تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
2585 - (ع) : سمرة بن جندب بن هلال بن حديج بن مرة بن حزم بن عمرو بن جابر بن ذي الرياستين الفزاري ، أبو سعيد ، ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو سليمان ، صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل البصرة .

[ ص: 131 ] هكذا نسبه سليمان بن سيف .

وقال محمد بن إسحاق ، وغيره من أهل النسب : هو من بني فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ربث بن غطفان ، حليف الأنصار .

روى عن : النبي - صلى الله عليه وسلم - (ع) ، وعن أبي عبيدة بن الجراح .

روى عنه : الأسقع بن الأسلع (س) ، وثعلبة بن عباد (عخ 4) ، والحسن البصري (خ 4) ، وحصين بن أبي الحر العنبري (س) ، والربيع بن عميلة الفزاري (م د ت سي ق) ، وزيد بن عقبة الفزاري (د ت س) وابناه : سعد بن سمرة بن جندب ، وسليمان بن سمرة بن جندب ، وسمعان بن مشنج ، وسوادة بن حنظلة القشيري (م د ت س) ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن بريدة (ع) ، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي (س) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (مق ق) ، وعبد الرحمن الجرمي والد أشعث بن عبد الرحمن (د) ، وعلي بن ربيعة الوالبي ، وقدامة بن وبرة (د س) ، وأبو الدهماء قرفة بن بهيس العدوي ، ومحمد بن سيرين (ت) ، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (د) ، والمهلب بن أبي صفرة ، وميمون بن أبي شبيب (ت س ق) ، وهلال بن يساف . [ ص: 132 ] (سي ق) ، وهياج بن عمران البرجمي (د) ، وأبو أيوب يحيى بن مالك المراغي (د) ، ويزيد بن عبد الله بن الشخير (ت س) ، وأبو رجاء العطاردي (خ م ت س) وأبو المهلب الجرمي (س) ، وأبو نضرة العبدي (م) .

قال أبو عمر بن عبد البر : سكن البصرة ، وكان زياد يستخلفه عليها ستة أشهر ، وعلى الكوفة ستة أشهر ، فلما مات زياد استخلفه على البصرة فأقره معاوية عليها عاما أو نحوه ثم عزله ، وكان شديدا على الحرورية ، كان إذا أتي بواحد منهم قتله ولم يقله ، ويقول : شر قتلى تحت أديم السماء ، يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء ، فالحرورية ومن قاربهم من مذهبهم يطعنون عليه وينالون منه .

وكان الحسن ، وابن سيرين ، وفضلاء أهل البصرة يثنون عليه ويحملون عنه .

وقال ابن سيرين : في رسالة سمرة إلى نبيه علم كثير .

وقال الحسن : تذاكر سمرة ، وعمران بن حصين فذكر سمرة أنه حفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكتتين : سكتة إذا كبر ، وسكتة إذا فرغ من قراءة ولا الضالين ، فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين ، فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبي بن كعب ، فكان جواب أبي أن سمرة قد صدق وحفظ .

[ ص: 133 ] وقال عبد الله بن صبيح ، عن محمد بن سيرين : كان سمرة فيما علمت عظيم الأمانة صادق الحديث ، يحب الإسلام وأهله .

قال أبو عمر : وكان سمرة من الحفاظ المكثرين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكانت وفاته بالبصرة سنة ثمان وخمسين سقط في قدر مملوءة ماء حارا كان يتعالج بالقعود عليها من كزاز شديد أصابه فسقط في القدر الحارة ، فمات فكان ذلك تصديقا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له ولأبي هريرة ، وثالث معهما " آخركم موتا في النار " .

وقال داود بن المحبر البكراوي ، عن زياد بن عبيد الله بن الربيع الزيادي ، عن محمد بن سيرين : عليكم برسالة سمرة بن جندب إلى بنيه ، فإن فيها علما حسنا ، قلنا : يا أبا بكر ، أخبرنا عن سمرة وما كان من أمره ، وما قيل فيه ، قال : إن سمرة كان أصابه قزاز شديد ، وكان لا يكاد أن يدفأ ، فأمر بقدر عظيمة ، فملئت ماء وأوقد تحتها ، واتخذ فوقها مجلسا ، فكان يصعد إليه بخارها فيدفئه ، فبينا هو كذلك إذ خسف به ، فيظن أن ذلك الذي قيل فيه .

وقال سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، عن أبيه : إن أم سمرة بن جندب مات عنها زوجها وترك ابنه سمرة ، وكانت امرأة جميلة ، فقدمت المدينة ، فخطبت ، فجعلت تقول : لا أتزوج إلا رجلا [ ص: 134 ] يكفل لها نفقة ابنها سمرة حتى يبلغ فتزوجها رجل من الأنصار على ذلك ، وكانت معه في الأنصار ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض غلمان الأنصار في كل عام ، فمر به غلام فأجازه في البعث وعرض عليه سمرة من بعد فرده ، فقال سمرة : يا رسول الله ، لقد أجزت غلاما ورددتني ولو صارعته لصرعته ، قال : فصارعه ، فصارعه ، فصرعه ، فأجازه في البعث .

وقال عبد الله بن بريدة ، عن سمرة بن جندب : لقد كنت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلاما ، فكنت أحفظ عنه وما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالا هم أسن مني .

وقيل : إنه مات في آخر خلافة معاوية آخر سنة تسع وخمسين أو أول سنة ستين بالكوفة ، وقيل : بالبصرة .

روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية