تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3646 - (س) : عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، أبو محمد المدني ، وهو شقيق عبد الله بن عباس ، وقثم بن عباس ، ومعبد بن عباس . أمهم أم الفضل بنت الحارث الهلالية . رأى النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى عنه
(س) ، وعن أبيه العباس بن عبد المطلب .

روى عنه : سليمان بن يسار ، وابنه عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، وعطاء بن أبي رباح ، ومحمد بن سيرين ، وأبو جهضم موسى بن [ ص: 61 ] سالم ، والصحيح أن بينهما عبد الله بن عبيد الله بن عباس .

ويقال : كان أصغر من أخيه عبد الله بسنة واحدة ، وكان من الكرماء الأجواد .

قال محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من الصحابة : عبيد الله بن عباس وكان أصغر سنا من عبد الله بسنة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه ، وكان شيخا جوادا .

وقال بعض أهل العلم : كان عبد الله وعبيد الله ابنا العباس إذا قدما مكة أوسعهم عبد الله علما ، وأوسعهم عبيد الله طعاما ، وكان عبيد الله رجلا تاجرا ، ومات بالمدينة .

قال محمد بن عمر : قد بقي إلى دهر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان .

وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : يعد في آخر الطبقة الثامنة ممن يعلم أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا ، وكان سخيا جوادا استعمله علي بن أبي طالب على اليمن وأمره أن يحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين ، ومات بالمدينة سنة سبع وثمانين ، فكأنه مات وله بضع وثمانون سنة ، وكان له من الولد : محمد وبه كان يكنى ، وعباس ، والعالية ، وميمونة ، وأمهم عائشة بنت [ ص: 62 ] عبد الله ، وعبد الله ، وجعفر وعمرة لأمهات أولاد ، ولبابة ، وأم محمد .

وقال الواقدي : سمعت عمي يقول : كان يقال بالمدينة : من أراد العلم والسخاء والجمال فليأت دار العباس بن عبد المطلب .

أما عبد الله فكان أعلم الناس ، وأما عبيد الله فكان أسخى الناس ، وأما الفضل فكان أجمل الناس .

وقال الزبير بن بكار : حدثني عبد الله بن إبراهيم الجمحي عن أبيه ، قال : دخل أعرابي دار العباس بن عبد المطلب وفي جانبها عبد الله بن عباس لا يرجع في شيء يسأل عنه ، وفي الجانب الآخر عبيد الله بن العباس يطعم كل من دخل . قال : فقال الأعرابي : من أراد الدنيا والآخرة فعليه بدار العباس بن عبد المطلب ، هذا يفتي الناس ويفقه الناس ، وهذا يطعم الناس .

وقال يعقوب بن القاسم الطلحي ، عن علي بن المنذر بن فرقد مولى عبد الله بن عباس عن أبيه أو عمه : كان عبد الله بن عباس يسمى حكيم المعضلات ، وكان عبيد الله بن عباس يسمى تيار الفرات ، وكان يطعم كل يوم ينحر غدوة حتى قدموا المدينة ، قال : فقال له أبوه العباس : يا بني ما لك تغدي ولا تعشي ، إذا غديت فعش ، فقال لغلام له يقال له بند : يا بند انحر غدوة وانحر عشية .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا أبو هلال الراسبي ، عن حميد بن هلال ، قال : تفاخر رجلان من قريش ، رجل من بني هاشم ، ورجل من بني أمية ، فقال هذا : قومي أسخى من قومك ، وقال هذا : قومي أسخى [ ص: 63 ] من قومك . وقال : سل في قومك حتى أسأل في قومي ، فافترقا على ذلك ، فسأل الأموي عشرة من قومه فأعطوه مائة ألف ، عشرة آلاف ، عشرة آلاف ، قال : وجاء الهاشمي إلى عبيد الله بن عباس فسأله فأعطاه مائة ألف ثم أتى الحسن بن علي فسأله ، فقال : هل أتيت أحدا قبلي ؟ قال : نعم ، عبيد الله بن عباس فأعطاني مائة ألف ، فأعطاه الحسن مائة ألف وثلاثين ألفا ثم أتى الحسين بن علي فسأله ، فقال : هل سألت أحدا قبلي ؟ قال : نعم ، أخاك الحسن فأعطاني مائة وثلاثين ألفا ، فقال : لو أتيتني قبل أن تأتيه أعطيتك أكثر من ذلك ، ولكن لم أكن لأزيد على سيدي . قال : فأعطاه مائة ألف وثلاثين ألفا ، قال : فجاء الأموي بمائة ألف من عشرة ، وجاء الهاشمي بثلاث مائة وستين ألفا من ثلاثة . فقال الأموي : سألت عشرة من قومي فأعطوني مائة ألف . وقال الهاشمي : سألت ثلاثة من قومي فأعطوني ثلاث مائة وستين ألفا ، قال : ففخر الهاشمي الأموي فرجع الأموي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فقبلوه ، ورجع الهاشمي إلى قومه فأخبرهم الخبر ورد عليهم المال فأبوا أن يقبلوه ، وقالوا : لم نكن لنأخذ شيئا قد أعطيناه .

قال البخاري ، ويعقوب بن سفيان الفارسي : مات زمن معاوية .

وقال خليفة بن خياط ، وأحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي : مات سنة ثمان وخمسين .

وقد تقدم قول الواقدي أنه بقي إلى دهر يزيد بن معاوية ، وقول يعقوب بن شيبة أنه مات سنة سبع وثمانين .

[ ص: 64 ] وكذلك قال أبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو حسان الزيادي : إنه مات سنة سبع وثمانين .

روى له النسائي حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه .

أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، قالا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا يحيى بن أبي إسحاق ، عن سليمان بن يسار ، عن عبيد الله بن عباس ، قال : جاءت الغميصاء أو الرميضاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها وتزعم أنه لا يصل إليها ، فما كان إلا يسيرا حتى جاء زوجها فزعم أنها كاذبة ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس ذلك لك حتى يذوق عسيلتك زوج غيره .

[ ص: 65 ] رواه عن علي بن حجر ، عن هشيم ، فوقع لنا بدلا عاليا .

وروى أبو داود حديثا من رواية ابن لهيعة ، عن موسى بن سرجس ، عن عبيد الله بن عباس ، عن خالد بن يزيد بن معاوية ، عن دحية الكلبي ، قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقباطي فأعطاني منها قبطية . . الحديث ، قال : رواه يحيى بن أيوب ، يعني عن موسى بن سرجس ، فقال : عباس بن عبيد الله بن عباس .

وقد كتبناه في ترجمة خالد بن يزيد بن معاوية ، والصواب من ذلك رواية يحيى بن أيوب ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية