تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3274 - (د) : عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي ، أبو يحيى . الشامي - واسم أبي زكريا إياس بن يزيد فيقول أبي مسهر . وزيد بن إياس فيقول يحيى بن معين - وهو من فقهاء أهل دمشق ، من أقران مكحول .

[ ص: 521 ] روى عن : رجاء بن حيوة ، وسلمان الفارسي ، يقال : مرسل ، وعبادة بن الصامت كذلك ، ومعاوية بن أبي سفيان كذلك ، وأبي الدرداء (د) كذلك ، وأم الدرداء (د) .

روى عنه : خالد بن دهقان (د) ، وداود بن عمرو الدمشقي (د) ، وربيعة بن يزيد ، وزياد بن أبي سودة وسعيد بن عبد العزيز ، وصفوان بن عمرو الحمصي ، والضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وأبو سبأ عتبة بن تميم التنوخي ، وعلي بن أبي حملة ، ومرجى الشامي الزاهد ، ومسلم بن زياد الحمصي ، ونافع مولى ابن عمر ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، واليمان بن عدي ، ورجلة مولاة عاتكة بنت يزيد بن معاوية .

وكانت داره بدمشق إلى جانب دار الحجارة بالقرب من المسجد الجامع ، فباعها واشترى دارا بباب شرقي رغبة في كثرة الخطا إلى المسجد الجامع .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام ، وقال : كان ثقة ، قليل الحديث ، صاحب غزو .

وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة الثالثة .

وقال في موضع آخر : لا أعلم عبد الله بن أبي زكريا لقي أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 522 ] وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة .

وقال البخاري : يقال : إنه سمع من سلمان .

وقال أبو حاتم : روى عن سلمان مرسل ، وعن أبي الدرداء مرسل .

وذكر الواقدي أنه كان يعدل بعمر بن عبد العزيز .

وقال سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد : دخلت مع ابن أبي زكريا على عمر بن عبد العزيز ، فأجلس ابن أبي زكريا معه على السرير ، فجعلت أميل بينهما أيهما أفضل .

وقال أبو مسهر : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : كان عبد الله بن أبي زكريا ، سيد أهل المسجد . قلت : بأي شيء سادهم ؟ قال : بحسن الخلق .

وقال علي بن عياش الحمصي ، عن اليمان بن عدي : كان عبد الله بن زكريا عابد الشام ، وكان يقول : ما عالجت من العبادة شيئا أشد من السكوت .

[ ص: 523 ] وقال أيوب بن سويد ، عن الأوزاعي : لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا ، قال : عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي .

وقال عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب : سمعت أبي يذكر عن ابن أبي زكريا ، قال : تعلمت الصمت عشرين سنة .

وقال ضمرة بن ربيعة ، عن علي بن أبي حملة : قال عبد الله بن أبي زكريا الدمشقي : عالجت الصمت عما لا يعنيني عشرين سنة قبل أن أقدر منه على ما أريد .

قال : وكان لا يدع أن يغتاب في مجلسه أحد ، يقول : إن ذكرتم الله أعناكم ، وإن ذكرتم الناس تركناكم .

وقال الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر : إن عبد الله بن أبي زكريا كان يقول : لو خيرت بين أن أعمر مائة سنة من ذي قبل في طاعة الله أو أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه ، لاخترت أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه شوقا إلى الله ، وإلى رسوله ، وإلى الصالحين من عباده .

وقال بقية بن الوليد ، عن مسلم بن زياد : كان عبد الله بن أبي زكريا لا يكاد يتكلم إلا أن يسأل ، وكان من أبش الناس ، وأكثره تبسما .

وقال : ما مسست دينارا ، ولا درهما قط ، ولا اشتريت شيئا قط [ ص: 524 ] ولا بعته ، ولا ساومت به إلا مرة ، فإنه أصابني الحصر ، فرأيت جوربين معلقين عند باب جيرون عند صيرفي ، فقلت : بكم هذا ؟ ثم ذكرت . فسكت . قال : بقية : فقلت لمسلم : كيف هذا ؟ قال : كان له إخوة يكفونه .

قال دحيم : مات في خلافة هشام بعد مكحول .

وقال محمد بن سعد ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وابن حبان في كتاب " الثقات " : مات في خلافة هشام .

زاد ابن سعد ، وأبو عبيد : سنة سبع عشرة ومائة .

وقال محمد بن وضاح القرطبي ، عن محمد بن عمرو الغزي ، عن الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر : استزار عمر بن عبد العزيز عبد الله بن أبي زكريا ، وهو بدير سمعان فأتاه ، فقال له : يا ابن أبي زكريا ، مرحبا بك .

قال : وبك يا أمير المؤمنين ، أهلا وسهلا .

قال : يا ابن أبي زكريا : عرضت لي إليك حاجة .

قال : على الرأس والعينين يا أمير المؤمنين .

فقال : تدعو الله أن يميت عمر .

قال : يا أمير المؤمنين ، بئس وافد المسلمين أنا إذا ، نعمة أنعمها الله على أمة محمد ، أدعو الله أن يزيلها عنهم ؟ قال : قد وعدتني يا ابن أبي زكريا .

قال : فاستقبل القبلة ، فحمد [ ص: 525 ] الله وأثنى عليه ، ثم قال : اللهم عبدك قد توسل بي إليك ، فأقبضه .

إليك ، ولا تبقني بعده .

فبينا هم كذلك ، إذ جاء ابن له صغير ، فوقع في حجره فقال : يا ابن أبي زكريا ، وهذا معنا فإني أحبه ، فقال : اللهم وابنه هذا فاقبضه إليك .

قال : فما شبهت الثلاثة إلا بخرزات ثلاث في سلك قطع أسفله ، فتتابعوا في جمعة .

كذا في هذه الحكاية ، والمحفوظ في وفاته ما تقدم ذكره والله أعلم .

روى له أبو داود .

التالي السابق


الخدمات العلمية