تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
279 - (ع ) : أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو وهو حديلة ، وهو اسم أمه ، ويقال لبني عمرو هذا بنو حديلة وهو ابن مالك بن النجار ، واسمه تيم اللات ، ويقال : تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر . الخزرجي الأنصاري ، أبو المنذر ، ويقال : أبو الطفيل المدني ، سيد القراء ، وأمه صهيلة بنت الأسود عمة أبي طلحة زيد بن سهل بن الأسود ، والأوس والخزرج جماع الأنصار ، وهما ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد . ويقال : الأسد أيضا ، ابن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .

قال محمد بن إسحاق بن يسار : الأنصار هم ولد حارثة بن ثعلبة . وهو العنقاء بن عمرو بن عامر ، وعمرو بن عامر هو مزيقيا ، وأبوه عامر هو المعروف بماء السماء بن الغطريف ، واسمه حارثة [ ص: 263 ] بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد .

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم .

روى عنه : أنس بن مالك (خ س) ، وجابر أو جويبر العبدي (بخ) ، والجارود بن أبي سبرة الهذلي ، وجندب بن عبد الله البجلي ، والحسن بن أبي الحسن البصري - ولم يدركه - وأبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري (خ م) ، ورفيع أبو العالية الرياحي (د ت س) ، وزر بن حبيش الأسدي (ع) ، وسعيد بن المسيب (ق) ، وسليمان بن صرد الخزاعي (د سي) ، وسهل بن سعد الساعدي (د ت ق) ، وسويد بن غفلة (ع) ، وابنه الطفيل بن أبي بن كعب (ت ق) ، وأبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني (س) ، وابنه عبد الله بن أبي بن كعب ، وعبد الله بن أبي بصير (د س) ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل (م) ، وعبد الله بن رباح الأنصاري (م د) ، وعبد الله بن عباس (ع) ، وعبد الله بن فيروز الديلمي (د ق) ، وأبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري (م) ، وعبد الله بن أبي الهذيل (ز) ، وعبد الرحمن بن أبزى (4) ، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث (خ د ق) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (م د س) ، وعبد الرحمن بن مل أبو عثمان النهدي (م د ق) ، وعبيد بن عمير الليثي (ق) ، وعتي بن ضمرة [ ص: 264 ] (بخ ت س ق) ، وعطاء بن يسار (ق) ، وعطية الكلاعي (ق) ، وعمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري (د) ، وعمر بن الخطاب أمير المؤمنين (خ س) ، وقيس بن عباد (س) ، وابنه محمد بن أبي بن كعب (سي) ، ومسروق بن الأجدع (س) ، والمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب جد يزيد بن عبد الملك النوفلي ، ومكحول الشامي (ق) ولم يدركه ، ونفيع أبو رافع الصائغ (د س ق) ، ويحيى بن الجزار ، وأبو الأسود الدؤلي (قد) ، وأبو بصير الأعمى (س ق) ، وأبو عثمان الأنصاري (خد) ولم يدركه ، وأبو هريرة (ت س) ، وابن الحوتكية (س) وهو وهم .

شهد بدرا والعقبة الثانية . وكان ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ، نحيفا أبيض الرأس واللحية . لا يغير شيبه .

قال هدبة بن خالد : حدثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : " إن الله أمرني أن أقرأ [ ص: 265 ] عليك القرآن " قال : الله سماني لك ؟ قال : " نعم الله سماك لي " ، قال : فجعل أبي يبكي .

أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبي الخير ، عن كتاب أبي الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، ومحمد بن إبراهيم ، قالا : حدثنا أحمد بن علي ، قال : حدثنا هدبة ، فذكره . رواه مسلم عن هدبة ،

فوقع لنا موافقة له عالية .

ورواه البخاري عن ابن المنادي ، عن روح بن عبادة ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، فكأن شيخ شيخنا حدث به عن الفربري صاحب البخاري .

وقال قتادة : قلت لأنس : من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن [ ص: 266 ] جبل ، وزيد بن ثابت ، ورجل من الأنصار يقال له : أبو زيد .

أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، قالا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا هدبة بن خالد ، قال : حدثنا همام عن قتادة فذكره .

حديث صحيح ، متفق على صحته ، رواه البخاري عن حفص بن عمر الحوضي ، عن همام . ورواه مسلم عن سليمان بن معبد ، عن عمرو بن عاصم الكلابي ، عن همام .

وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال عمر بن الخطاب : علي أقضانا ، وأبي أقرؤنا ، وإنا لندع بعض ما يقول أبي ، وأبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، فلن أدعه [ ص: 267 ] لقول أحد ، وقد نزل بعد أبي قرآن كثير . والله يقول : ما ننسخ من آية أو ننسها الآية .

وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن الجارود بن أبي سبرة ، عن أبي بن كعب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلى بالناس فترك آية ، فقال : " أيكم أخذ علي شيئا من قراءتي " ؟ فقال أبي : أنا يا رسول الله . تركت آية كذا وكذا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " قد علمت إن كان أحد أخذها علي فإنك أنت هو " .

أخبرنا بذلك الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ، وأبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، قالوا : أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله الرصافي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، وأبو سلمة الخزاعي ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن الجارود بن أبي سبرة ، عن أبي بن كعب .

وقال الخزاعي في حديثه : قال : قال أبي بن كعب .

قال القطيعي : وحدثنا عبد الله ، قال : حدثناه إبراهيم بن [ ص: 268 ] الحجاج ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، فذكره . رواه البخاري في كتاب " القراءة خلف الإمام " عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل ، عن حماد . فوقع لنا بدلا عاليا .

وقال أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني فيما أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، عن القاضي أبي المكارم اللبان كتابة ، عن أبي علي الحداد ، عن أبي نعيم الحافظ ، عنه : حدثنا أحمد بن خليد الحلبي ، قال : حدثنا محمد بن عيسى قال : حدثنا معاذ بن محمد بن محمد بن أبي بن كعب ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي بن كعب أنه قال : يا رسول الله ما جزاء الحمى ؟ قال : " تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق " .

فقال أبي : اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ، ولا خروجا إلى بيتك ، ولا مسجد نبيك صلى الله عليه وسلم .

قال : فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى .


وقال عكرمة بن إبراهيم الأزدي : أخبرني يزيد بن شداد الهنائي ، قال : حدثني معاوية بن قرة ، قال : حدثني عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : حدثني أبي عن جدي قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد ، فقال : " ادعوا لي سيد [ ص: 269 ] الأنصار " ، فدعوا أبي بن كعب ، فقال : " يا أبي بن كعب ائت بقيع المصلى ، فأمر بكنسه ، ثم أمر الناس فليخرجوا " فلما بلغ عتبة الباب رجع ، فقال : يا رسول الله والنساء ؟ قال : " نعم والعواتق والحيض يكن في آخر الناس يشهدن الدعوة " . رواه دحيم والدارمي ، عن يحيى بن حسان ، عن عكرمة .

وقال سعيد الجريري عن أبي نضرة العبدي : قال رجل منا يقال له : جابر أو جويبر : طلبت حاجة إلى عمر في خلافته ، فانتهيت إلى المدينة ليلا ، فغدوت عليه ، وقد أعطيت فطنة ولسانا - أو قال : منطقا - فأخذت في الدنيا فصغرتها ، فتركتها لا تسوى شيئا ، وإلى جنبه رجل أبيض الشعر ، أبيض الثياب ، فقال لما فرغت : كل قولك كان مقاربا إلا وقوعك في الدنيا ، وهل تدري ما الدنيا ؟ إن الدنيا فيها بلاغنا ، أو قال : زادنا إلى الآخرة ، وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة ، قال : فأخذ في الدنيا رجل هو أعلم بها مني . فقلت : يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي إلى جنبك ؟ قال : سيد المسلمين أبي بن كعب . [ ص: 270 ]

وقال أصرم بن حوشب ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية : كان أبي بن كعب صاحب عبادة ، فلما احتاج إليه الناس ترك العبادة ، وجلس للقوم .

وقال هوذة بن خليفة : حدثنا عوف ، عن الحسن عن عتي بن ضمرة ، قال : قلت لأبي بن كعب : ما شأنكم يا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نأتيكم من الغربة نرجو عندكم الخير أن نستفيده عندكم فتهاونون بنا ! ؟ فقال أبي : أما والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن قولا لا أبالي استحييتموني أو قتلتموني . قال : فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام ، خرجت من منزلي ، فإذا أهل المدينة يؤذنون في سككها ، فقلت لبعضهم : ما شأن الناس ، قالوا : وما أنت من أهل البلد ؟ قلت : لا ، قال : فإن سيد المسلمين مات اليوم ، قلت : من هو ؟ قال : أبي بن كعب ، فقلت في نفسي : والله ما رأيت كاليوم في الستر أشد مما ستر هذا الرجل .

أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ، وأحمد بن شيبان بن تغلب ، وإسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد ، وزينب بنت مكي بن علي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : حدثنا بشر بن موسى قال : حدثنا هوذة بن خليفة . فذكره . [ ص: 271 ]

قال الهيثم بن عدي : مات سنة تسع عشرة .

وقال أبو سليمان بن زبر : قال المدائني : مات سنة عشرين .

قال أبو سليمان : وفي موته اختلاف .

وقال أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين : مات سنة عشرين أو تسع عشرة .

وقال محمد بن عبد الله بن نمير : مات في خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين .

وقال أبو عبيد : مات سنة اثنتين وعشرين .

وزعم أهل العراق ، أو من زعم منهم : أنه بقي إلى دهر عثمان .

وقال هارون بن عبد الله : سمعت محمد بن القاسم يذكر عن الفضل بن دلهم ، عن الحسن في قصة لأبي بن كعب ، فيه : ومات أبي قبل أن يقتل عثمان بجمعة أو عشر .

قال هارون : ويقال : توفي بالمدينة سنة تسع عشرة ، ويقال : سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر ، ويقال : سنة ثلاثين في خلافة عثمان .

وقال محمد بن سعد : قال محمد بن عمر : هذه [ ص: 272 ] الأحاديث التي تقدمت في موت أبي تدل على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب ، فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون : سنة ثنتين وعشرين بالمدينة ، وقد سمعنا من يقول : مات في خلافة عثمان بن عفان ، سنة ثلاثين ، وهو أثبت هذه الأقاويل عندنا ، وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن .

قال محمد بن سعد : وأخبرنا عارم بن الفضل ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، وهشام ، عن محمد بن سيرين : أن عثمان بن عفان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار ، فيهم أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت في جمع القرآن .

وقال خليفة بن خياط : سنة اثنتين وثلاثين يقال : فيها مات أبي بن كعب ، ويقال : بل مات في خلافة عمر بن الخطاب .

وقال عبيد الله بن سعد الزهري : مات قبل عثمان ، وصلى عليه عثمان سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين .

[ ص: 273 ] روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية