تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
4405 - (م 4) : عمرو بن عبسة السلمي ، كنيته أبو نجيح ، [ ص: 119 ] صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قديم الإسلام ، قدم مكة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ثم عاد إلى قومه ، وكان رابع أربعة أو خامس خمسة في الإسلام ، وكان أخا أبي ذر لأمه ; أمهما رملة من بني الوقيعة بن حرام بن غفار ، وهو عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم . وقيل غير ذلك في نسبه .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (م 4) .

روى عنه : بسر بن عبيد الله الحضرمي ، وجبير بن نفير ، وحبيب بن عبيد ، وسليم بن عامر (د ت س) ، وسهل بن سعد الساعدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، وسويد بن جبلة السلمي ، وشداد أبو عمار ، وشرحبيل بن السمط (د س) ، وشهر بن حوشب (ق) ، وضمرة بن حبيب ، وعبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الرحمن بن البيلماني (س) ، وعبد الرحمن بن عائذ (س) ، وعبد الرحمن بن يزيد بن موهب ، وعدي بن أرطاة ، والقاسم أبو عبد الرحمن (ق) ، وكثير بن مرة الحضرمي (ت س) ، ومعدان بن أبي طلحة اليعمري [ ص: 120 ] (د ت س) ، وأبو إدريس الخولاني ، وأبو أمامة الباهلي (م د ت س) ، وأبو رزين ، وأبو سلام الأسود (د) ، وأبو طيبة الكلاعي (سي) ، وأبو عبد الله الصنابحي (س) ، وأبو قلابة الجرمي مرسل .

ذكره محمد بن سعد في " الكبير " في الطبقة الثانية ، وفي " الصغير " في الطبقة الثالثة ، وقال : قال محمد بن عمر : أسلم بمكة ثم رجع إلى بلاد قومه بني سليم ، وكان ينزل بصفية وحاذة وهي من أرض بني سليم ، فلم يزل مقيما هناك حتى مضت بدر ، وأحد ، والخندق ، والحديبية ، وخيبر ، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك المدينة .

قال محمد بن سعد : وكان قديم الإسلام يقولون إنه رابع أو خامس في الإسلام .

وقال عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ : وأما البجلي بالباء المعجمة بواحدة والجيم ساكنة ، فهم رهط من سليم بن منصور ، ويقال لهم : بنو بجلة نسبوا إلى أمهم بجلة بنت هناة بن مالك بن فهم الأزدي منهم أبو نجيح عمرو بن عبسة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال الحافظ أبو نعيم : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مكة فلقيه بعكاظ ورآه مستخفيا من قريش في أول الدعوة ، وهو يقول : أنا رابع الإسلام ثم رجع إلى أرضه وقومه بني سليم مقيما حتى مضى بدر ، [ ص: 121 ] وأحد ، وخيبر ، ثم نزل المدينة ، وكان قبل أن يسلم يعتزل عبادة الأصنام ويراها باطلا وضلالة .

وقال صدقة بن عبد الله عن نصر بن علقمة ، عن أخيه محفوظ بن علقمة ، عن ابن عائذ ، عن جبير بن نفير : كان أبو ذر ، وعمرو بن عبسة كلاهما يقول : لقد رأيتني رابع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر وبلال كلاهما لا يدري متى أسلم الآخر .

وقال حصين بن عبد الرحمن ، عن عمران بن الحارث ، عن مولى لكعب : انطلقنا مع عمرو بن عبسة ، والمقداد بن الأسود ، ومسافع بن حبيب الهذلي وكان مع كل رجل منا رعية ، فإذا كان يوم عمرو بن عبسة أردنا أن نخرج فيأبى ، فخرج يوما برعاية فانطلقت نصف النهار ، فإذا بسحابة قد أظلته ما فيها عنه فضل ، فأيقظته ، فقال : إن هذا شيء ينتابه ، لئن علمت أنك أخبرت به لا يكون بيني وبينك خير ، فوالله ما أخبرت به حتى مات .

قال الحاكم أبو أحمد : نزل الشام .

وقال غيره : مات بحمص .

روى له الجماعة سوى البخاري .

أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو [ ص: 122 ] الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : حدثنا عكرمة يعني ابن عمار ، قال : حدثنا شداد بن عبد الله الدمشقي ، وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . قال : قال أبو أمامة : يا عمرو بن عبسة صاحب العقل عقل الصدقة رجل من بني سليم بأي شيء تدعي أنك رابع الإسلام ؟ قال : إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة ولا أرى الأوثان شيئا ، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبارا بمكة ويحدث أحاديث ، فركبت راحلتي حتى قدمت مكة ، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا وإذا قومه عليه جرآء ، فتلطفت له ، فدخلت عليه ، فقلت : ما أنت ؟ قال : أنا نبي الله . فقلت : وما نبي الله ؟ قال : رسول الله . قال : قلت : آلله أرسلك ؟ قال : نعم . قلت : بأي شيء أرسلك ؟ قال : بأن يوحد الله ولا يشرك به شيء وكسر الأوثان وصلة الرحم . فقلت : من معك على هذا ؟ قال : حر وعبد . وإذا معه أبو بكر وبلال . . . . وذكر الحديث بطوله .

رواه مسلم عن أحمد بن جعفر المعقري ، عن النضر بن محمد ، عن عكرمة بن عمار بطوله ، فوقع لنا عاليا ، وليس له عنده غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية