تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
316 - (ع ) : أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي .

أبو محمد . ويقال أبو زيد . ويقال : أبو يزيد . ويقال : أبو حارثة المدني . الحب ابن الحب . مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع) ، وعن بلال بن رباح (س) ، وأبيه زيد بن حارثة (س ق) ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (خ) .

روى عنه : أبان بن عثمان بن عفان (س) إن كان محفوظا ، وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص (خ م) ، وحرملة مولاه (خ) ، وابنه الحسن بن أسامة بن زيد (ت ص) ، [ ص: 339 ] والحسن البصري (س) على خلاف فيه ، وأبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب (خ م د س) ، والزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري (س ق) ، وقيل : لم يلقه ، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (م) ، وعامر بن سعد بن أبي وقاص (خ م ت) ، وعبد الله بن عباس (خ م س ق) ، وعروة بن الزبير (ع) ، وعطاء بن أبي رباح (س) ، وعطاء بن يسار (س) ، وعطاء بن يعقوب مولى ابن سباع (م) ، وعمر بن السائب ، وعمرو بن عثمان بن عفان (ع) ، وعياض بن صيري الكلبي ، وكريب مولى ابن عباس (خ م د س ق) ، وكلثوم بن المصطلق ، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (ق) ، وابنه محمد بن [ ص: 340 ] أسامة بن زيد (ت ص) ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب (س) ، وأبو سعيد المقبري (س) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (ت س) ، وأبو عثمان النهدي (ع) ، وأبو هريرة (س) .

استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش فيه أبو بكر وعمر ، فلم ينفذ حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعثه أبو بكر إلى الشام ، فأغار على أبنى من ناحية البلقاء ، وشهد مع أبيه غزوة مؤتة ، وقدم دمشق ، وسكن المزة مدة ، ثم انتقل إلى المدينة ، فمات بها ، ويقال : مات بوادي القرى سنة أربع وخمسين ، وهو ابن خمس وسبعين ، وقيل غير ذلك في مبلغ سنه وتاريخ وفاته .

قال سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أسامة بن زيد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن فيقول : " اللهم إني أحبهما فأحبهما " .

أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، قال : حدثنا بشر بن موسى ، قال : حدثنا هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا سليمان التيمي ، فذكره .

أخرجه البخاري والنسائي ، من رواية سليمان التيمي ، [ ص: 341 ] عن أبي عثمان النهدي ، ومن رواية سليمان التيمي ، عن أبي تميمة الهجيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أسامة بن زيد ، وقد وقع لنا عاليا جدا ، من رواية سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، كأن ابن طبرزد شيخ مشايخنا حدث به عن البخاري والنسائي في الرواية الثانية ، وعن أصحابهما في الرواية الأولى ، ولله الحمد والمنة .

وقال إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : دخل قائف ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد ، وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة مضطجعان ، فقال : هذه الأقدام بعضها من بعض فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعجبه ، وأخبر به عائشة .

قال إبراهيم بن سعد : وكان - يعني زيدا - أبيض أحمر أشقر ، وكان أسامة بن زيد مثل الليل .

[ ص: 342 ] وقال مغيرة عن الشعبي ، عن عائشة ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من أحب الله ورسوله ، فليحب أسامة بن زيد " رواه زائدة وأبو عوانة ، عن مغيرة .

وقال وكيع ، عن سفيان - سمعه من أبي بكر بن أبي الجهم - قال : سمعت فاطمة بنت قيس ، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أحللت فآذنيني " فآذنته ، فخطبها معاوية بن أبي سفيان ، وأبو الجهم ، وأسامة بن زيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما معاوية ، فرجل ترب لا مال له ، وأما أبو الجهم ، فرجل ضراب للنساء ، ولكن أسامة " . قال : فقالت بيدها هكذا أسامة ! أسامة ، تقول لم ترده ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طاعة الله وطاعة رسوله خير لك " فتزوجته فأغبطته .

أخبرنا بذلك الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة المقدسي في جماعة ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله الرصافي ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع فذكره .

[ ص: 343 ] وقال عبد الله بن دينار عن ابن عمر : لما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة ، طعن أناس في إمارته ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، وقال : " بلغني أن رجالا يطعنون في إمارة أسامة ، وقد كانوا يطعنون في إمارة أبيه من قبله ، وايم الله إنه لخليق بالإمارة ، وإن كان أبوه لمن أحب الناس إلي ، وإنه لمن أحب الناس إلي من بعده " .

أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي ، وأم أحمد زينب بنت مكي الحراني ، قالا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : حدثنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله عن عبد الله بن دينار ، فذكره .

وقال وكيع ، عن شريك ، عن العباس بن ذريح ، عن البهي ، عن عائشة : أن أسامة عثر بعتبة الباب فدمي ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمصه ، ويقول : " لو كان أسامة جارية لحليتها [ ص: 344 ] ولكسوتها حتى أنفقها " .

أخبرنا بذلك الرئيس أبو الغنائم المسلم بن محمد بن علان في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا الرئيس أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع ، فذكره .

وقال عبد الله بن جعفر المدني ، عن عبد الله بن دينار : كان عمر بن الخطاب إذا رأى أسامة قال : السلام عليك أيها الأمير . فيقول أسامة : غفر الله لك يا أمير المؤمنين ، تقول لي هذا ؟! قال : وكان يقول له : لا أزال أدعوك ما عشت الأمير ، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت علي أمير . تابعه أبو معشر المدني عن محمد بن قيس ، وكلاهما مرسل .

وقال سفيان بن وكيع بن الجراح : حدثنا محمد بن بكر البرساني ، عن ابن جريج ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب فرض لأسامة بن زيد في ثلاثة آلاف وخمس مائة ، وفرض لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف فقال عبد الله بن [ ص: 345 ] عمر لأبيه : لم فضلت أسامة علي ، فوالله ما سبقني إلى مشهد . قال : لأن زيدا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك ، وكان أسامة أحب إلى رسول الله منك ، فآثرت حب رسول الله على حبي .

أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء ، قال : أخبرنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح ، فذكره .

رواه الترمذي عن سفيان بن وكيع فوقع لنا موافقة له عالية .

وقال البخاري في " التاريخ " : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا حماد - وهو ابن سلمة - عن هشام ، عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة بعض التأخير من أجل أسامة بن زيد ، ذهب يقضي حاجته ، فلما جاء ، جاء غلام أفطس أسود ، فقال أهل اليمن : ما حبسنا بالإفاضة اليوم إلا من أجل هذا . قال عروة : إنما كفرت اليمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من أجل أسامة .

[ ص: 346 ] رواه محمد بن سعد ، عن يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة بمعناه ، وزاد : قال : قلت ليزيد بن هارون : ما يعني بقوله : كفر أهل اليمن من أجل هذا ؟ فقال : ردتهم التي ارتدوا زمن أبي بكر ، إنما كانت لاستخفافهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال الواقدي : حدثني محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد عن أهله : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة ابن تسع عشرة سنة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه وهو ابن خمس عشرة سنة امرأة من طيئ ، ففارقها ، وزوجه أخرى ، وولد له في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنائه بأهله . هذا منقطع .

وقال الواقدي أيضا : أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهري ، قال : [ ص: 347 ] أخبرني إسماعيل بن محمد بن سعد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنكحوا أسامة بن زيد فإنه عربي صليب " ومات أسامة بن زيد في خلافة معاوية بالمدينة ، وهذا منقطع أيضا .

روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية