تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
2691 - (ت ) : شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم ، واسمه سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر التميمي المنقري الأهتمي ، أبو معمر البصري الخطيب ، ابن عم خالد بن صفوان بن عبد الله بن الأهتم ، وإنما قيل له : الأهتم لأنه ضرب بقوس على فيه فهتمت أسنانه .

روى عن : الحسن البصري (ت) ، وابن عمه خالد بن صفوان بن الأهتم ، وأبيه شيبة بن عبد الله بن الأهتم ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، وعطاء بن أبي رباح ، وعلي بن زيد بن [ ص: 363 ] جدعان ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن المنكدر ، ومعاوية بن قرة المزني ، وهشام بن عروة .

روى عنه : إسحاق بن زياد الشامي ، وبهلول بن حسان الأنباري ، وجبارة بن مغلس ، وأبو سفيان سعيد بن يحيى بن مهدي الحميري ، وأبو بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وابناه : عبد الرحيم بن شبيب بن شيبة ، وعبد الصمد بن شبيب بن شيبة ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، وعيسى بن يونس ، وأبو معاوية محمد بن حازم الضرير (ت) ، ومحمد بن سعيد بن أبان القرشي الأموي ، ومحمد بن عبد الله الخزاعي ، ومسلم بن إبراهيم ، ومعلى بن منصور الرازي ، وأبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي ، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل وأبو النضر هاشم بن القاسم ، وهشام بن عبيد الله الرازي ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ، وأبو بلال الأشعري .

قال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس بثقة .

وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم : ليس بالقوي .

وقال أبو داود : ليس بشيء .

[ ص: 364 ] وقال النسائي : والدارقطني ، والبرقاني : ضعيف .

وقال صالح بن محمد البغدادي : صالح الحديث .

وقال زكريا بن يحيى الساجي : صدوق يهم .

وقال أبو أحمد بن عدي ، عن محمد بن خلف بن المرزبان ، عن عبد الله بن محمد الكوفي ، عن عبد الله بن نصر الكوفي : قيل لعبد الله بن المبارك : نأخذ عن شبيب بن شيبة وهو يدخل على الأمراء ؟ فقال : خذوا عنه فإنه أشرف من أن يكذب .

قال ابن عدي : وشبيب بن شيبة إنما قيل له : الخطيب ، لفصاحته ، وكان ينادم خلفاء بني أمية ، وله أحاديث غير ما ذكرت ، وحدثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول قال : أخبرني أبي مناولة ، عن أبيه ، عن شبيب بن شيبة ، عن خالد بن صفوان بن الأهتم بأخبار صالحة من أخبار بني أمية ، وخالد بن صفوان هذا من فصحاء الناس وشبيب يحكيها عنه في دخوله على بني أمية وعظته إياهم ، وأرجو مع هذا أن شبيبا لا يتعمد الكذب ، بل لعله يهم في بعض الشيء .

[ ص: 365 ] وقال الحافظ أبو بكر الخطيب ، فيما أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني عن زيد بن الحسن الكندي ، عن عبد الرحمن بن محمد الشيباني ، عنه : كان له لسن وفصاحة ، وقدم بغداد في أيام المنصور واتصل به وبالمهدي من بعده ، وكان كريما عليهما أثيرا عندهما .

وبه ، قال : أخبرنا الجوهري ، قال : أخبرنا محمد بن عمران بن موسى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي ، قال : حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد ، عن موسى بن إبراهيم صاحب حماد بن سلمة ، قال : كان شبيب بن شيبة يصلي بنا في المسجد الشارع في مربعة أبي عبيد الله ، فصلى بنا يوما الصبح فقرأ بالسجدة ، وهل أتى على الإنسان ، فلما قضى الصلاة قام رجل فقال : لا جزاك الله عني خيرا فإني كنت غدوت لحاجة ، فلما أقيمت الصلاة دخلت أصلي فأطلت حتى فاتتني حاجتي ، قال : وما حاجتك ؟ قال : قدمت من الثغر في شيء من مصلحته ، وكنت وعدت البكور إلى دار الخليفة : لا ينجز ذلك ! قال : فأنا أركب معك ، فركب معه ودخل على المهدي فأخبره الخبر وقص عليه القصة ، قال : فيريد ماذا ؟ قال : قضاء حاجته ، فقضى حاجته وأمر له بثلاثين ألف درهم ، فدفعها إلى الرجل ودفع إليه شبيب أربعة آلاف درهم ، وقال له : لم تضرك السورتان .

وبه ، قال : أخبرنا الأزهري ، قال : أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، [ ص: 366 ] قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري ، قال : حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري ، قال : حدثنا الأصمعي ، قال : كان شبيب بن شيبة رجلا شريفا يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم ، فكان يغدو في كل يوم ويركب ، فإذا أراد أن يغدو أكل من الطعام شيئا قد عرفه ، فنال منه ، ثم ركب ، فقيل له : إنك تباكر الغداء ، فقال : أجل أطفئ به فورة جوعي ، وأقطع به خلوف فمي ، وأبلغ به في قضاء حوائجي ، فإني وجدت خلاء الجوف وشهوة الطعام يقطعان الحكيم عن بلوغه في حاجته ويحمله ذلك على التقصير فيما به إليه الحاجة ، وإني رأيت النهم لا مروءة له ، ورأيت الجوع داء من الداء ، فخذ من الطعام ما يذهب عنك النهم ، وتداوي به من داء الجوع .

وبه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري إملاء ، قال : حدثني عبد الرحمن بن حاتم المرادي ، قال : حدثنا سعيد بن عفير ، قال : كان شبيب بن شيبة يقول : اطلبوا العلم بالأدب فإنه دليل على المروءة ، وزيادة في العقل ، وصاحب في الغربة .

وبه ، قال : أخبرنا التنوخي ، قال : حدثنا محمد بن العباس الخراز قال : حدثنا أبي ، العباس بن محمد ، قال سمعت أبا العباس المبرد يقول : قال شبيب بن شيبة : من سمع كلمة يكرهها فسكت انقطع عنه ما يكره ، وإن أجاب سمع أكثر مما يكره .

[ ص: 367 ] وبه ، قال : أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثني هارون بن سفيان المستملي قال : حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم ، قال : حدثني شبيب بن شيبة ، قال : قال لي أبو جعفر - يعني المنصور - وكنت في سماره : يا شبيب عظني وأوجز ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن الله لم يرض من نفسه أن جعل فوقك أحدا من خلقه ، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبد أشكر منك ، قال : والله لقد أوجزت وقصرت ، قال : قلت : والله لئن كنت قصرت فما بلغت كنه النعمة فيك .

وقال أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي في كتاب " المجالسة " : حدثنا إبراهيم بن علي الأشناني ، قال : سمعت المازني يقول : لما مات شبيب بن شيبة أتاهم صالح المري للتعزية فقال : رحمة الله على أديب الملوك ، وجليس الفقراء ، وحياة المساكين ، قال المازني : وكان شبيب بن شيبة أبصر الناس بمعنى الكلام مع بلاغة حتى صار في كل موقف يبلغ بقليل الكلام ما لا يبلغه الخطباء بكثرة .

روى له الترمذي حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه .

أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو إسحاق ابن الدرجي ، وإسماعيل بن العسقلاني ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال ابن البخاري : وأنبأنا أيضا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني .

قالا : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا [ ص: 368 ] أبو بكر بن شاذان الأعرج قال : أخبرنا أبو بكر بن فورك القباب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا شبيب بن شيبة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ، حصين : " أما إنك إن أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك " فلما أسلم ، قال : يا رسول الله علمني الكلمتين ، قال : " قل : اللهم ألهمني رشدي ، وأعوذ بك من شر نفسي " .

رواه عن أحمد بن منيع أتم من هذا ، فوافقناه فيه بعلو ، وقال : حسن غريب .

التالي السابق


الخدمات العلمية