تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
4407 - (س ق) : عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي الكوفي .

[ ص: 136 ] روى عن : عبد الله بن مسعود ، وسبيعة الأسلمية (ق) كتابة .

روى عنه : حوط بن رافع العبدي ، وعامر الشعبي (ق) ، وعبد الله بن ربيعة السلمي ، وعيسى بن عمر الهمداني (س) ، ولم يدركه .

وكان أحد المذكورين بالزهد والعبادة والخوف والورع .

ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي ، قال : حدثنا عبد الله بن داود ، قال : سمعت علي بن صالح يقول : كان عمرو بن عتبة يرعى ركاب أصحابه وغمامة تظله بظله . وبهذا الإسناد قال : كان عمرو بن عتبة يصلي والسبع يضرب بذنبه يحميه .

أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو سعد ابن البغدادي ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الطهراني ، قالا : أخبرنا الحسن بن محمد بن يوه المديني ، قال : أخبرنا أبو الحسن اللنباني العبدي ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، فذكره .

[ ص: 137 ] وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي : حدثنا أبو معاوية الضرير ، قال : حدثنا الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عنعبد الله بن ربيعة ، قال : قال عتبة بن فرقد : يا عبد الله بن ربيعة ألا تعينني على ابن أخيك - يعني ابنه عمرا - فقال عبد الله لعمرو : أطع أباك . فقال عمرو : يا أبة إنما أنا رجل أعمل في فكاك رقبتي فدعني فأعمل في فكاكها . فبكى عتبة ، ثم قال : يا بني إني لأحبك حبين ، حبا لله وحب الوالد لولده . قال عمرو : يا أبة إنك كنت أتيتني بمال بلغ سبعين ألفا فإن أذنت لي أمضيته . قال : فقد أذنت لك . قال : فأمضاه حتى ما بقي منه درهم .

أخبرنا بذلك أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي ، قال : أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد ابن السمعاني إجازة - وأخبرنا عنه عمي محمد بن عبد الواحد سماعا - قال : أخبرنا الجنيد بن محمد القاضي ، قال : أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن إسحاق بن شاذان الفارسي الواعظ ، قال : حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد بن حمدون الذهلي المذكر ، قال : حدثنا أبو الحسن مسدد بن قطن بن إبراهيم القشيري ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، فذكره .

وبه قال : حدثنا الدورقي ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن [ ص: 138 ] يونس ، قال : سمعت بعض أصحابنا يذكر أن عتبة بن فرقد قال لبعض أهله : ما لعمرو مصفرا ، وذكر ضعفه . قال : ففرش له حيث يراه ، فجاء عمرو فقام يصلي ، فقرأ حتى بلغ هذه الآية وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ، فبكى حتى انقطع ثم قعد . فعل ذلك حتى أصبح . قال : فقال عتبة : هذا الذي عمل بابني العمل .

وقال عبد الله بن المبارك : حدثنا عيسى بن عمر ، قال : حدثني حوط بن رافع أن عمرو بن عتبة كان يشترط على أصحابه أن يكون خادمهم . قال : فخرج في الرعي في يوم حار فأتاه بعض أصحابه ، فإذا هو بغمامة تظله وهو نائم ، فقال : أبشر يا عمرو . قال : فأخذ عليه عمرو أن لا يخبر به أحدا .

أخبرنا بذلك أبو الفرج بن قدامة ، وغير واحد قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، قال : أخبرنا أبو محمد بن صاعد ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، فذكره .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثني أحمد بن إبراهيم [ ص: 139 ] الدورقي ، قال : حدثني مثنى بن مثنى ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا سلمة بن علقمة ، عن محمد - يعني ابن سيرين - قال : كان عمرو بن عتبة لا يزال الرجل يتشبه به قد صحبه ، فبينا هو ليلة في فسطاط يصلي وصاحبه يصلي خارجا من الفسطاط إذ جاءه أسود حتى مر في قبلة صاحب عمرو فلم ينصرف ، ثم أتى الفسطاط فجاء حتى انطوى على رجل عمرو فلم ينصرف ، فلما أراد أن يسجد جاء حتى انطوى في موضع سجوده ، فسجد عليه ، أو قال فنحاه ، ثم سجد ، فلما أصبح صاحب عمرو دخل عليه فأخبره بمر الأسود بين يديه وأنه لم ينصرف وهو يرى أنه قد صنع شيئا فأراه عمرو أثره على رجله وأخبره بما صنع .

أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، فذكره .

وبه قال : حدثني أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا علي بن إسحاق قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا عيسى بن عمر ، عن السدي ، قال : خرج عمرو بن عتبة بن فرقد فاشترى [ ص: 140 ] فرسا بأربعة آلاف درهم ، فعنفوه يستغلونه ، فقال : ما خطوة يخطوها يتقدمها إلى عدو إلا وهي أحب إلي من أربعة آلاف .

وبه قال : حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا عنبسة بن سعيد القرشي ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن عيسى بن عمر ، قال : كان عمرو بن عتبة بن فرقد يخرج على فرسه ليلا فيقف على القبور ، فيقول : يا أهل القبور قد طويت الصحف وقد رفعت الأعمال . ثم يبكي ويصف قدميه حتى يصبح ، فيرجع ، فيشهد صلاة الصبح .

وبه قال : وجدت في كتاب أبي حدثني بعض البصريين ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا عبد الحميد بن لاحق عمن ذكره قال : كان له - يعني عمرو بن عتبة - كل يوم رغيفان يتسحر بأحدهما ويفطر على الآخر .

وبه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن عبد الله بن ربيعة ، قال : قال عتبة بن فرقد لعبد الله : يا عبد الله ألا تعينني على ابن أخيك يعينني على ما أنا فيه من عمل ؟ فقال له عبد الله : يا عمرو [ ص: 141 ] أطع أباك . قال : فنظر إلي معضد وهو جالس معه ، فقال معضد : لا تطعهم واسجد واقترب . فقال عمرو : يا أبة إنما أنا عبد أعمل في فكاك رقبتي فدعني أعمل في فكاك رقبتي . قال : فبكى عتبة ، فقال : يا بني إني لأحبك حبين حبا لله وحب الوالد ولده . قال عمرو : يا أبة إنك قد كنت أتيتني بمال قد بلغ السبعين ألفا فإن كنت سائلني عنه فهو ذا فخذه وإلا فدعني فأمضيه . قال له عتبة : فأمضه . قال : فأمضاها فما بقي منها درهم .

وبه ، قال : حدثني أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك ، قال : حدثنا فضيل بن عياض ، عن الأعمش ، قال : قال عمرو بن عتبة بن فرقد : سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين وأنا أنتظر الثالثة : سألته أن يزهدني في الدنيا فما أبالي ما أقبل وما أدبر ، وسألته أن يقويني على الصلاة فرزقني منها ، وسألته الشهادة فأنا أرجوها .

وبه ، قال : حدثني أبي ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، قالا : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي ، قال : سمعت الأعمش يحدث عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : خرجنا ومعنا مسروق ، وعمرو بن عتبة ، ومعضد غازين ، فلما بلغنا ماسبذان [ ص: 142 ] وأميرها عتبة بن فرقد ، فقال لنا ابنه عمرو بن عتبة : إنكم إن نزلتم عليه صنع لكم نزلا ولعله أن تظلموا فيه أحدا ، ولكن إن شئتم قلنا في ظل هذه الشجرة وأكلنا من كسرنا . ثم رحنا ففعلنا ، فلما قدمنا الأرض قطع عمرو بن عتبة جبة بيضاء فلبسها ، فقال : والله إن تحدر الدم على هذه لحسن فرمي ، فرأيت الدم يتحدر على المكان الذي وضع يده عليه ، فمات .

وبه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : خرجنا في جيش فيهم علقمة ، ويزيد بن معاوية النخعي ، وعمرو بن عتبة بن فرقد ، ومعضد العجلي . قال : فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبة جديدة بيضاء ، فقال : ما أحسن الدم يتحدر على هذه . قال : فأصابه حجر فشجه . قال : فتحدر الدم عليها فمات منها ، فدفناه .

وبه ، قال : حدثني أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك ، قال : أخبرنا عيسى بن عمر ، عن السدي ، قال : حدثني ابن عم لعمرو بن عتبة ، قال : نزلنا في مرج حسن ، فقال عمرو بن عتبة : ما أحسن هذا المرج ، ما أحسن الآن لو أن مناديا نادى : يا خيل الله اركبي ! [ ص: 143 ] فخرج رجل فكان في أول من لقي فأصيب ، ثم جيء به . فدفن في هذا المرج . قال : فما كان بأسرع من أن نادى مناديا يا خيل الله اركبي ، فخرج عمرو في سرعان الناس في أول من خرج ، فأتي عتبة فأخبر بذلك ، فقال : علي عمرا ! علي عمرا ! فأرسل في طلبه فما أدرك حتى أصيب . قال : فما أراه دفن إلا في مركز رمحه وعتبة يومئذ على الناس . قال : وقال غير السدي أصابه جرح ، فقال : والله إنك لصغير ، وإن الله ليبارك في الصغير ، دعوني في مكاني هذا حتى أمسي ، فإن أنا عشت فارفعوني . قال : فمات في مكانه ذلك .

وبه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن هشام صاحب الدستوائي ، قال : لما توفي عمرو بن عتبة بن فرقد دخل بعض أصحابه على أخته ، فقال : أخبرينا عنه ، فقالت : قام ذات ليلة فاستفتح سورة (حم) ، فلما أتى على هذه الآية وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين فما جازها حتى أصبح .

روى له النسائي ، وابن ماجه .

أخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، وفاطمة [ ص: 144 ] بنت عبد الله . قال الصيرفي : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه . وقالت فاطمة بنت عبد الله : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قالا : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا عبيد بن غنام ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن مسروق ، وعمرو بن عتبة أنهما كتبا إلىسبيعة بنت الحارث الأسلمية يسألانها عن أمرها ، فكتبت إليهما : إنها وضعت بعد وفاة زوجها بخمس وعشرين ، فتهيأت لطلب الخير ، فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال : قد أسرعت اعتدي آخر الأجلين أربعة أشهر وعشرا ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله استغفر لي . قال : وما ذاك ؟ فأخبرته الخبر ، فقال : إن وجدت زوجا صالحا فتزوجي .

رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، فوافقناه فيه بعلو .

التالي السابق


الخدمات العلمية