تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3513 - ( م د ت ق ) : عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن [ ص: 488 ] ربيعة بن ثوبان الحضرمي الأعدولي ، ويقال : الغافقي من أنفسهم ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو النضر . والأول أصح ، المصري الفقيه قاضي مصر .

روى عن : أحمد بن خازم المعافري ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، وبكر بن سوادة الجذامي ، وبكر بن عمرو المعافري ، وبكير بن عبد الله بن الأشج ( د ) ، وجعفر بن ربيعة ( د ق ) ، والحارث بن يزيد الحضرمي ( د ) ، وحبان بن واسع الأنصاري ، والحجاج بن شداد الصنعاني ( د ) ، والحسن بن ثوبان ( ق ) ، وحفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ( د ) ، وأبي صخر حميد بن زياد المدني ، وأبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني ( د ق ) ، وحيي بن عبد الله المعافري ( ق ) ، وخالد بن أبي عمران ، وخالد بن يزيد المصري ( د ق ) ، ودراج أبي السمح ( ت ) ، وزبان بن خالد ، وزبان بن فائد ( ق ) ، والزبير بن سليم ( ق ) ، وسالم أبي النضر ، وسلمة بن عبد الله بن الحصين بن وحوح الأنصاري ، وسليمان بن زياد ( تم ق ) ، وشرحبيل بن شريك المعافري ، وصالح بن أبي عريب ، والضحاك بن أيمن ( ق ) ، وعامر بن يحيى المعافري ( ت ) ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ( د ) ، وعبد الله بن أبي مليكة ، وعبد الله بن هبيرة السبئي ( د ق ) ، ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري ( ق ) ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ( ق ) ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ( ق ) ، وعبيد الله بن أبي جعفر ( د ت ق ) ، [ ص: 489 ] وعبيد الله بن المغيرة بن معيقيب ( ت ق ) ، وعثمان بن نعيم الرعيني ، وعطاء بن دينار ( د ت ) ، وعطاء بن أبي رباح ، وعقيل بن خالد ( د ق ) ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمار بن سعد السلهمي ( ق ) ، وعمارة بن غزية الأنصاري ، وعمرو بن جابر الحضرمي ( ق ) ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن شعيب ( ت ) ، وعياش بن عباس القتباني ( ت ) ، .وعيسى بن عبد الرحمن بن فروة الزرقي ( ق ) ، وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل ( ق ) ، وقيس بن الحجاج ( ت ق ) ، وكعب بن علقمة ( د ) ، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ ( ق ) ، ومحمد بن عبد الله بن مالك الدار ، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ( د ت ق ) ، ومحمد بن عجلان ( ق ) ، ومحمد بن .المنكدر ، ومشرح بن هاعان المعافري ( د ت ) ، وموسى بن أيوب الغافقي ( ق ) ، وموسى بن جبير ( د ) ، وموسى بن وردان ( ق ) ، ويزيد بن أبي حبيب ( م ت ق ) ، ويزيد بن عمرو المعافري ، ( د ت ق ) ، وأبي الزبير المكي ( ت ق ) ، وأبي عشانة المعافري ، وأبي قبيل المعافري ( قد فق ) ، وأبي وهب الجيشاني ( ت ق ) ، وأبي يونس مولى أبي هريرة ( ت ) .

روى عنه : ابن ابنه أحمد بن عيسى بن عبد الله بن لهيعة ، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع ( ق ) ، وأسد بن موسى ، وأشهب بن عبد العزيز ، وبشر بن عمر الزهراني ( ق ) ، وحجاج بن سليمان الرعيني ، وحسان بن عبد الله الواسطي ( ق ) ، والحسن بن موسى الأشيب ( ت ) ، وروح بن صلاح ، وزيد بن الحباب ، وسعيد بن شرحبيل ( ق ) ، وسعيد بن كثير بن عفير ، وسعيد بن أبي مريم ( ق ) ، وسفيان الثوري - ومات [ ص: 490 ] قبله - وشعبة بن الحجاج كذلك ، وأبو صالح عبد الله بن صالح المصري ( ق ) ، وعبد الله بن المبارك وربما نسبه إلى جده ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعبد الله بن وهب ( م د ق ) ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ( د ) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي - ومات قبله - وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ( ق ) ، وعثمان بن الحكم الجذامي ، وعثمان بن صالح السهمي ( ق ) ، وعمرو بن الحارث المصري - ومات قبله - وعمرو بن خالد الحراني ( ق ) ، وعمرو بن هاشم البيروتي ( ق ) ، وفضالة بن إبراهيم النسائي ، وقتيبة بن سعيد ( د ت ) ، وكامل بن طلحة الجحدري ، وابن أخيه لهيعة بن عيسى بن لهيعة ، والليث بن سعد - وهو من أقرانه - ومجاعة بن ثابت ، ومحمد بن الحارث المصري صدرة ، ومحمد بن حمير السليحي الحمصي ( ق ) ، ومحمد بن رمح التجيبي ( ق ) ، ومحمد بن كثير بن مروان الفهري ، ومحمد بن معاوية النيسابوري ، ومروان بن محمد الطاطري الدمشقي ( ق ) ، ومنصور بن عمار ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار ( ق ) ، والوليد بن مزيد البيروتي ، والوليد بن مسلم ( ت ق ) ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ( ق ) .

قال روح بن صلاح : لقي ابن لهيعة اثنين وسبعين تابعيا ، ولقي الليث بن سعد اثني عشر تابعيا .

وقال البخاري ، عن الحميدي : كان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا .

[ ص: 491 ] وقال علي ابن المديني : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، وقيل له ، تحمل عن عبد الله بن يزيد القصير ، عن ابن لهيعة ؟ فقال عبد الرحمن ، لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيرا : ثم قال عبد الرحمن : كتب إلي ابن لهيعة كتابا فيه ، حدثنا عمرو بن شعيب . قال عبد الرحمن : فقرأته على ابن المبارك ، فأخرجه إلي ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة ، قال : أخبرني إسحاق بن أبي فروة ، عن عمرو بن شعيب .

وقال محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن ابن لهيعة شيئا قط .

وقال نعيم بن حماد : سمعت ابن مهدي ، يقول : ما اعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه .

وقال أبو جعفر العقيلي ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن علي ، قال : سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - وذكر ابن لهيعة ، فقال : كان كتب عن المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو بن شعيب نفسه ، وكان ليث أكبر منه بسنتين .

[ ص: 492 ] وقال يعقوب بن سفيان ، عن سعيد بن أبي مريم : كان حيوة بن شريح أوصى إلى وصي ، وصارت كتبه عند الوصي وكان ممن لا يتقي الله ، يذهب فيكتب من كتب حيوة الشيوخ الذين قد شاركه ابن لهيعة فيهم ، ثم يحمل إليه ، فيقرأ عليهم .

وقال : وحضرت ابن لهيعة ، وقد جاءه قوم من أصحابنا كانوا حجوا ، وقدموا ، فأتوا ابن لهيعة مسلمين عليه ، فقال : هل كتبتم حديثا طريفا ؟ قال : فجعلوا يذاكرونه بما كتبوا ، حتى قال بعضهم : حدثنا القاسم العمري ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا رأيتم الحريق فكبروا ، فإن التكبير يطفئه " ، قال ابن لهيعة : هذا حديث طريف ، كيف حدثتم . قال : فحدثه ، فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب ، وكان كلما مروا به ، قال : حدثنا به صاحبنا فلان . قال : فلما طال ذلك نسي الشيخ فكان يقرأ عليه فيخبره ويحدث به في جملة حديثه ، عن عمرو بن شعيب .

وقال ميمون بن الأصبغ : سمعت ابن أبي مريم ، يقول : حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا رأيتم الحريق فكبروا فإنه يطفئه " . قال ابن أبي مريم : هذا الحديث سمعه ابن لهيعة من زياد بن [ ص: 493 ] يونس الحضرمي رجل كان يسمع معنا الحديث عن القاسم بن عبد الله بن عمر ، فكان ابن لهيعة يستحسنه ، ثم إنه بعد قال : إنه يرويه عن عمرو بن شعيب .

وقال يحيى بن بكير : قيل لابن لهيعة : إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب ، فضاق ابن لهيعة ، وقال : ما يدري ابن وهب ، سمعت هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب ، قبل أن يلتقي أبواه .

وقال حنبل بن إسحاق : سمعت أبا عبد الله ، يقول : ما حديث ابن لهيعة بحجة ، وإني لأكتب كثيرا مما أكتب أعتبر به وهو يقوى بعضه ببعض .

وقال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل ، عن إسحاق بن عيسى : احترقت كتب ابن لهيعة سنة تسع وستين ولقيته سنة أربع وستين ، ومات سنة أربع وسبعين ، أو ثلاث وسبعين .

وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : قال ابن أبي مريم : لم تحترق كتب ابن لهيعة ولا كتاب ، إنما أرادوا أن يقفوا عليه أمير فأرسل إليه أمير بخمس مائة دينار .

[ ص: 494 ] وقال أيضا : سمعت أبا داود يقول : وسمعت أحمد بن حنبل يقول من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه ؟ وحدث عنه أحمد بحديث كثير .

قال : وسمعت أبا داود يقول : سمعت قتيبة يقول : كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه أو كتب ابن وهب إلا ما كان من حديث الأعرج .

وقال جعفر بن محمد الفريابي : سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول : قال لي أحمد بن حنبل : أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح . قال : قلت : لأنا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة .

وقال أبو صالح الحراني : سمعت ابن لهيعة وسألته عن حديث ليزيد بن أبي حبيب حدثناه حماد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد ، فقال : ما تركت ليزيد حرفا .

وقال عثمان بن صالح السهمي ، عن إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر حليف بني زهرة : أنا حملت رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس ، وأخذت جوابها ، فكان مالك يسألني عن ابن لهيعة فأخبره بحاله ، [ ص: 495 ] فجعل مالك يقول لي : فابن لهيعة ليس يذكر الحج فسبق إلى قلبي أنه يريد مشافهته والسماع منه .

وقال الحسن بن علي الخلال ، عن زيد بن الحباب : سمعت سفيان الثوري يقول : عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع . قال : وسمعت سفيان يقول : حججت حججا لألقى ابن لهيعة .

وقال علي بن عبد الرحمن بن المغيرة ، عن محمد بن معاوية : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : وددت أني سمعت من ابن لهيعة خمس مائة حديث ، وأني غرمت مؤدى ، كأنه يعني : دية .

وقال أبو الطاهر بن السرح : سمعت ابن وهب يقول : وسأله رجل عن حديث فحدثه به فقال له الرجل : من حدثك بهذا يا أبا محمد ؟ قال : حدثني به - والله - الصادق البار عبد الله بن لهيعة . قال أبو الطاهر : وما سمعته يحلف بمثل هذا قط . وفي رواية : أن السائل كان إسماعيل بن معبد أخا علي بن معبد .

وقال حنبل بن إسحاق بن حنبل ، عن أحمد بن حنبل : ابن لهيعة أجود قراءة لكتبه من ابن وهب .

وقال النسائي ، عن سليمان بن الأشعث - وهو أبو داود : سمعت [ ص: 496 ] أحمد يقول : من كان بمصر يشبه ابن لهيعة في ضبط الحديث وكثرته وإتقانه ؟ . قال : وسمعت أحمد يقول : ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة .

وقال البخاري ، عن يحيى بن بكير : احترق منزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين ومائة .

وقال يحيى بن عثمان بن صالح السهمي : سألت أبي متى احترقت دار ابن لهيعة ؟ فقال : في سنة سبعين ومائة . قلت : واحترقت كتبه كما تزعم العامة ؟ فقال : معاذ الله ما كتبت كتاب عمارة بن غزية إلا من أصل كتاب ابن لهيعة بعد احتراق داره غير أن بعض ما كان يقرأ منه احترق . وبقيت أصوله بحالها .

وقال يعقوب بن سفيان : سمعت أبا جعفر أحمد بن صالح ، وكان من أخيار الثبوتيين يثني عليه . وقال لي : كنت أكتب حديث أبي الأسود - يعني النضر بن عبد الجبار - في الرق فاستفهمته ، فقال لي : كنت أكتبه عن المصريين وغيرهم ممن يخالجني أمرهم ، فإذا ثبت لي حولته في الرق وكتبت حديث أبي الأسود وما أحسن حديثه ، عن ابن لهيعة . قال : فقلت له : يقولون : سماع قديم وسماع حديث . فقال لي : ليس من هذا شيء . ابن لهيعة صحيح الكتاب ، كان أخرج كتبه [ ص: 497 ] فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء ، فمن ضبط كان حديثه حسنا صحيحا إلا أنه كان يحضر من يضبط ويحسن ، ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولا يصححون ، وآخرون نظارة وآخرون سمعوا مع آخرين ، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ، ولم ير له كتاب ، وكان من أراد السماع منه ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأه عليه ، فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير ثم ذهب قوم ، فكل من روى عنه ، عن عطاء بن أبي رباح فإنه سمع من عطاء ، وروى عن رجل ، عن عطاء وعن رجلين ، عن عطاء ، وعن ثلاثة ، عن عطاء تركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء .

قال يعقوب : وكنت كتبت عن ابن رمح كتابا عن ابن لهيعة وكان فيه نحو ما وصف أحمد بن صالح ، فقال : هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة . فقلت له : في حديث ابن لهيعة ؟ فقال : لم تعرف مذهبي في الرجال إني أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه .

وقال يعقوب بن سفيان في موضع آخر : سمعت أحمد بن صالح يقول : كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق ، وقال : كنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس وأستخير الله فيه . فكتبت حديث ابن لهيعة عن النضر في الرق . قال يعقوب : فذكرت له سماع القديم وسماع الحديث فقال :كان ابن لهيعة طلابا للعلم صحيح الكتاب ، وكان أملى عليهم حديثه من كتابه ، فربما يكتب عنه قوم يعقلون الحديث [ ص: 498 ] وآخرون لا يضبطون ، وقوم حضروا فلم يكتبوا فكتبوا بعد سماعهم ، فوقع علمه على هذا إلى الناس ، ثم لم يخرج كتبه ، وكان يقرأ من كتب الناس ، فوقع حديثه إلى الناس على هذا ، فمن كتب بأخرة من كتاب صحيح قرأ عليه في الصحة ، ومن قرأ من كتاب من كان لا يضبط ولا يصحح كتابه وقع عنده على فساد الأصل . قال : وظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح ، فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم .

وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سمعت يحيى بن معين يسأل عن رشدين بن سعد ، قال : ليس بشيء ، وابن لهيعة أمثل من رشدين ، وقد كتبت حديث ابن لهيعة . قلت ليحيى بن معين : ابن لهيعة ورشدين سواء ؟ قال : لا ، ابن لهيعة أحب إلي من رشدين ، رشدين ليس بشيء . ثم قال لي يحيى بن معين : قال أهل مصر ما احترق لابن لهيعة كتاب قط ، وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات . قال يحيى : وكان أبو الأسود النضر بن عبد الجبار راوية عنه ، وكان شيخ صدق ، وكان ابن أبي مريم سيئ الرأي في ابن لهيعة فلما كتبوها عنه وسألوه عنها سكت عن ابن لهيعة . قلت ليحيى : فسماع القدماء والآخرين من [ ص: 499 ] ابن لهيعة سواء ؟ قال : نعم سواء واحد .

قال يحيى بن بكير ، والمفضل بن غسان الغلابي : ولد سنة ست وتسعين .

وقال محمد بن سعد ، وأبو سعيد بن يونس : ولد سنة سبع وتسعين .

وقال أحمد بن صالح : في قول الناس : أن الليث ولد سنة ثلاث وتسعين ، وولد ابن لهيعة بعد الليث بنحو من سنتين .

وقال يحيى بن بكير ، وأحمد بن صالح ، ومحمد بن سعد ، [ ص: 500 ] والمفضل بن غسان ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأبو سعيد بن يونس ، في آخرين : مات سنة أربع وسبعين ومائة .

قال ابن عبد الحكم : في جمادى الأولى .

وقال يحيى بن المفضل : في جمادى الآخرة .

زاد يحيى : لست بقين منه .

وقال محمد بن سعد ، وأبو سعيد بن يونس : يوم الأحد النصف من ربيع الأول .

زاد محمد بن سعد : في خلافة هارون .

وزاد ابن يونس : وصلى عليه داود بن يزيد بن حاتم الأمير .

وقد تقدم قول إسحاق بن عيسى : أنه مات سنة أربع أو ثلاث وسبعين .

وقال هشام بن عمار : مات سنة خمس وسبعين ومائة ولم يتابعه أحد على هذا القول .

قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه عمرو بن الحارث ومحمد بن رمح ، وبين وفاتيهما أربع وتسعون سنة . وحدث عنه سفيان

[ ص: 501 ] الثوري ، ومحمد بن رمح ، وبين وفاتيهما إحدى وثمانون سنة .

[ ص: 502 ] روى له مسلم مقرونا بعمرو بن الحارث ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه .

وروى البخاري في " الفتن " من " صحيحه " عن المقرئ عن حيوة ، وغيره ، عن أبي الأسود : " قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه [ ص: 503 ] فبلغ عكرمة " الحديث .

وفي تفسير سورة البقرة : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة . وزاد عثمان بن صالح ، عن ابن وهب ، قال : أخبرني فلان وحيوة بن شريح ، عن بكر بن عمرو ، عن بكير بن الأشج ، عن نافع ، عن ابن عمر حديث " بني الإسلام على خمس " ،

وفي " الاعتصام " عن سعيد بن تليد ، عن ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن شريح وغيره ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن عبد الله بن عمرو " إن الله لا ينزع العلم " ،

وفي تفسير سورة النساء ، وفي آخر الطلاق ، وفي غير موضع فقال أبو عبد الله بن يربوع الإشبيلي : أنه ابن لهيعة في هذه المواضع كلها .

وروى النسائي أحاديث كثيرة من روايية ابن وهب وغيره يقول فيها عن عمرو بن الحارث ، وذكر آخر : وعن فلان ، وذكر آخر ، ونحو ذلك . وجاء كثير من ذلك مبينا في رواية غيره أنه ابن لهيعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية