تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
[ ص: 446 ] 2278 - (ع) : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشي ، العدوي ، أبو الأعور ، ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل ، وصهره على أخته فاطمة بنت الخطاب ، وكانت أخته عاتكة بنت زيد تحت عمر بن الخطاب ، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة .

روى عن : النبي - صلى الله عليه وسلم - (ع) .

روى عنه : حميد بن عبد الرحمن بن عوف (ت س) ، ورياح بن الحارث النخعي (د س ق) ، وزر بن حبيش الأسدي ، وطلحة بن [ ص: 447 ] عبد الله بن عوف (ع) ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعباس بن سهل بن سعد الساعدي (م) ، وعبد الله بن ظالم المازني (ع) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن الأخنس (د ت س) ، وعبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري (خ ت كن) ، وعروة بن الزبير (خ م د ت س) ، وعمرو بن حريث المخزومي (خ م ت س ق) ، وقيس بن أبي حازم (خ) ، ومحمد بن زيد بن عبد الله بن عمر (م) ، ومحمد بن سيرين ، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني ، ونوفل بن مساحق (د) ، وابنه هشام بن سعيد بن زيد ، وهلال بن يساف (د) ، ويزيد بن الحارث العبدي ، ويزيد بن يحنس ، وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وأبو عثمان النهدي (م ت) .

وروى أبو بكر بن حويطب (ت ق) عن جدته ، عن أبيها ، وهو سعيد بن زيد .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى ، قال : وأمه فاطمة بنت بعجة بن أمية بن خويلد بن خالد بن المعمور بن حيان بن غنم بن مليح من خزاعة . وقيل : ابن المعمود ، بدل المعمور ، وقيل : ابن المعمر ، وقيل : ابن المأمور .

وقال أبو الأسود ، عن عروة في تسمية أهل بدر : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، قدم من الشام بعدما رجع رسول الله - صلى الله عليه [ ص: 448 ] وسلم - من بدر ، فكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب له بسهمه ، قال : وأجري يا رسول الله ؟ قال - زعموا - : وأجرك .

وكذلك قال الزهري وموسى بن عقبة ، ومحمد بن إسحاق وغير واحد : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب له بسهمه وأجره .

وقال الواقدي : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه هو وطلحة يتحسبان العير ، فضرب له بسهمه وأجره .

وقال الزبير بن بكار : سعيد بن زيد من المهاجرين الأولين ، ضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر بسهمه وأجره ، وكان بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة بن عبيد الله يتحسبان له أمر عير قريش قبل أن يخرج من المدينة ، فلم يحضرا بدرا ، وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمهما وأجرهما .

وقال الواقدي : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن المسور بن رفاعة ، عن عبد الله بن مكنف من بني حارثة من الأنصار . قال الواقدي : وسمعت بعض هذا الحديث من غير ابن أبي سبرة ، قالوا لما تحين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عير قريش من الشام بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، قبل خروجه من المدينة بعشر ليال يتحسبان خبر العير ، فخرجا حتى بلغا الروحاء ، [ ص: 449 ] فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرت بهم العير ، وبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد إليه ، فندب أصحابه وخرج يريد العير ، فتساحلت العير وأسرعت ، وساروا الليل والنهار فرقا من الطلب ، وخرج طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يريدان المدينة ، ليخبرا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر العير ، ولم يعلما بخروجه ، فقدما المدينة في اليوم الذي لاقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النفير من قريش ببدر ، فخرجا من المدينة يعترضان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقياه بتربان ، فيما بين ملل والسيالة ، على المحجة منصرفا من بدر ، فلم يشهد طلحة وسعيد الوقعة ، وضرب لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهمانهما وأجورهما في بدر ، فكانا كمن شهدها ، وشهد سعيد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وقال محمد بن إسحاق في تسمية المهاجرين المتقدمي الإسلام ، قال : ثم أسلم ناس من قبائل العرب ، منهم : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أخو بني عدي بن كعب ، وامرأته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب .

وقال أبو عمر بن عبد البر : كان من المهاجرين الأولين ، وكان إسلامه قديما ، قبل عمر ، وبسبب زوجته كان إسلام عمر ، وخبرهما في ذلك خبر حسن ، وهاجر هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب .

[ ص: 450 ] وقال الواقدي عن محمد بن صالح ، عن يزيد بن رومان : أسلم سعيد بن زيد قبل أن يدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها .

وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم : قال سعيد بن زيد : لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام ، وما كان أسلم بعد .

وقال صدقة بن المثنى : حدثني جدي رياح بن الحارث أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره ، فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد ، فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير ، فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة ، فسب وسب ، قال : من يسب هذا يا مغيرة ؟ قال : يسب علي بن أبي طالب . قال : يا مغير بن شعيب ، يا مغير بن شعيب - ثلاثا - ألا أسمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسبون عندك ، لا تنكر ولا تغير فأنا أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإني لم أكن أروي عنه كذبا يسألني عنه إذا لقيته أنه قال : أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن في الجنة ، وسعد بن مالك [ ص: 451 ] في الجنة ، وتاسع المؤمنين في الجنة ، لو شئت أن أسميه لسميته . قال : فضج أهل المسجد يناشدونه : يا صاحب رسول الله ، من التاسع ؟ قال : ناشدتموني بالله ، والله عظيم ، أنا تاسع المؤمنين ، ورسول الله العاشر .

ثم أتبع ذلك يمينا ، قال : والله ، لمشهد شهده رجل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغبر فيه وجهه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من عمر أحدكم ، ولو عمر عمر نوح .

أخبرنا بذلك أبو الفرج بن أبي عمر بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري المقدسيان ، وأبو الغنائم ابن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن صدقة بن المثنى . فذكره .

رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه من حديث صدقة بن المثنى . وروي من غير وجه عن سعيد بن زيد .

وقال الزبير بن بكار : حدثني إبراهيم بن حمزة ، قال : حدثني عبد العزيز بن أبي حازم ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه : أن أروى بنت أويس استعدت مروان بن الحكم - وهو والي المدينة - على سعيد بن زيد في أرضه في الشجرة ، وقالت : إنه قد أخذ حقي ، وأدخل [ ص: 452 ] ضفيرتي في أرضه بالشجرة . قال سعيد : كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله من سبع أرضين يوم القيامة . فترك لها سعيد ما ادعت وقال : اللهم ، إن كانت أروى ظلمتني فاعم بصرها واجعل قبرها في بئرها . فعميت أروى ، وجاء سيل فأبدى عن ضفيرتها ، وحقها خارجا من حق سعيد ، فجاء سعيد إلى مروان فقال له : أقسمت عليك لتركبن معي ، ولتنظرن إلى ضفيرتها . فركب مروان معه ، وركب بالناس معه حتى نظروا إليها ، قالوا : ثم إن أروى خرجت في بعض حاجتها بعدما عميت ، فوقعت في البئر فماتت .

قال الزبير : قال إبراهيم بن حمزة : وسمعت عبد العزيز بن أبي حازم يقول : سألت أروى سعيدا أن يدعو لها ، وقالت : إني قد ظلمتك . فقال : لا أرد على الله شيئا أعطانيه .

قال : وكان أهل المدينة يدعو بعضهم على بعض فيقول : أعماك الله عمى أروى . يريدونها ، ثم صار أهل الجهل يقولون : أعماك الله عمى الأروى . يريدون الأروى التي بالجبل ، يظنونها شديدة العمى .

أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : [ ص: 453 ] حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار . فذكره .

قال يحيى بن بكير ، وابن نمير ، وخليفة بن خياط ، وغير واحد من العلماء : مات سنة إحدى وخمسين بالمدينة .

وقيل : إنه مات بالكوفة .

وقال الواقدي : حدثنا عبد الملك بن زيد ، من ولد سعيد بن زيد ، عن أبيه ، قال : توفي سعيد بن زيد بالعقيق ، فحمل على رقاب الرجال فدفن بالمدينة ، ونزل في حفرته سعد وابن عمر ، وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين ، وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة ، وكان رجلا طوالا ، آدم ، أشعر .

قال الواقدي : وهو الثبت عندنا ، لا اختلاف فيه بين أهل البلد وأهل العلم قبلنا أن سعيد بن زيد مات بالعقيق ، وحمل فدفن بالمدينة ، وشهده سعد بن أبي وقاص ، وابن عمر وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقومه وأهل بيته ، وولده على ذلك يعرفونه ويروونه ، وروى أهل الكوفة أنه مات عندهم بالكوفة في خلافة معاوية ، وصلى عليه المغيرة بن شعبة وهو يومئذ والي الكوفة لمعاوية .

وقال المدائني : قالوا : مات سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين وهو ابن ثلاث وسبعين ، وقبر بالمدينة .

[ ص: 454 ] وقال عمرو بن علي : مات بالمدينة سنة إحدى وخمسين ، وهو ابن أربع وسبعين سنة .

وقال عبيد الله بن سعد الزهري : مات سنة اثنتين وخمسين .

روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية