تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3911 (د) : عروة بن محمد بن عطية السعدي الجشمي .

استعمله سليمان بن عبد الملك ، وعمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبد الملك على اليمن .

روى عن : أبيه (د) ، عن جده ، وله صحبة .

روى عنه : إبراهيم بن يزيد النصري الدمشقي ، وأمية بن شبل الصنعاني ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ، ورجاء بن أبي سلمة الفلسطيني ، والزبير والد النعمان بن الزبير الصنعاني ، وسماك بن الفضل ، وعاصم بن عبد الله بن نعيم القيني ، وأبوه عبد الله بن نعيم القيني ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعمرو بن عون الصنعاني ، [ ص: 33 ] ومحمد بن خراشة ، وأبو وائل القاص الصنعاني (د) .

قال خليفة بن خياط في تسمية عمال سليمان بن عبد الملك على اليمن : عروة بن محمد بن عطية السعدي من بني سعد بن بكر بن هوازن . قال : وأقر - يعني عمر بن عبد العزيز - عليها عروة حتى مات ، وأقر - يعني يزيد بن عبد الملك - عليها عروة بن محمد وولى هشام يوسف بن عمر الثقفي .

وقال عبد الله بن وهب : حدثني ابن لهيعة أن عمر بن عبد العزيز استعمل عروة بن محمد القيسي من بني سعد بن بكر على اليمن ، وكان من صالح عمال عمر بن عبد العزيز على اليمن .

وقال حنظلة بن أبي سفيان ، عن عروة بن محمد : لما استعملت على اليمن قال لي أبي : أوليت اليمن ؟ قلت : نعم . قال : إذا غضبت فانظر إلى السماء فوقك وإلى الأرض أسفل منك ثم أعظم خالقهما .

وقال سماك بن الفضل : كنت عند عروة بن محمد جالسا وعنده وهب بن منبه فأتي بعامل لعروة ، فشكي ، فأكثروا عليه ، فقالوا : فعل وفعل وثبتت عليه البينة . قال : فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا ، فإذا دماؤه تشجب ، وقال : أفي زمن عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا ؟ قال : فاشتهاها عروة ، وكان حليما واستلقى على قفاه وضحك ، وقال : يعيب علينا أبو عبد الله الغضب في حكمته وهو يغضب . فقال وهب : وما لي لا أغضب وقد غضب خالق الأحلام ، إن الله تعالى يقول : فلما آسفونا انتقمنا منهم يقول : أغضبونا .

[ ص: 34 ] وقال سماك بن الفضل أيضا : سمعت عروة بن محمد يقول : ما أبرم قوم أمرا قط ، فصدروا فيه عن رأي امرأة إلا تبروا .

وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي ، عن علي بن المديني : عروة بن محمد بن عطية ، وعطية هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا غضب أحدكم فليتوضأ " ، هو من سعد بن بكر . قال علي : وولاؤنا لهذا . قال : وقال سفيان : حدثني مولى لعروة بن محمد ، قال : خرج عروة بن محمد من اليمن وقد وليها سنين وما معه إلا سيفه ورمحه ومصحفه . قال : وبلغني أنه لما دخل قال : يا أهل اليمن هذه راحلتي فإن خرجت بأكثر منها فأنا سارق .

وقال يعقوب بن سفيان ، عن علي بن المديني : ولي عروة بن محمد اليمن عشرين سنة وخرج حين خرج ومعه سيف ومصحف . قال يعقوب : وفيها - يعني سنة ثلاث ومائة - نزع عروة عن أهل اليمن وأمر مسعود بن غوث .

وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

روى له أبو داود حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي .

[ ص: 35 ] (ح) : وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن شاذان الأعرج ، قال : أخبرنا أبو بكر بن فورك القباب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم ، قال : حدثنا الحلواني .

قالا : حدثنا إبراهيم بن خالد ، قال : حدثنا أبو وائل صنعاني مرادي ، قال : كنا جلوسا عند عروة بن محمد إذ دخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه . قال : فلما أن غضب قام ثم عاد إلينا وقد توضأ . فقال : حدثني أبي عن جدي عطية - وقد كانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " .

لفظ أحمد . رواه عن الحسن بن علي الحلواني ، فوافقناه فيه بعلو .

التالي السابق


الخدمات العلمية