تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3964 (ع) : عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار ، أبو عثمان [ ص: 161 ] البصري مولى عزرة بن ثابت الأنصاري ، سكن بغداد .

روى عن : أبان بن يزيد العطار (م تم) ، وإسماعيل ابن علية (مق) ، والأسود بن شيبان ، وحماد بن زيد (خ) ، وحماد بن سلمة (م 4) ، وداود بن أبي الفرات (خ) ، وديلم بن غزوان (ق) ، وسكين بن عبد العزيز (د) ، وسليم بن حيان (م) ، وسليمان بن كثير العبدي (س) ، وسليمان بن المغيرة ، وسلام أبي المنذر القارئ (س) ، وشعبة بن الحجاج (م س) ، وصخر بن جويرية (خ م) ، وعبد الله بن بكر بن عبد الله المزني (س) ، وعبد الله بن حسان العنبري (ت) ، وعبد الواحد بن زياد (م ت س) ، وعبد الوارث بن سعيد (م) ، وغسان بن برزين (ق) ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد بن يحيى بن سعيد القطان (مق) ، وهو أصغر منه ، وهشام الدستوائي ، وهمام بن يحيى (خ م س) ، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله (م ق) [ ص: 162 ] ، ووهيب بن خالد (خ م س) ، ويحيى بن زرارة بن كريم السهمي الباهلي (س) ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويزيد بن زريع (س) .

روى عنه : البخاري ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني الكسائي ، وإبراهيم بن مرزوق البصري ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (س) ، وأحمد بن حنبل (د) ، وأحمد بن سليمان الرهاوي (س) ، وأحمد بن سنان القطان ، وأحمد بن صالح المصري ، وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، وأحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي ، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري الكاتب ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وإسحاق بن راهويه (س) ، وإسحاق بن منصور الكوسج (خ ت) ، وإسحاق بن يعقوب البغدادي (س) ، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، وجعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي ، وحبوش بن رزق الله المصري ، وحجاج بن الشاعر (م) ، والحسن بن إسحاق المروزي (س) ، والحسن بن سلام السواق ، والحسن بن علي الخلال (مق د ت) ، والحسن بن المثنى بن معاذ العنبري ، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني (د ت ق) ، والحسين بن عيسى البسطامي (س) ، وحفص بن عمر المهرقاني ، وحنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني ، وخلف بن سالم المخرمي ، وأبو خيثمة زهير بن حرب (م) ، وأبو داود سليمان بن سيف الحراني (س) ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ، وعبد الله بن الحسن [ ص: 163 ] الهاشمي ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (م ت) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (م ق) ، وعبد الرحمن بن عبد الله الجزري (ق) ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي (س) ، وعبد بن حميد الكشي (ت) ، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي (خ) ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي (س) ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة (د) ، وعلي بن سعيد بن جرير النسائي ، وعلي بن سهل بن المغيرة البزاز العفاني ، وعلي بن الصقر السكري ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، وعلي بن المديني ، وعمرو بن علي الصيرفي (مق) ، وعمرو بن محمد الناقد (م) ، وعمرو بن منصور النسائي (س) ، والفضل بن سهل الأعرج (مق ص) ، والفضل بن العباس الحلبي (س) ، والقاسم بن أحمد بن زياد البغدادي ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني (م) ، ومحمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ ، ومحمد بن بشار بندار (ت س) ، ومحمد بن حاتم بن ميمون السمين (م) ، ومحمد بن سعد كاتب السمان ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز (خ د) ، وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين (مق) ، وأبو كريب محمد بن العلاء ، ومحمد بن غالب تمتام ، ومحمد بن قدامة الجوهري ، وأبو موسى محمد بن المثنى (م) ، ومحمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي (ق) ، ومحمد بن يحيى بن ناصح ، وهارون بن عبد الله الحمال (م) ، وهلال بن العلاء الرقي (س) ، ويحيى بن معين ، ويزيد بن خالد بن موهب الرملي (د) ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

[ ص: 164 ] قال أحمد بن عبد الله العجلي : عفان بن مسلم بصري ثقة ثبت صاحب سنة ، وكان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي فجعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجل فلا يقول عدل ولا غير عدل . قالوا : قف عنه فلا تقل فيه شيئا . فأبى ، وقال : لا أبطل حقا من الحقوق ، وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل ، فجاء يوما إلى معاذ بالرقاع وقد تلطخت بالناطف ، فقال له : أي شيء ذا ؟ قال : إني أذهب إلى الموضع البعيد فيصيبني الجوع فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته .

وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي : سمعت عمرو بن علي قال : جاءني عفان في نصف النهار ، فقال لي : عندك شيء تأكله ؟ فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا ولا شيئا نشتري به . فقلت : إن عندي سويق شعير . فقال لي : أخرجه . فأخرجت له من ذاك السويق فأكل أكلا جيدا . فقال : ألا أخبرك بأعجوبة؛ شهد فلان وفلان عند القاضي ، والقاضي يومئذ معاذ بن معاذ العنبري ، بأربعة آلاف دينار على رجل ، فأمرني أن أسأل عنهما فجاءني صاحب الدنانير فقال لي : لك من هذا المال الذي لي على هذا الرجل نصفه وهو ألفا دينار وتعدل شاهدي . فقلت : استحييت لك ، وشهوده عندنا غير مستورين . قال : وكان عفان على مسألة معاذ بن معاذ .

قال : وقيل لمعاذ : ما تصنع بعفان وهو رجل مغفل لا يحسن قبيله من دبيره . فسكت فوجهه يوما في مسألة ، فذهب فسأل عنهم وجعل كتاب المسألة في كمه ، فمر بأصحاب القبيط فاشتهى من ذاك [ ص: 165 ] القبيط فاشترى منه وجعله في كمه فوق كتاب المسألة ولم يشعر . فجاء إلى معاذ بن معاذ فأخرج كتاب المسألة ليدفعه إلى معاذ وذلك القبيط قد اختلط بذلك الكتاب . قال : فضحك وقال : من يلومني على عفان !

وقال حنبل بن إسحاق : حضرت أبا عبد الله أحمد ويحيى بن معين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم للمحنة ، وكان أول من امتحن من الناس عفان فسأله يحيى بن معين من الغد بعدما امتحن ، وأبو عبد الله حاضر ونحن معه ، فقال له يحيى : يا أبا عثمان أخبرنا بما قال لك إسحاق بن إبراهيم وما رددت عليه . فقال عفان ليحيى : يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك - يعني بذلك إني لم أجب - فقال له : فكيف كان قال : دعاني إسحاق بن إبراهيم ، فلما دخلت عليه قرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون من أرض الجزيرة من الرقة فإذا فيه : امتحن عفان وادعه إلى أن يقول القرآن كذا وكذا ، فإن قال ذلك فأقره على أمره ، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجرى عليه . قال : وكان المأمون يجري على عفان خمس مائة درهم كل شهر . قال عفان : فلما قرأ الكتاب علي قال لي إسحاق بن إبراهيم : ما تقول ؟ قال عفان : فقرأت عليه قل هو الله أحد الله الصمد حتى ختمتها . فقلت : أمخلوق هذا . قال إسحاق بن إبراهيم : يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول : إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك ، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا عنك نحن أيضا . فقلت له : يقول الله تعالى : وفي السماء رزقكم وما توعدون قال : قال : فسكت عني إسحاق وانصرفت ، فسر بذلك أبو عبد الله ويحيى ومن حضر من أصحابنا .

[ ص: 166 ] وقال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل : لما دعي عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره ، فلما حضر عرض عليه القول ، فامتنع أن يجيب ، فقيل له : يحبس عطاؤك - قال : وكان يعطى في كل شهر ألف درهم - فقال : وفي السماء رزقكم وما توعدون قال : فلما رجع إلى داره عذله نساؤه ومن في داره . قال : وكان في داره نحو أربعين إنسانا . قال : فدق عليه داق الباب فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات ومعه كيس فيه ألف درهم ، فقال : يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين ، وهذا في كل شهر .

