الزبيري ، وأبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، ومالك بن أنس (خت) ، وأبي شهاب الحناط .

روى عنه : البخاري في " الأدب " واستشهد به في " الجامع " وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن الوليد الجشاش ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز ، وأحمد بن يوسف التغلبي ، والجراح بن مخلد ، والحارث بن أبي أسامة ، والحسن بن عليل العنزي ، والحسن بن المتوكل البغدادي ، والزبير بن بكار ، وأبو شعيب صالح بن عمران الدعاء ، وأبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ، وعلي بن شداد جار تمتام ، وعمر بن حفص السدوسي ، ومحمد بن خالد بن يزيد الآجري ، ومحمد بن علي بن داود ابن أخت غزال ، ومحمد بن عمار بن الحارث الرازي ، ومحمد بن الفرج الأزرق ، والمفضل بن غسان الغلابي ، وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي البصري ، وأبو الحسن يعقوب بن إسحاق الضبي البغدادي المخرمي ، المعرف بالبيهسي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

قال الحافظ أبو بكر الخطيب : سكن بغداد ، وحدث بها عن مالك بن أنس ، وفي أحاديثه نكرة ، ويقال : إنه قلبت عليه صحيفة ورقاء عن أبي الزناد ، فرواها عن مالك عن أبي الزناد .

قال : وذكر أبو حاتم الرازي أنه سأل ابن أبي أويس عنه ، [ ص: 419 ] فقال : قد لقي مالكا ، وكان أبوه وصي مالك ، وأثنى على أبيه خيرا .

وقال عبد الله بن علي ابن المديني ، سمعت أبي يقول : كتبت عن الزنبري أحاديث عن مالك من أخبار الناس ، ولو كان رواها عن أبيه ، قال أبي : ولقد حسبت سنه ، فإذا هو قد كان رجلا ، وكان أبوه أجود الناس منزلة من مالك ، وضعفه .

قال أبو بكر الخطيب : قوله : لو كان رواها عن أبيه يعني : كان ذلك أقرب لحاله ، واحتملت روايته لها ، فلما رواها عن مالك استعظم علي ذلك واستنكره .

وقال أحمد بن علي الأبار : سألت مجاهد بن موسى عن الزنبري ، فقال : سألت عنه عبد الله بن نافع الصائغ ، فقلت : يا أبا محمد ، زعم أن المهدي أمر مالك بن أنس حين أخرج " الموطأ " يصير في صندوق ، حتى إذا كان أيام الموسم حمل الناس عليه ، وأرسل إلى العراق ، فقيل لمالك بن أنس : انظر فإن أهل العراق سيجتمعون ، فإن كان فيه شيء فأصلحه ، فقرأه على أربعة أنفس أنا فيهم ، فقال : كذب سعيد ، أنا والله ، أجالس مالكا منذ ثلاثين سنة ، أو خمس وثلاثين سنة بالغداة والعشي ، وربما هجرت ما رأيته قرأه على إنسان قط .

[ ص: 420 ] وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سألت يحيى بن معين عن الزنبري ، فقال : ما كان عندي بثقة .

وقال أبو بكر الأثرم : ذكرت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : هشام بن عروة ، فقال : ما كان أروى أبا أسامة عنه ! روى حديث وقف الزبير عنه ، وأحاديث غرائب ، منها حديث أسماء وحديث الإفك . قلت : له حديث الإفك ، رواه مالك ، قال : هكذا أمن يرويه عن مالك ؟ قلت : هذا الذي هاهنا الزنبري ، فتبسم وسكت .

وقال أبو بكر الأثرم أيضا : قلت لأبي عبد الله : كنت أمرتني من سنين بالكتاب عن الزنبري ؟ فقال : لا أدري ، أخاف أن يكون الزنبري قد خلط على نفسه .

وقال سعيد بن عمرو البرذعي : قلت لأبي زرعة : سعيد بن داود الزنبري ؟ قال : ضعيف الحديث ، حدث عن مالك ، عن أبي الزناد ، عن خارجة بن زيد ، عن أبيه بحديث باطل ، ويحدث بأحاديث مناكير عن مالك .

قال البرذعي : وقد روى أبو زرعة حديث خارجة هذا عن رجل عنه أملاه علينا إملاء .

وهذا الحديث الذي أشار إليه أبو زرعة ، أخبرنا به يوسف بن [ ص: 421 ] يعقوب الشيباني ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، قال : حدثنا محمد بن الفرج الأزرق ، قال : حدثنا سعيد بن داود الزنبري ، قال : حدثنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن زيد بن ثابت : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى الزبير يوم خيبر أربعة أسهم : سهمين للقوس ، وسهما له ، وسهما للقرابة .

وقال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي : الزنبري مدني من خيارهم ، كان عند مالك حظيا ، خصه بأشياء من حديثه .

قال البخاري في " التوحيد " من " الجامع " عقيب حديث عبيد الله بن نافع ، عن ابن عمر : أن الله يقبض الأرض يوم القيامة . . . الحديث : ورواه سعيد ، عن مالك ، يعني : عن نافع .

وروى عنه في " الأدب " عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر حديث : إذا قال للآخر : كافر ، فقد كفر أحدهما . . . الحديث .

ومما وقع لنا عاليا من حديثه ما أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وإسماعيل بن العسقلاني ، وزينب بنت مكي ، وفاطمة بنت علي بن القاسم ابن عساكر ، قالوا : أخبرنا أبو حفص ابن طبرزد ، [ ص: 422 ] قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو طالب بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر الشافعي ، قال : حدثنا أبو شعيب صالح بن عمران الدعاء ، قال : حدثنا سعيد بن داود الزنبري ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنها قالت : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أشيروا يا معشر المسلمين ، في أناس أبنوا أهلي ، وأيم الله ، ما علمت على أهلي سوءا قط ، وأبنوهم بامرئ ، والله ، إن علمت عليه سوءا قط ، ولا دخل على أهلي إلا وأنا حاضر ، ولا تغيبت إلا تغيب معي . فقام سعد بن معاذ ، فقال : يا رسول الله ، اضرب أعناقهم ، والله ، لو كانوا من الأوس لرأيت أن أضرب أعناقهم . فقام سعد بن عبادة من الخزرج ، وكانت أم حسان من الخزرج ، وكانت بنت عمه من فخذه ، فقال : والله ما صدقت ، ولو كانوا من رهطك ما رضيت أن يقتلوا .

فتنازع سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، وكاد أن يكون بين الأوس والخزرج في المسجد شر ، وما علمت عائشة في ذلك بشيء مما قيل ، ولا بلغها من حديثهم شيء ، حتى إذا كان مساء يوم قام فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذتها أم مسطح فأخبرتها عن مسطح ، وذكره لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغد بعدما صلى الظهر ، فلما ذكره لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندها أبوها وأمها ، أنزل الله تعالى براءتها في مجلسه ذلك الذي ذكره لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتفرقوا ، وقبل أن يقوموا من عندها ; أبوها وأمها
.

هذا حديث غريب من حديث مالك عن هشام بن عروة ، يعد في [ ص: 423 ] أفراد الزنبري عن مالك ، وهو الذي أنكره أحمد بن حنبل عليه فيما رواه أبو بكر الأثرم عنه ، كما تقدم . وقيل : إن أيوب بن عمارة الأنصاري المدني رواه عن مالك أيضا ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية