تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
2502 - (ع ) : سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي الواشحي ، أبو أيوب البصري ، وواشح من الأزد ، سكن مكة ، وكان قاضيها .

[ ص: 385 ] روى عن : الأسود بن شيبان ( بخ ) ، وبسطام بن حري ( د ) ، وجرير بن حازم ، وحماد بن زيد ( ع ) ، وحماد بن سلمة ( ع ) ، وحوشب بن عقيل ( د س ) ، والسري بن يحيى ، وسعيد بن زيد ، وسليمان بن المغيرة ، وسلام أبي مطيع ( مق ) ، وشعبة بن الحجاج ( خ د س ) ، وعمر بن علي المقدمي ( س ) ، وأبي صالح غالب بن سليمان الجهضمي ( مد ) ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد بن رزين ( ت ) ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ( خ ) ، وملازم بن عمرو الحنفي ، ووهيب بن خالد ( خ ) ، ويزيد بن إبراهيم التستري ( ي ) .

روى عنه : البخاري ( ت ) ، وأبو داود ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ( مق ) ، وأحمد بن داود المكي ، وأحمد بن سعيد الدارمي ( م ق ) ، وأحمد بن عمرو القطراني ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ( م س ) ، وإسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي ، والجراح بن مخلد ( قد ) ، [ ص: 386 ] والحارث بن محمد بن أبي أسامة ، وحجاج بن الشاعر ( م ) ، والحسن بن علي الخلال ( د ت ) ، والحسين بن محمد البلخي الحريري ( تم ) ، وحماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد ، وأبو داود سليمان بن معبد السنجي ( م س ) ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن الزبير الحميدي - ومات قبله - وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ( ت ) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ( م ) ، وعبد بن حميد الكشي ( ت ) ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وعلي بن نصر بن علي الجهضمي ( د ت س ) ، وعمرو بن علي الفلاس ( س ) ، وعمرو بن منصور النسائي ( س ) ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي ، ومحمد بن أحمد بن نعيم ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ، ومحمد بن يحيى الذهلي ( ق ) ، ومحمد بن يونس الكديمي ، وهارون بن عبد الله الحمال ( م ) ، ويحيى بن سعيد القطان - وهو أكبر منه - ويحيى بن موسى البلخي ( ت ) ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ( س ) ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن موسى القطان ، ويوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاضي .

قال أبو حاتم الرازي : سليمان بن حرب إمام من الأئمة كان لا يدلس ، ويتكلم في الرجال وفي الفقه وليس بدون عفان ولعله أكبر [ ص: 387 ] منه ، وقد ظهر من حديثه نحو من عشرة آلاف حديث ، وما رأيت في يده كتابا قط ، وهو أحب إلي من أبي سلمة التبوذكي في حماد بن سلمة ، وفي كل شيء . ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل ، وكان مجلسه عند قصر المأمون فبني له شبه منبر ، فصعد سليمان وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد ، والمأمون فوق قصره ، وقد فتح باب القصر ، وقد أرسل ستر شف وهو خلفه يكتب ما يملي ، فسئل أول شيء حديث حوشب بن عقيل فلعله قد قال : " حدثنا حوشب بن عقيل " أكثر من عشر مرات ، وهم يقولون : حتى قالوا : لا نسمع . فقام مستمل ومستمليان وثلاثة ، كل ذلك يقولون : لا نسمع ، حتى قالوا : ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي ، فلما حضر ، قال : " من ذكرت ؟ " فإذا صوته خلاف الرعد ، فسكتوا وقعد المستملون كلهم فاستملى هارون . وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه . وسئل عن حديث فتح مكة فحدثنا من حفظه ، فقمنا فأتينا عفان ، فقال : ما حدثكم أبو أيوب ، فإذا هو يعظمه .

وقال أبو حاتم في موضع آخر : كان سليمان بن حرب قل من يرضى من المشايخ ، فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة .

[ ص: 388 ] وقال يعقوب بن سفيان : سمعت سليمان بن حرب يقول : طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومائة واختلفت إلى شعبة ، فلما مات شعبة جالست حماد بن زيد ولزمته حتى مات . جالسته تسع عشرة سنة جالسته سنة ستين ومات سنة تسع وسبعين ومائة .

وقال يعقوب أيضا : سمعت سليمان يقول : أعقل موت ابن عون وكنت لا أكتب عن حماد حديث ابن عون ، كنت أقول : رجل قد أدركت موته ، ثم كتبته بعد .

وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب - فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب ، عن زيد بن الحسن ، عن عبد الرحمن بن محمد ، عنه - : أخبرني الأزهري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عفير ، قال : حدثنا أحمد بن سنان ، قال : حدثنا المسعري ، قال : جاء رجل إلى سليمان بن حرب ، فقال : إن مولاك فلانا مات وخلف قيمة عشرين ألف درهم . قال : فلان أقرب إليه مني ، المال لذاك دوني . قال : وهو يومئذ محتاج إلى درهم .

وبه ، قال : أخبرني أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد . الخرجوشي - بلفظه - قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران ، [ ص: 389 ] قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن العباس ، قال : حدثنا القاضي المقدمي .

( ح ) قال : وأخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، قال : حدثنا محمد بن عمران المرزباني ، قال : أخبرني محمد بن يحيى ، قال : حدثني المقدمي القاضي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا يحيى بن أكثم ، قال : قال لي المأمون : من تركت بالبصرة ؟ فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب ، وقلت : هو ثقة حافظ للحديث عاقل في نهاية الستر والصيانة ، فأمرني بحمله إليه ، فكتبت إليه في ذلك ، فقدم ، فاتفق أني أدخلته إليه ، وفي المجلس ابن أبي دواد وثمامة وأشباه لهما ، فكرهت أن يدخل مثله بحضرتهم ، فلما دخل سلم ، فأجابه المأمون ، ورفع مجلسه ، ودعا له سليمان بالعز والتوفيق ، فقال ابن أبي دواد : يا أمير المؤمنين ، نسأل الشيخ عن مسألة ؟ فنظر المأمون إليه نظر تخيير له ، فقال سليمان : يا أمير المؤمنين ، حدثنا حماد بن زيد ، قال : قال رجل لابن شبرمة : أسألك ؟ فقال : إن كانت مسألتك لا تضحك الجليس ، ولا تزري بالمسؤول فسل . وحدثنا وهيب بن خالد ، قال : قال إياس بن معاوية : من المسائل ما لا ينبغي للسائل أن يسأل عنها ، ولا للمجيب أن يجيب فيها . فإن كانت مسألته من غير هذا فليسأل ، وإن كانت من هذا فليمسك . قال : فهابوه ، فما نطق أحد منهم حتى قام ، وولاه قضاء مكة ، فخرج إليها .

[ ص: 390 ] قال الحافظ أبو بكر : وكانت ولايته قضاء مكة سنة أربع عشرة ومائتين ، فلم يزل على ذلك إلى أن عزل في سنة تسع عشرة ومائتين .

وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : أخبرنا الحسين بن علي التميمي ، قال : حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي : سمعت علي بن المديني سنة عشرين ، وقد ذكر له سليمان بن حرب فجعل يكثره ، فقال : حدثنا يحيى بن سعيد منذ ثلاثين سنة ، قال : حدثني سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، قال : ما أخاف على أيوب وابن عون إلا الحديث .

وبه ، قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان ، قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا علي ابن المديني ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن حرب ، قال : سمعت حماد بن زيد ، يقول : أخوف ما أخاف على أيوب وابن عون الحديث .

قال القاضي : وسمعته من سليمان ولكني لهذا أحفظ - أو كما قال القاضي - .

وبه ، قال : أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، قال : حدثنا محمد بن عدي البصري في كتابه ، قال : حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري ، [ ص: 391 ] قال : سمعت أبا داود يقول : كان سليمان بن حرب يحدث بحديث ثم يحدث به كأنه ليس ذاك .

قال الحافظ أبو بكر : كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : كتبنا عن سليمان بن حرب ، وابن عيينة حي .

وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : حدثنا سليمان بن حرب ، وكان ثقة ثبتا ، صاحب حفظ .

وقال النسائي : ثقة مأمون .

وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : كان ثقة .

قال يعقوب بن سفيان : قال سليمان بن حرب في ذي الحجة سنة ست عشرة ومائتين : إذا دخل صفر فقد استكملت سبعا وسبعين سنة .

وقال البخاري : قال سليمان بن حرب : ولدت في صفر سنة أربعين ومائة .

[ ص: 392 ] وقال حنبل بن إسحاق : مات سليمان بن حرب سنة أربع وعشرين ومائتين .

وقال محمد بن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، وقد ولي قضاء مكة ثم عزل فرجع إلى البصرة فلم يزل بها حتى توفي بها لأربع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين ومائتين .

وذكر أبو حسان الزيادي أن وفاته كانت في آخر يوم من شهر ربيع الآخر .

وقال غيره : مات سنة ثلاث وعشرين . وقيل : سنة سبع وعشرين . والأول أصح ، والله أعلم .

قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه يحيى بن سعيد القطان ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، وبين وفاتهما مائة وسبع سنين .

وروى له الباقون .

ومن عوالي حديثه ما أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وزينب بنت مكي ، وفاطمة بنت علي بن القاسم ابن عساكر ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا [ ص: 393 ] الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قراءة عليه وأنا أسمع في النصف من شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، قال : سمعت البراء ، قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " له مرضع في الجنة " .

رواه البخاري عنه ، فوافقناه فيه بعلو .

التالي السابق


الخدمات العلمية