تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
332 - (خ م د ت س ) : إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن مطر الحنظلي ، أبو يعقوب المروزي المعروف بابن راهويه ، نزيل نيسابور .

أحد أئمة المسلمين ، وعلماء الدين ، اجتمع له الحديث ، والفقه ، والحفظ ، والصدق ، والورع ، والزهد ، ورحل إلى العراق ، والحجاز ، واليمن ، والشام ، وعاد إلى خراسان ، فاستوطن نيسابور إلى أن مات بها ، وانتشر علمه عند أهلها .

روى عن : إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني ، وأزهر بن سعد السمان البصري (م س) ، وأزهر بن القاسم الراسبي (س) ، وأسباط بن محمد القرشي الكوفي (م) ، وإسماعيل ابن علية (م س) ، وبشر بن عمر الزهراني (م س) ، وبشر بن المفضل ، وبقية بن الوليد الشامي (بخ سي) ، وجرير بن عبد الحميد الرازي (خ م ت س) ، وجعفر بن عون الكوفي (خ) ، وحاتم بن إسماعيل المدني (م) ، وحاتم بن وردان البصري (س) ، وحسين بن علي الجعفي (م س) ، وحفص بن غياث النخعي (خ م) ، وأبي أسامة حماد بن أسامة (خ م س) ، وحماد بن مسعدة (م س) ، وحنظلة بن عمرو بن حنظلة بن قيس الزرقي (بخ) ، وخالد بن الحارث الهجيمي (خ م) ، وروح بن عبادة (خ م) ، وزكريا بن عدي (م س) ، وسعيد بن عامر (م) ، وسفيان بن عيينة (خ م س) ، وسليمان بن حرب (م س) ، وأبي خالد سليمان بن حيان الأحمر [ ص: 374 ] (م س) ، وسليمان بن نافع العبدي ولأبيه رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم ، وسويد بن عبد العزيز الدمشقي ، وشبابة بن سوار المدائني (م) ، وأبي بدر شجاع بن الوليد السكوني (م س) ، وأبي حيوة شريح بن يزيد الحمصي ، وشعيب بن إسحاق الدمشقي (خ م) ، وصالح بن قدامة الجمحي المدني (س) ، وصفوان بن عيسى الزهري (م) ، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل (م) ، وعائذ بن حبيب (س) ، وعبد الله بن إدريس الأودي (م س) ، وعبد الله بن الحارث المخزومي (م) ، وعبد الله بن رجاء المكي (س) ، وعبد الله بن المبارك ، وأبي علقمة عبد الله بن محمد الفروي (م س) ، وعبد الله بن وهب ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ (م) ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى (م س) ، وعبد الرحمن بن مهدي (خ م) ، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني (خ م س) ، وعبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد (خ م) ، وأبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد العمي (خ م س) ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (م س) ، وأبي بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي (م .) ، وعبد الملك بن الصباح المسمعي (م) ، وأبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي (خ م س) ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي (م) ، وعبدة بن سليمان الكلابي (خ م س) ، وعبيد بن سعيد الأموي (م س) ، وعتاب بن بشير الجزري (د) ، وعثمان بن عمر بن فارس (م) ، وعطاء بن مسلم الحلبي الخفاف ، وعفان بن مسلم (س) ، وعلي بن الحسين بن واقد (بخ س) ، وأبي داود عمر بن سعد الحفري (م س) ، وعمر بن عبد الواحد الدمشقي (س) ، وعمر بن عبيد الطنافسي (س) ، وعمر بن هارون البلخي ، وعمرو بن محمد العنقزي (م س) ، وعيسى بن يونس (خ م د س) ، وأبي نعيم الفضل بن دكين (م س) ، والفضل بن [ ص: 375 ] موسى السيناني (خ م) ، وفضيل بن عياض ، وكثير بن هشام (س) ، وكلثوم بن محمد بن أبي سدرة الحلبي ، ومبشر بن إسماعيل الحلبي ، ومحمد بن بشر العبدي (خ م) ، ومحمد بن بكر البرساني (م س) ، ومحمد بن جعفر غندر (خ) ، ومحمد بن حرب الخولاني الحمصي (س) ، ومحمد بن حمير السليحي الحمصي ، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير (م س) ، ومحمد بن سلمة الحراني ، ومحمد بن سواء (س) ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، ومحمد بن عبيد الطنافسي (س) ، ومحمد بن أبي عدي ، ومحمد بن فضيل بن غزوان (خ م) ، ومحمد بن يزيد الواسطي (س) ، ومخلد بن يزيد الحراني ، ومرحوم بن عبد العزيز العطار ، ومروان بن معاوية الفزاري (م س) ، ومسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني (عس) ، ومصعب بن المقدام (م س) ، ومعاذ بن هشام الدستوائي (خ م د س) ، ومعاوية بن هشام القصار (س) ، ومعتمر بن سليمان (خ م س) ، وأبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي (خت م س) ، وأبي قرة موسى بن طارق الزبيدي (س) ، وموسى بن عيسى القاري (م) ، ومؤمل بن إسماعيل ، والنضر بن شميل المازني (خ م س) ، والنضر بن محمد المروزي (س) ، وأبي النضر هاشم بن القاسم (م سي) ، وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي (م س) ، . وهشام بن يوسف الصنعاني ، ووكيع بن الجراح (خ م د س) ، والوليد بن مسلم (خ م) ، ووهب بن جرير بن حازم (خ م س) ، ويحيى بن آدم (خ م د س) ، ويحيى بن أبي الحجاج الأهتمي (س) ، ويحيى بن حماد الشيباني [ ص: 376 ] (م عس) ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويحيى بن سليم الطائفي (س) ، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية (خ م) ، وأبي تميلة يحيى بن واضح ، ويزيد بن أبي حكيم العدني (س) ، ويزيد بن هارون (م س) ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد (خ) ، ويعلى بن عبيد الطنافسي (م س) ، وأبي بكر بن عياش .

روى عنه : الجماعة سوى ابن ماجه ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل العنبري ، وإبراهيم بن أبي طالب ، وأحمد بن سعيد الدارمي ، وأحمد بن سلمة النيسابوري ، وأحمد بن سهل بن بحر النيسابوري ، وأحمد بن سهل بن مالك الإسفراييني ، وأحمد بن محمد بن حنبل وهو من أقرانه ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري البشتي ، وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني ، وإسحاق بن منصور الكوسج (ت) ، وبقية بن الوليد وهو من شيوخه ، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي القاضي ، وجعفر بن محمد بن علي الحميري النسفي ، والحسن بن سفيان ، وزكريا بن يحيى السجزي (س) ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري روى عنه مسنده ، وابنه محمد بن إسحاق بن راهويه ، وأبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي السراج وهو آخر من حدث [ ص: 377 ] عنه ، وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي ، ومحمد بن أفلح (ت) ، ومحمد بن الحسين البرذعي ، ومحمد بن رافع النيسابوري ، ومحمد بن نصر المروزي ، ومحمد بن يحيى الذهلي (د) ، وموسى بن هارون الحمال ، ويحيى بن آدم وهو من شيوخه ، ويحيى بن معين وهو من أقرانه ، ويعقوب بن يوسف بن معقل الوراق والد أبي العباس الأصم ، ويعقوب بن يوسف الشيباني والد أبي عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم الحافظ .

قال الحافظ أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيباني ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز ، عنه ، حدثني : أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم الأندلسي ، عن ابن عمه أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ، قال : إسحاق بن راهويه هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن الوارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن [ ص: 378 ] عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم .

وبه : أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن نعيم الضبي ، قال : أخبرني علي بن محمد المروزي ، قال : حدثنا محمد بن موسى الباشاني ، قال : ولد إسحاق بن راهويه سنة إحدى وستين ومائة ، وكان سمع من عبد الله بن المبارك وهو حدث ، فترك الرواية عنه لحداثته ، وخرج إلى العراق سنة أربع وثمانين ومائة ، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة .

قال الحافظ أبو بكر : وقد قيل في مولده غير هذا . أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، قال : حدثنا محمد بن المظفر ، قال : قال عبد الله بن محمد البغوي : قال لي موسى بن هارون : قلت لإسحاق بن راهويه : من أكبر أنت أو أحمد ؟ قال : هو أكبر مني في السن وغيره ، وكان مولد إسحاق في سنة ست وستين ومائة فيما يرى موسى .

وبه : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا محمد بن العباس الخزاز ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن راهويه ، قال : ولد أبي من بطن أمه منقوب الأذنين ، قال : [ ص: 379 ] فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى فسأله عن ذلك ، فقال : يكون ابنك رأسا إما في الخير وإما في الشر .

وبه : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن زكريا المطوعي ، قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن بالويه يقول : سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : قال لي عبد الله بن طاهر : لم قيل لك ابن راهويه ؟ وما معنى هذا ؟ وهل تكره أن يقال لك هذا ؟ قال : اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق ، فقالت المراوزة : راهويه ، بأنه ولد في الطريق ، وكان أبي يكره هذا ، وأما أنا فلست أكرهه .

وبه : أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : حدثنا محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا أبو يعقوب الخراساني ، عن عبد الرزاق الوراق ، عن النعمان بن شيبة ، عن ابن [ ص: 380 ] طاوس ، عن أبيه ، قال : " ليس في الأوقاص صدقة " ، قال السراج : فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه ، فحدثني به ، وقال لي إسحاق : كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث .

وبه : أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن نعيم ، قال : حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى إملاء ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن عبدة ، قال : سمعت حاشد بن مالك يقول : سمعت وهب بن جرير يقول : جزى الله إسحاق بن راهويه ، وصدقة ويعمر عن الإسلام خيرا ، أحيوا السنة بأرض المشرق .

وبه : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن نصير ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن جابر ، قال : سمعت أبا بكر محمد بن يزيد المستملي يقول : سمعت نعيم بن حماد يقول : إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل ، فاتهمه في دينه ، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه ، فاتهمه في دينه ، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير ، فاتهمه في دينه .

وبه : أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة ، قال : أخبرنا [ ص: 381 ] عبد الله بن عدي الحافظ ، قال : سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول : ذكر أحمد بن حنبل وأنا حاضر إسحاق بن راهويه ، فكره أحمد أن يقال : راهويه ، وقال : إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، وقال : لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق ، وإن كان يخالفنا في أشياء ، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا .

وبه : أخبرنا ابن يعقوب ، قال : أخبرنا ابن نعيم ، قال : سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد السلام بن بشار الوراق يقول : سمعت محمد بن داود الضبي يقول : سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول حين مات إسحاق الحنظلي : ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق ، يقول الله تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء وكان أعلم الناس ، ولو كان سفيان الثوري في الحياة ، لاحتاج إلى إسحاق . قال محمد بن عبد السلام : فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي ، فقال : والله لو كان الثوري ، وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق في أشياء كثيرة .

وبه : حدثني علي بن أحمد الهاشمي ، قال : هذا كتاب جدي ، فقرأت فيه : حدثني محمد بن داود النيسابوري ، قال : [ ص: 382 ] سمعت أبا بكر بن نعيم يقول : سمعت الدارمي يقول : ساد إسحاق بن إبراهيم أهل المشرق والمغرب بصدقه .

قال أبو بكر بن نعيم : وسمعت أبا عبد الرحيم الجوزجاني يقول : سمعت أحمد بن حنبل - وذكر إسحاق - فقال : لا أعلم ولا أعرف لإسحاق بالعراق نظيرا .

قال أبو بكر بن نعيم : وسمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول : وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد ، اجتمعوا في الرصافة أعلام أصحاب الحديث ، فيهم أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما ، وكان صدر المجلس لإسحاق ، وهو الخطيب .

وبه : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق ، قال : حدثنا حنبل بن إسحاق ، قال : سمعت أبا عبد الله - وسئل عن إسحاق بن راهويه - فقال : مثل إسحاق يسأل عنه ؟ إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين .

وبه : أخبرنا محمد بن علي الصوري ، قال : حدثنا عبيد الله بن القاسم القاضي الهمذاني بطرابلس ، قال : حدثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل الخشاب العروضي ، قال : [ ص: 383 ] حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي ، قال : إسحاق بن راهويه أحد الأئمة .

وبه : حدثني الصوري ، قال : أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، قال : حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي ، قال : أخبرني أبي ، قال : أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم ثقة مأمون ، سمعت سعيد بن ذؤيب يقول : ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق .

وبه : أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : حدثنا محمد بن نعيم ، قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول : سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : والله لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي كان في التابعين ، لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه .

وبه : أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ بنيسابور ، قال : حدثنا الحسن بن حاتم المروزي ، قال : حدثنا أبو عمرو نصر بن زكريا ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى ، حديث ابن عباس : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف [ ص: 384 ] ظهره " قال : فحدثته ، فقال رجل : يا أبا يعقوب ، رواه وكيع بخلاف هذا ، فقال له أحمد بن حنبل : اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به .

وبه : أخبرنا أبو سعد الماليني ، قال : أخبرنا عبد الله بن عدي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف الفربري ، قال : حدثنا علي بن خشرم ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن ابن شبرمة ، عن الشعبي ، قال : ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ، ولا أحببت أن يعيده علي .

قال علي : فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن راهويه ، فقال : تعجب من هذا ؟ قلت : نعم ، قال : ما كنت لأسمع شيئا إلا حفظته ، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث ، أو قال : أكثر من سبعين ألف حديث في كتبي .

وبه : أخبرنا أبو سعد الماليني ، قال : أخبرنا عبد الله بن عدي ، قال : سمعت يحيى بن زكريا بن حيويه يقول : سمعت أبا داود الخفاف يقول : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : لكأني [ ص: 385 ] أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي ، وثلاثين ألفا أسردها .

وقال : أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه ، ثم قرأها علينا ، فما زاد حرفا ولا نقص حرفا .

وبه : أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمران ، قال : حدثنا أحمد بن كامل ، قال : قال عبد الله بن طاهر لإسحاق بن راهويه : قيل لي : إنك تحفظ مائة ألف حديث ؟ قال : مائة ألف حديث ما أدري ما هو ، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته ، ولا حفظت شيئا قط فنسيته .

وبه : حدثنا أبو بكر البرقاني ، قال : قرأت على أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي بها ، سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها ، وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي ، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة ، فقيل له : ما معنى حفظ المزورة ؟ قال : إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا .

وبه : أخبرنا ابن يعقوب ، قال : أخبرنا ابن نعيم ، قال : سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول : سمعت أحمد بن سلمة يقول : سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي يقول : ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحفظه للأسانيد [ ص: 386 ] والمتون ، فقال أبو زرعة : ما رؤي أحفظ من إسحاق .

قال أبو حاتم : والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط ، مع ما رزق من الحفظ .

وقال أحمد بن سلمة : قلت لأبي حاتم : إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه ! فقال أبو حاتم : وهذا أعجب ، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها .

وبه : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول : سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي يقول : سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول : فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس ، وكان يمله حفظا ، فترددت إليه مرارا ليعيده علي ، فتعذر ، فقصدته يوما لأسأله إعادته ، وقد حمل إليه حنطة من الرستاق ، فقال لي : تقوم عندهم ، وتكتب وزن هذه الحنطة ، فإذا فرغت ، أعدت لك الفائت ، قال : ففعلت ذلك ، فلما فرغت عرفته ، وكان خرج من منزله ، فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل ، قال : فقلت له فيما [ ص: 387 ] وعد من الفائت ، فسألني عن أول حديث من المجلس ، فذكرته له ، فاتكأ على عضادتي الباب ، فأعاد المجلس إلى آخره حفظا ، وكان قد أملى المسند كله من حفظه ، وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله .

وبه : أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي ، قال : أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه ، قال : حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري ، قال : سمعت أبا داود يقول : إسحاق بن راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر ، وسمعت منه في تلك الأيام ، فرميت به ، ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائتين .

وبه : قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أحمد بن كامل القاضي ، قال : أخبرني أبو يحيى الشعراني : أن إسحاق بن راهويه ، توفي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وأنه كان يخضب [ ص: 388 ] بالحناء ، وقال لي : ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط وما كان يحدث إلا حفظا ، وقال : كنت إذا ذكرت إسحاق العلم ، وجدته فيه فردا ، فإذا جئت إلى أمر الدنيا ، رأيته لا رأي له .

وقال الحسين بن محمد بن زياد القباني : توفي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين .

وقال البخاري مات وهو ابن سبع وسبعين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية