تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
4121 - (س) : علي بن فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي .

روى عن : زيد بن بكر ، وعباد بن منصور ، وعبد العزيز بن أبي رواد (س) ، وليث بن أبي سليم ، ومحمد بن ثور الصنعاني .

روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي (س) وإسماعيل الطوسي ، وسفيان بن عيينة ، وشهاب بن عباد العبدي ، وعمران بن موسى ، وأبوه فضيل بن عياض ، ومحمد بن إبراهيم بن ذي حماية ، ومحمد بن أبي عثمان ، ومحمد بن ناجية ، وموسى بن أعين ، وأبو بكر بن عياش ، وأبو سليمان الداراني .

وكان من سادات المسلمين علما وزهدا وعبادة وخوفا وورعا ، [ ص: 97 ] وكان يفضل على أبيه في العبادة والخوف ، ومات قبل أبيه ، وكان سبب موته - فيما قيل - أنه بات ليلة في محرابه يتلو القرآن فأصبح فيه ميتا ، وقيل غير ذلك في سبب موته .

قال النسائي : ثقة ، مأمون .

وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : كان من الورع بمحل عظيم ، ومات قبل أبيه بمدة ، وكان سبب موته أنه سمع آية تقرأ فغشي عليه ، وتوفي في الحال .

أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحارث العبادي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عفان ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، قال : صليت خلف فضيل بن عياض المغرب وعلي ابنه إلى جانبي ، فقرأ ألهاكم التكاثر فلما قال : لترون الجحيم سقط علي بن فضيل على وجهه مغشيا عليه ، وبقي فضيل عند الآية .

فقلت في نفسي : ويحك ، ما عندك من الخوف ما عند فضيل وعلي ؟ فلم أزل أنتظر عليا فما أفاق إلى ثلث من الليل بقي .

ووقع لنا من وجه آخر أعلى من هذا أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص [ ص: 98 ] بن طبرزد قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دوست العلاف قال : أخبرنا الحسين بن صفوان قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : حدثني أبو بكر الشيباني وهو عبد الرحمن بن عفان قال : سمعت أبا بكر بن عياش قال : صليت خلف فضيل بن عياض المغرب وإلى جانبي علي ابنه ، فقرأ الفضيل ألهاكم التكاثر فلما بلغ لترون الجحيم سقط علي مغشيا عليه ، وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآية . ثم صلى بنا صلاة خائف .

قال : فجعلت أقول في نفسي : يا نفس ، ما عندك من الخوف ما عند فضيل وابنه! قال : ثم رابطت عليا فما أفاق إلى نصف الليل .

وبه ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : حدثني عبد الصمد بن يزيد عن فضيل بن عياض قال : بكى علي ابني فقلت : يا بني ، ما يبكيك ؟ قال : أخاف أن لا تجمعنا القيامة . قال فضيل : وقال لي عبد الله بن المبارك : يا أبا علي ، ما أحسن حال من انقطع إلى ربه ! قال : فسمع ذلك علي ابني فسقط مغشيا عليه .

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي قال : أخبرنا عمي الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قال : أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن السمعاني قال شيخنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم : وأجازه [ ص: 99 ] لي أبو المظفر - قال : أخبرنا الجنيد بن محمد القايني ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن إسحاق بن شاذان الفارسي الواعظ ، قال : حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدون الذهلي ، قال : حدثنا مسدد بن قطن بن إبراهيم القشيري ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا أبو بكر بن المثنى بن أخزم المخزومي ، قال : قال عبد الله بن المبارك يوما : خير الناس الفضيل بن عياض ، وخير منه ابنه علي .

وبه ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا محمد بن نوح المروزي ، قال : حدثنا محمد بن ناجية ، قال : صليت خلف الفضيل بن عياض فقرأ الحاقة في صلاة الغداة ، فلما بلغ إلى قوله : خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه غلبه البكاء ، وكان ابنه علي في الصف معنا فسقط مغشيا عليه ، وركع فضيل ثم قام فقرأ بقية السورة في الركعة الثانية .

ثم حملنا عليا وأدخلناه منزله فلم يزل مغمى عليه إلى بعد العصر ، فقيل للفضيل : هذا الذي يصيب عليا من أي شيء يكون يا أبا علي ؟ قال : لا أعلمه إلا من نقاء القلب .

أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الفضائل عبد الرحيم بن محمد بن عبد الواحد الكاغدي ، قال : أخبرنا أبو [ ص: 100 ] علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت الفضيل يقول : أشرفت ليلة على علي وهو في صحن الدار وهو يقول : النار ، ومتى الخلاص من النار ؟ !

وبه ، قال : قال الفضيل : بكى علي ابني يوما ، فقلت : يا بني ، ما يبكيك ؟ قال : أخاف أن لا تجمعنا القيامة . وبه ، قال : سمعت الفضيل يقول : قال علي : يا أبة ، سل الذي وهبني لك في الدنيا أن يهبني لك في الآخرة .

قال : وقال لي علي : اسأل الذي جمعنا في الدنيا أن يجمعنا في الآخرة ، ثم بكى ، فلم يزل منكسر القلب حزينا ، ثم بكى الفضيل ، فقال : حبيبي من كان يساعدني على الحزن والبكاء ، يا ثمرة قلبي شكر الله لك ما قد علمه فيك .

وبه ، قال : حدثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت إسماعيل الطوسي يقول : بينا نحن ذات يوم عند الفضيل فقرأ رجل يوم يقوم الناس لرب العالمين فسقط علي بن الفضيل مغشيا [ ص: 101 ] عليه ، فقال الفضيل : شكر الله لك ما قد علمه منك .

قال : وسمعت إسماعيل الطوسي أو غيره ، قال : بينا نحن نصلي ذات يوم الغداة خلف الإمام ومعنا علي بن الفضيل فقرأ الإمام فيهن قاصرات الطرف و حور مقصورات في الخيام فلما سلم الإمام قلت : يا علي ، أما سمعت ما قرأ الإمام ؟ قال : ما هو ؟ قلت : فيهن قاصرات الطرف و حور مقصورات في الخيام قال : شغلني ما كان قبلها يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران .



وبه ، قال أبو نعيم : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا سلمة بن عقار عن محمد بن الحسن ، قال : كان علي بن فضيل يصلي حتى يزحف إلى فراشه ، ثم يلتفت إلى أبيه ، فيقول : يا أبة سبقني المتعبدون .

وبه ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثني محمد بن [ ص: 102 ] شجاع أبو عبد الله ، عن سفيان بن عيينة ، قال : ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه .

وبه ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن العباس ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال : حدثنا ابن أبي زياد عن شهاب بن عباد ، قال : كانوا يعودون علي بن الفضيل وهو بمنى ، فقال : لو ظننت أني أبقى إلى الظهر لشق علي .

وبه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ، قال : حدثنا ابن المهتدي ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد الأشيب ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول لابنه علي : أمير المؤمنين قد أخلي له الطواف قم حتى نغتنم الطواف . فقال : يا أبة نغتنم خلوة الجور .

قال : وقال الفضيل : اللهم ، إني اجتهدت أن أؤدب عليا فلم أقدر على تأديبه فأدبته أنت لي .

وبه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، قال : حدثني محمد [ ص: 103 ] بن إدريس ، قال : حدثني عمران بن موسى ، قال : قال علي بن فضيل : ويحي من يوم ليس كالأيام ، ثم قال : أوه كم من قبيحة تكشفها القيامة غدا .

وبه ، قال : حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا عمر بن بحر ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان يقول : كان علي بن فضيل لا يستطيع أن يقرأ القارعة ولا تقرأ عليه .

وبه ، قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ، قال : حدثنا محمد بن أبي عثمان ، قال : كان علي - يعني ابن الفضيل - عند سفيان بن عيينة ، فحدث سفيان بحديث فيه ذكر النار وفي يد علي قرطاس في شيء مربوط ، فشهق شهقة ، وقع ورمى القرطاس ، أو وقع من يده ، فالتفت إليه سفيان ، فقال : لو علمت أنك هاهنا ما حدثت به . فما أفاق إلا بعد ما شاء الله عز وجل .

وبه ، قال : سمعت محمد بن أبي عثمان يحدث عن فضيل بن عياض ، قال : قلت لعلي - يعني ابنه - : لو أعنتنا على دهرنا . قال : فأخذ قفة ومضى إلى السوق ليحمل ، فأتاني رجل [ ص: 104 ] فأعلمني ، فمضيت إليه فرددته ، وقلت : يا بني ، لست أريد هذا ، أو لم أرد هذا كله .

وبه ، قال : حدثني محمد بن أبي عثمان عن فضيل بن عياض أنهم اشتروا شعيرا بدينار وكان ذلك في غلاء من السعر ، فقالت أم علي للفضيل : قوته - لكل إنسان - قرصين ، وكان علي يأخذ واحدا ويتصدق بالآخر حتى كاد أن يصيبه الخواء أو أصابه بعض ذلك .

وبه ، قال : سمعت محمد بن أبي عثمان يحدث عن فضيل أن عليا كان يحمل على أباعر كانت للفضيل فنقص الطعام الذي حمله ، فحبس عنه الكراء ، فأتى الفضيل إليهم ، فقال : أتفعلون هذا بعلي ، فقد كانت لنا شاة بالكوفة أكلت شيئا يسيرا من علف لبعض الأمراء والملوك ومن يشبههم فما شرب لها لبنا بعد ذلك .

قالوا : لم نعلم هذا يا أبا علي أنه ابنك .

أخبرنا المقداد بن أبي القاسم القيسي ، قال : أخبرنا أحمد بن يحيى ابن الدبيقي ببغداد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، قال : حدثني الحسن بن أبي طالب ، قال : حدثنا محمد بن العباس الخزاز ، قال : حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد الباغندي ، [ ص: 105 ] قال : حدثنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن ، قال : حدثنا عمر بن بشر المكي عن فضيل بن عياض ، قال : أهدى لنا ابن المبارك شاة ، وكان ابني علي لا يشرب منها ، فقلت له : يا بني ، لم لا تشرب من لبن هذه الشاة ؟ قال : لأنها رعت بالعراق .

وبه ، قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : وأخبرنا أبو الحسين بن بشران المعدل ، قال : أخبرنا علي محمد بن أحمد المصري ، قال : سمعت أبا سعيد أحمد بن عيسى الخراز يقول : سمعت إبراهيم بن بشار يقول : الآية التي مات فيها علي بن الفضيل في الأنعام ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد مع هذا الموضع مات ، وكنت فيمن صلى عليه .

روى له النسائي حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا جدا . أخبرنا به أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الفضائل الكاغدي ، وأبو الحسن الجمال ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن حمزة ، ومحمد بن علي بن حبيش ، قالا : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : [ ص: 106 ] حدثنا علي بن فضيل بن عياض عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : رأى رجل من الأنصار فيما يرى النائم أنه قيل له : بأي شيء أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أمرنا أن نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ، ونكبر أربعا وثلاثين ، فذلك مائة .

قال : فسبحوا خمسا وعشرين ، واحمدوا خمسا وعشرين ، وكبروا خمسا وعشرين ، وهللوا خمسا وعشرين فتلك مائة ، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : افعلوا كما قال الأنصاري .


قال أبو نعيم : غريب من حديث علي وعبد العزيز ، تفرد به أحمد بن يونس .

رواه عن أبي زرعة الرازي عن أحمد بن يونس ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية