تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3163 - (قد) : عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري النحوي المقرئ ، أخو يحيى بن أبي إسحاق ، وجد أحمد بن إسحاق ، ويعقوب بن إسحاق ، واسم أبيه أبي إسحاق : زيد بن الحارث .

روى عن : أنس بن مالك ، وعثمان بن مرجعة ، وعن أبيه عن جده عن علي .

روى عنه : هارون بن موسى الأعور (قد) ، وابن ابنه يعقوب بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي .

ذكره ابن حبان في " كتاب الثقات " .

وقال أبو سعيد السيرافي في " أخبار النحويين : قال أبو العباس محمد بن يزيد : قال أبو عبيدة : اختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان المهري ، واختلف الناس [ ص: 306 ] إلى عنبسة فكان البارع من أصحابه ميمون الأقرن ، وكان صاحب الناس ، فخرج عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي .

قال : وحدث عمر بن شبة قال : حدثني عبد الله بن محمد التوزي الصدوق العفيف ما علمت ، قال : سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنى يقول : أول من وضع العربية أبو الأسود الديلي ، ثم ميمون الأقرن ، ثم عنبسة الفيل ، ثم عبد الله بن أبي إسحاق .

قال أبو سعيد : ففي هذه الحكاية ميمون قبل عنبسة ، وفي .

الحكاية التي قبلها عنبسة قبل ميمون .

قال : وذكر محمد بن سلام قال : كان بعد عنبسة وميمون الأقرن : عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي .

قال : وكان في زمان ابن أبي إسحاق عيسى بن عمر الثقفي ، وأبو عمرو بن العلاء .

ومات ابن أبي إسحاق قبلهما .

قال : ويقال : إن ابن أبي إسحاق كان أشد تجويدا للقياس ، وكان أبو عمرو أوسع علما لكلام العرب ولغاتها وغريبها ، وكان بلال بن أبي بردة جمع بينهما وهو على البصرة يومئذ ، عمله عليها خالد بن عبد الله القسري ، أيام هشام .

[ ص: 307 ] قال يونس : قال أبو عمرو بن العلاء : فغلبني ابن أبي إسحاق يومئذ بالهمز ، فنظرت فيه بعد ذلك ، قال : وبالغت فيه .

قال : وقال محمد بن سلام : سمعت رجلا يسأل يونس عن ابن أبي إسحاق وعلمه ، قال : هو والنحو سواء ، أي : هو الغاية .

قال : فأين علمه من علم الناس اليوم ؟ قال : لو كان في الناس اليوم من لا يعلم إلا علمه لضحك به ، ولو كان فيهم أحد له ذهنه ونفاذه ونظر نظرهم كان أعلم الناس .

قال : وكان ابن أبي إسحاق يكثر الرد على الفرزدق ، والتعنت له فلما قال الفرزدق في قصيدة يمدح فيها يزيد بن عبد الملك :

مستقبلين شمال الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثور     على عمائمنا تلقى وأرحلنا
على زواحف تزجى مخها رير

فألح عليه ابن أبي إسحاق ، وعابه بخفض البيت الأول ورفع الثاني فغيره الفرزدق فقال : على زواحف نزجيها محاسير .

وكان ابن أبي إسحاق يرد على الفرزدق كثيرا ، فقال فيه الفرزدق :

فلو كان عبد الله مولى هجوته     ولكن عبد الله مولى مواليا

قال : وكان عبد الله بن أبي إسحاق مولى آل الحضرمي ، وهم خلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف .

والحليف عند العرب مولى .

[ ص: 308 ] قال : وذكر حسين بن فهم قال : حدثنا ابن سلام قال : أخبرنا يونس أن أبا عمرو كان أشد تسليما للعرب ، وكان ابن أبي إسحاق وعيسى يطعنان على العرب .

قال ابن حبان : مات سنة تسع وعشرين ومائة .

روى له أبو داود في " كتاب القدر " من رواية هارون الأعور .

قال في قراءة ابن أبي إسحاق : آامرنا مترفيها بالألف ممدودة .

والميم مخففة أي أكثرنا ، ولا تثقل الميم .

التالي السابق


الخدمات العلمية