وقال عبد الرحيم بن منيب : قال عفان : اختلفت أنا وفلان إلى حماد بن سلمة سنة لا نكتب شيئا وسألناه الإملاء ، فلما أعياه دعا بنا في منزله . فقال : ويحكم تشلون علي الناس ؟ قلنا : لا نكتب إلا إملاء فأملى بعد ذلك .

وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده : سألت أبا زكريا - يعني : يحيى بن معين - قلت : إذا اختلف أبو الوليد وعفان في حديث عن حماد بن سلمة فالقول قول من هو ؟ قال : القول قول عفان . قلت : فإن اختلفوا في حديث عن شعبة ؟ قال : القول قول عفان . قلت : وفي كل شيء قال : نعم ، عفان أثبت منه وأكيس ، وأبو الوليد ثقة ثبت . قلت : فأبو نعيم الأحول فيما حدث به [ ص: 167 ] وعفان فيما حدث به ، من أثبت ؟ قال : عفان أثبت .

وقال المفضل بن غسان الغلابي : وذكر له - يعني : ليحيى بن معين - عفان وثبته فقال : قد أخذت عليه خطأه في غير حديث .

وقال عمر بن أحمد الجوهري : سمعت جعفر بن محمد الصائغ يقول : اجتمع علي بن المديني ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، وعفان بن مسلم ، فقال عفان : ثلاثة يضعفون في ثلاثة : علي بن المديني في حماد بن زيد ، وأحمد بن حنبل في إبراهيم بن سعد ، وأبو بكر بن أبي شيبة في شريك . قال علي بن المديني : ورابع معهم . قال : من ذاك ؟ قال : وعفان في شعبة . قال عمر بن أحمد : وكل هؤلاء أقوياء ليس فيهم ضعيف ، ولكن قال هذا على وجه المزاح .

وقال إسحاق بن الحسن الحربي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب شعبة أكثر منها عند عفان - يعني أنبأنا وأخبرنا وسمعت وحدثنا ، يعني شعبة .

وقال حنبل بن إسحاق : سألت أبا عبد الله عن عفان ، فقال : عفان وحبان وبهز هؤلاء المتثبتون . وقال : قال عفان : كنت أوقف شعبة على الأخبار . قلت له : فإذا اختلفوا في الحديث يرجع إلى من منهم ؟ قال : إلى قول عفان ، هو في نفسي أكبر وبهز أيضا إلا أن عفان أضبط للأسامي ثم حبان .

[ ص: 168 ] وقال الحسن بن علي الحلواني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : كان عفان وبهز وحبان يختلفون إلي ، وكان عفان أضبط القوم للحديث وأنكدهم؛ عملت عليهم مرة في شيء فما فطن لي أحد منهم إلا عفان .

وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : عفان أثبت من حبان ، كان عفان وحبان وبهز يطلبون .

وقال في موضع آخر : قلت لأبي داود : بلغك عن عفان أنه يكذب وهب بن جرير ؟ فقال : حدثني عباس العنبري ، قال : سمعت عليا يقول : أبو نعيم وعفان صدوقان لا أقبل كلامهما في الرجال ، هؤلاء لا يدعون أحدا إلا وقعوا فيه .

قال أبو داود : عند وهب بن جرير عن شعبة أربعة آلاف حديث .

قال : وسمعت أبا داود يقول : قال عبد الرحمن بن مهدي : رجال يحدثون عن شعبة ما رأيناهم عند شعبة ولا ، ولا يعني : وهب بن جرير .

وقال حسان بن الحسن المجاشعي : سمعت علي بن المديني [ ص: 169 ] يقول : قال عفان : ما سمعت من أحد حديثا إلا عرضته عليه غير شعبة فإنه لم يمكني أن أعرض عليه .

قال : وذكر عنده عفان ، فقال : كيف أذكر رجلا يشك في حرف فيضرب على خمسة أسطر !

قال : وسمعت عليا يقول : قال عبد الرحمن : أتينا أبا عوانة فقال : من على الباب ؟ فقلنا : عفان وبهز وحبان . فقال : هؤلاء بلاء من البلاء ، قد سمعوا ، يريدون أن يعرضوا .

وقال أبو طالب : سمعت أبا عبد الله قال : كان عفان يسمع بالغداة ويعرض بالعشي .

وقال الحسن بن محمد الزعفراني : قلت لأحمد بن حنبل : من تابع عفان على حديث كذا وكذا ؟ فقال : وعفان يحتاج إلى أن يتابعه أحد ؟ ! أو كما قال .

وقال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله يقول : من يفلت من التصحيف ؟ كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدا وغير ذاك لا ، وكان هؤلاء أصحاب الشكل : عفان وبهز وحبان .

وقال عبد الخالق بن منصور : سئل يحيى بن معين عن عفان وبهز أيهما كان أوثق ؟ فقال : كلاهما ثقتان . فقيل له : إن ابن المديني [ ص: 170 ] يزعم أن عفان أصح الرجلين ؟ فقال : كانا جميعا ثقتين صدوقين .

وقال يعقوب بن شيبة : سمعت يحيى بن معين يقول : أصحاب الحديث خمسة : مالك ، وابن جريج ، والثوري ، وشعبة ، وعفان .

وقال عباس الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول : كان عفان أثبت من زيد بن الحباب فيما رويا .

وقال : عفان والله أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة .

وقال محمد بن العباس النسائي : سألت يحيى بن معين ، قلت : من أثبت : عبد الرحمن بن مهدي أو عفان ؟ قال : كان عبد الرحمن أحفظ لحديثه وحديث الناس ولم يكن من رجال عفان في الكتاب ، وكان عفان أسن منه بسنتين .

وقال عبد الرحيم بن منيب : قال عفان : اختلف يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي في حديث ، فبعثوا إلي ، فقال عبد الرحمن : أقول شيئا وتسأل عفان ؟ ! فقال يحيى : ما أحد أكره إلى أن يخالفني من عفان . قال : وخالفتهما . قال : فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر على ما قلت .

وقال عمرو بن علي : رأيت يحيى يوما حدث بحديث [ ص: 171 ] عبد الله بن بكر بن عبد الله عن الحسن في مسجد الجامع في الوصية ، فقال له عفان : ليس هو هكذا . فلما كان من الغد أتيت يحيى ، فقال : هو كما قال عفان ، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان .

وقال ابن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده : قال أبو زكريا : كان يحيى بن سعيد إذا تابعه عفان على شيء ثبت عليه وإن كان خطأ ، وإذا خالفه عفان في حديث عن حماد رجع عنه يحيى لا يحدث به أصلا .

وقال إبراهيم بن نصر الكندي : سمعت حسنا الزعفراني يقول : رأيت يحيى بن معين يعرض على عفان ما سمعه من يحيى بن سعيد القطان .

وقال إبراهيم بن نصر أيضا : سمعت الحسن بن عبد الرحمن المقرئ يقول : سمعت المعيطي يقول : عفان أثبت من يحيى بن سعيد القطان .

وقال أيضا سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن فهم ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عفان أثبت من عبد الرحمن بن مهدي .

وقال أيضا عن ابن فهم : سمعت يحيى بن معين يقول : ما [ ص: 172 ] أخطأ عفان قط إلا مرة في حديث أنا لقنته إياه ، فأستغفر الله .

قال ابن فهم : وما سمعت يحيى بن معين يستغفر الله قط إلا ذلك اليوم .

وقال إبراهيم بن نصر أيضا : سمعت خلف بن سالم يقول : ما رأيت أحدا يحسن الحديث إلا رجلين : بهز بن أسد ، وعفان بن مسلم .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : لزمنا عفان عشر سنين .

وقال أبو حاتم : عفان إمام ثقة متقن متين .

وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي : سمعت عفان يقول : يكون عند أحدهم حديث فيخرجه بالمقرعة ، كتبت عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث ما حدثت منها بألفي حديث ، وكتبت عن عبد الواحد بن زياد ستة آلاف حديث ما حدثت منها بألف وكتبت عن وهيب أربعة آلاف ما حدثت منها بألف حديث .

وقال علي بن سهل بن المغيرة : سمعت يحيى بن معين يقول : [ ص: 173 ] لي حانوت بباب الطاق وددت أن عفان قرأ علي كتب حماد بن سلمة فأبيعه وأدفع ثمنه إليه .

وقال أبو أحمد بن عدي : حدثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : سمعت سليمان بن حرب يقول : ترى عفان بن مسلم كان يضبط عن شعبة ؟ والله لو جهد جهده أن يضبط عن شعبة حديثا واحدا ما قدر عليه ، كان بطيئا رديء الفهم بطيء الفهم .

قال سليمان : وحدثني حجاج الفساطيطي أنه كان يملي عليهم أحاديث شعبة .

قال سليمان : والله لقد دخل عفان قبره وهو نادم على رواياته عن شعبة .

قال أبو أحمد بن عدي : وعفان أشهر وأصدق وأوثق من أن يقال فيه شيء ، مما ينسب فيه إلى الضعف ، فإن أحمد بن حنبل كان يرى أنه يكتب عنه ببغداد من قيام الإملاء ، فقيل له : يا أبا عبد الله من يصبر على ألفاظ عفان ؟ وأحمد أروى الناس عن عفان مسندا وحكايات وكلاما في الرجال مما حفظ عن عفان ، ولا أعلم لعفان إلا أحاديث مراسيل عن حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد وغيرهما وصلها ، وأحاديث موقوفة رفعها ، وهذا مما لا ينقصه ، لأن الثقة وإن كان ثقة قد يهم في الشيء بعد الشيء ، وعفان لا بأس به صدوق ، وأحمد بن صالح المصري رحل إلى عفان من مصر فلحقه ببغداد في سنة اثنتي عشرة ، وكتب عنه ببغداد ، وكانت رحلته إليه خاصة دون غيره .

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت أبي ويحيى بن معين [ ص: 174 ] يقولان : أنكرنا عفان في صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة - وفي رواية : سنة عشرين ومائتين - ومات عفان بعد أيام .

قال أبو بكر : توفي عفان ببغداد .

وقال محمد بن سعد : سمعت عفان يوم الخميس لثماني عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة عشر ومائتين يقول : أنا في ست وسبعين سنة . كأنه ولد سنة أربع وثلاثين .

وقد تقدم قول يحيى بن معين أن عفان أسن من عبد الرحمن بن مهدي بسنتين .

وقال البخاري : مات في شهر ربيع سنة عشرين ومائتين أو قبلها .

وقال محمد بن سعد : سنة عشرين ومائتين فيها مات عفان بن مسلم الفقيه ، وصلى عليه عاصم بن علي بن عاصم .

[ ص: 175 ] وقال أبو داود : مات سنة عشرين ومائتين ببغداد ، وشهدت جنازته .

وقال أبو زرعة الدمشقي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، ومحمد بن عبيد الله المسبحي : مات سنة عشرين ومائتين .

زاد المسبحي : في ربيع الآخر .

وقال أبو غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي : مات أبو نعيم وعفان في سنة تسع عشرة ومائتين .

قال الحافظ أبو بكر الخطيب : أما أبو نعيم فصحيح موته في سنة تسع عشرة ، وأما عفان ففي سنة عشرين .

وقال أبو الحسين عبد الباقي بن قانع : مات عفان في سنة تسع عشرة ومائتين ، وله خمس وثمانون سنة .

قال : ويقال : سنة عشرين وهو الأصح .

[ ص: 176 ] روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية