تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3129 - (ع) : عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، القرشي الهاشمي ، أبو الفضل المكي ، عم رسول الله صلى الله عليه [ ص: 226 ] وسلم ، وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بسنتين أو ثلاث ، وأمه أم ضرار نتيلة بنت جناب ، من النمر بن قاسط .

شهد بدرا مع المشركين ، وكان خرج إليها مكرها ، وأسر يومئذ ، ثم أسلم بعد ذلك ، وقيل : إنه أسلم قبل ذلك ، وكان يكتم إسلامه ، وأراد القدوم إلى المدينة ، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالمقام بمكة ، وقال له : إن مقامك بمكة خير ، يتقوون به ، فلذلك أمره النبي صلى الله عليه وسلم ، بالمقام بمكة .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع) .

و روى عنه : الأحنف بن قيس (د ت ق) ، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، وجابر بن عبد الله ، وصهيب مولاه (بخ) ، وعامر بن سعد بن أبي وقاص (م 4) ، والعباس بن عبد الرحمن (مد) ، مولى بني هاشم ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل (خ م ت) ، وابنه عبد الله بن عباس (خ د) ، وعبد الله بن عنمة المزني ، وعبد الرحمن بن سابط الجمحي (د) ، وابناه : عبيد الله بن عباس ، وكثير بن عباس (م س) ، ومالك بن أوس بن الحدثان (خ م د ت س) ، ومحمد بن كعب القرظي (ق) ، ونافع بن جبير بن مطعم (خ) ، وابنته أم كلثوم بنت العباس بن عبد المطلب .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية .

[ ص: 227 ] وقال الزبير بن بكار : كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بثلاث سنين .

قال : وسئل العباس : أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هو أكبر مني ، وأنا أسن منه ، مولده أبعد عقلي ، أتي إلى أمي ، فقيل لها : ولدت آمنة غلاما ، فخرجت بي حين أصبحت ، آخذة بيدي حتى دخلنا عليهما ، وكأني أنظر إليه يمصع برجليه في عرصته ، وجعل النساء يجبذنني عليه ، ويقلن : قبل أخاك .

وقال الواقدي ، عن ابن أبي سبرة ، عن حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أسلم العباس بمكة قبل بدر ، وأسلمت أم الفضل معه حينئذ ، وكان مقامه بمكة ، إنه كان لا يغبى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خبر يكون إلا كتب به إليه ، وكان من هناك من المؤمنين يتقوون به ، ويصيرون إليه ، وكان لهم عونا على إسلامهم ، ولقد كان يطلب أن يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مقامك مجاهد حسن ، فأقام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 228 ] وقال إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد : استأذن العباس بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة ، فكتب إليه : يا عم أقم مكانك الذي أنت فيه ، فإن الله عز وجل يختم بك الهجرة ، كما ختم بي النبوة .

وقال يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب ، وفي رواية عن عبد المطلب بن ربيعة ، عن العباس : قلت : يا رسول الله ، إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا ، لقوهم ببشر حسن ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ، قال : فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ، وفي رواية : ولقرابتي ، وفي رواية : ما بال رجال يؤذوني في العباس ، إن عم الرجل صنو أبيه ، وفي رواية ، قال : من آذى العباس فقد آذاني .

وقال عبد الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : العباس مني وأنا منه .

وقال محمد بن عبد الله الأنصاري : حدثنا أبي عن ثمامة ، عن أنس : أن عمر خرج يستسقي ، وخرج بالعباس معه يستسقي به ، ويقول : اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم توسلنا إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم ، اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك .

[ ص: 229 ] أخبرنا بذلك أبو الفرج ابن قدامة في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، وأبو اليمن الكندي .

وأخبرنا المقداد بن أبي القاسم ، قال : أخبرنا عبد العزيز الأخضر ، قالوا : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن ماسي ، قال : حدثنا أبو مسلم الكشي ، قال : حدثنا الأنصاري ، فذكره .

ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

قال الواقدي ، وعمرو بن علي ، وغير واحد : مات سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة .

زاد بعضهم : وصلى عليه عثمان بن عفان ، ودفن بالبقيع .

وقال أبو عبد الله بن منده : كان أبيض بضا جميلا معتدل القامة ، له ضفيرتان .

وقال أبو الحسن المدائني في رواية : مات سنة ثلاث وثلاثين .

وقال خليفة بن خياط : مات سنة ثلاث وثلاثين .

وقال في موضع آخر : مات سنة أربع وثلاثين .

[ ص: 230 ] وكذلك قال المدائني في رواية أخرى .

روى له الجماعة .

أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو طالب بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر الشافعي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا بكر بن مضر ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عامر بن سعيد ، عن العباس بن عبد المطلب : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب ، وجهه وكفاه وركبتاه ، وقدماه " رواه مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، عن قتيبة ، فوافقناهم فيه بعلو .

التالي السابق


الخدمات العلمية