تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء


4553 - (م 4) : عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود [ ص: 454 ] الهذلي ، أبو عبد الله الكوفي الزاهد ، أخو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الفقيه .

روى عن : أبي فاختة سعيد بن علاقة (ق) ، والد ثوير بن أبي فاختة ، وسعيد بن المسيب ، وعامر الشعبي (م) ، وعبد الله بن عباس ، وأبيه عبد الله بن عتبة بن مسعود (م د س ق) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (م ت س) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (سي) ، وعم أبيه عبد الله بن مسعود (د ت ق) ، مرسلا ، وأخيه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (مد) ، ويوسف بن عبد الله بن سلام (سي) ، وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري (م) ، وأبي هريرة ، وأسماء بنت أبي بكر ، وأختها عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأم الدرداء (س) ، ويقال : إن روايته عن الصحابة مرسلة .

[ ص: 455 ] روى عنه : إسحاق بن يزيد الهذلي (د ت ق) ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وجعفر بن ربيعة (سي) ، وحماد بن حميد المدني (ق) ، وأخوه حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ، وزيد العمي ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري ، وسعيد بن أبي هلال المصري (م س) ، وأبو حازم سلمة بن دينار ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ، وشيبة بن المساور ، وصالح بن صالح بن حي ، وعبد الله بن الوليد المزني ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي (د ق) ، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري والد يعقوب بن عبد الرحمن ، وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب ، وأبو العميس عتبة بن عبد الله المسعودي (مد) ، وعمرو بن مرة (س) ، وعيسى بن عمر النحوي ، وقتادة (م) ، وقرة بن خالد ، ومالك بن مغول ، ومجالد بن سعيد ، ومحمد بن سوقة ، ومحمد بن عجلان (ت س ق) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومسعر بن كدام ، ومطرف بن معقل الشقري ، ومعن بن عبد الرحمن المسعودي ، وموسى بن أبي عيسى الطحان (ق) أخو عيسى بن أبي عيسى الحناط ، وموسى الجهني ، وأبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ، ونوفل بن الفرات ، ويحيى بن جابر الطائي ، ويحيى بن عبد الله بن بحير بن ريسان ، ويحيى بن عبد الرحمن الثقفي (سي) ، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج ، وأبو إسحاق الشيباني ، وأبو الزبير المكي (م ت س) ، وأبو علقمة مولى بني هاشم .

[ ص: 456 ] قال حنبل بن إسحاق عن أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن منصور عن يحيى بن معين : ثقة .

وكذلك قال العجلي ، والنسائي .

وقال أبو الحسن بن البراء ، عن علي بن المديني : قال عون بن عبد الله : صليت خلف أبي هريرة .

وذكر أبو عيسى الترمذي ، والدارقطني أن روايته عن عبد الله بن مسعود مرسلة .

وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة ، وقال : لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة رحل إليه عون بن عبد الله ، وأبو الصباح موسى بن أبي كثير ، وعمر بن ذر فكلموه في الإرجاء وناظروه فزعموا أنه وافقهم ولم يخالفهم في شيء منه . وكان ثقة ، كثير الإرسال .

وقال الأصمعي ، عن أبي نوفل الهذلي ، عن أبيه : ولد عتبة بن مسعود : عبد الله كان واليا لعمر بن الخطاب ، فولد عبد الله : عبيد الله ، وعونا ، وعبد الرحمن . فأما عبيد الله فكان من فقهاء أهل المدينة وخيارهم وكان أعمى ، وأما عون بن عبد الله فكان من آدب أهل المدينة وأفقههم وكان مرجئا ثم رجع عن ذلك ، فأنشأ [ ص: 457 ] يقول :


لأول ما تفارق غير شك ففارق ما يقول المرجئونا     وقالوا مؤمن من أهل جور
وليس المؤمنون بجائرينا     وقالوا مؤمن دمه حلال
وقد حرمت دماء المؤمنينا

ثم خرج مع ابن الأشعث ، فهرب حيث هربوا ، فأتى محمد بن مروان بنصيبين فآمنه وألزمه ابنه ، فقال له محمد : كيف رأيت ابن أخيك ؟ قال : ألزمتني رجلا إن قعدت عنه عتب ، وإن أتيته حجب ، وإن عاتبته صخب ، وإن صاخبته غضب ، فتركه ولزم عمر بن عبد العزيز وهو خليفة ، وكانت له منه منزلة ، وخرج جرير فأقام بباب عمر بن عبد العزيز فطال مقامه فكتب إلى عون بن عبد الله :


يا أيها القارئ المرخي عمامته     هذا زمانك إني قد خلا زمني
أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه     أني لدى الباب كالمشدود في قرن

قال : وأما عبد الرحمن بن عبد الله فهو الذي يقول :


تأثل حب عثمة في فؤادي     فباديه مع الخافي يسير
صدمت القلب ثم دررت فيه     هواك فليط فالتام الفطور
تغلغل حيث لم يدخل شراب     ولا حزن ولم يدخل سرور

وقال :


أبادر بالمال سهمانه     وقوال المعروف والرائث

[ ص: 458 ]

وأمنح نفسي الذي تشتهي     وأوثر نفسي على الوارث

وقال إسماعيل بن بهرام عن أبي أسامة : وصل إلى عون بن عبد الله أكثر من عشرين ألف درهم ، فقال له أصحابه : لو اعتقدت عقدة لولدك ، فقال : أعتقدها لنفسي ، وأعتقد الله لولدي .

قال أبو أسامة : فلم يكن في المسعوديين أحد أحسن حالا من ولد عون بن عبد الله .

وقال سفيان بن وكيع بن الجراح ، عن أبيه : بلغني أن عون بن عبد الله لما حضرته الوفاة أوصى بضيعة له أن تباع وأن يتصدق بها عنه ، فقيل له : تصدق بضيعتك وتدع عيالك ؟ قال : أقدم هذه لنفسي وأدع الله لعيالي .

وقال سفيان بن عيينة ، عن أبي هارون موسى بن أبي عيسى : كان عون يحدثنا ولحيته ترتش بالدموع .

وقال خالد بن يزيد الطبيب ، عن مسلمة بن جعفر : قال عون بن عبد الله : ويحي كيف أغفل عن نفسي وملك الموت ليس يغفل عني ! ؟ ويحي كيف أزعم أن معي عقلي وأنا مضيع من الآخرة حظي ! ؟ ويحي ويحي ! بل ويلي ويلي ! والويل حل بي إن مت [ ص: 459 ] مقيما على معصية ربي . قال : ثم يبكي حتى تبل لحيته بالدموع .

وقال يزيد بن هارون عن المسعودي : قال عون بن عبد الله : إن من كان قبلنا كانوا يجعلون لدنياهم ما فضل عن آخرتهم ، وإنكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم .

وقال محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا العباس بن بكار عن عبد الله بن سليمان ، عن ابن عجلان ، عن عون بن عبد الله أنه كان يقول : اليوم المضمار وغدا السباق ، والسبقة الجنة والغاية النار ، فبالعفو تنجون ، وبالرحمة تدخلون الجنة ، وبالأعمال تقتسمون المنازل .

وقال أبو خالد الأحمر ، عن ابن عجلان ، عن عون بن عبد الله : ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين ، والغافل في الذاكرين كالفار عن المقاتلين .

وقال المسعودي ، عن عون بن عبد الله : لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه .

وقال زيد بن عوف : حدثنا سعيد بن زربي ، عن ثابت البناني ، قال : كان لعون بن عبد الله جارية يقال لها بشرة وكانت تقرأ القرآن بألحان ، فقال يوما : يا بشرة اقرئي على إخواني . فكانت [ ص: 460 ] تقرأ بصوت وجيع حزين ، فرأيتهم يلقون العمائم من رؤوسهم ويبكون ، فقال لها يومئذ : يا بشرة قد أعطيت بك ألف دينار لحسن صوتك ، اذهبي فلا يملكك علي أحد فأنت حرة لوجه الله . قال ثابت : وهي عجوز بالكوفة لولا أن أشق عليها لبعثت إليها حتى تقدم علينا فتكون عندنا حتى تموت .

وقال هارون بن معروف ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة : كان عون بن عبد الله يقص فإذا فرغ أمر جارية له تقص وتطرب . قال مغيرة : فأرسلت إليه أو أردت أن أرسل إليه : إنك من أهل بيت صدق وإن الله لم يبعث نبيه بالحمق ، وإن صنيعك هذا صنيع أحمق ! .

وقال مطلب بن زياد ، عن ليث بن أبي سليم : لما مات عون بن عبد الله تركت مجالسة الناس زمانا حزنا عليه . وقال البخاري فيمن مات ما بين عشر ومائة إلى عشرين ومائة : حدثنا علي قال : سمعت سفيان يقول : كنت أرى عون بن عبد الله وأنا صبي يجيء إلى جدي أبي المتئد .

قال البخاري : وهو ابن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي . وقال بعده : قال مصعب : قتل عبد الوهاب بن بخت مع البطال سنة ثلاث عشرة ومائة . [ ص: 461 ]

روى له الجماعة سوى البخاري .

التالي السابق


الخدمات العلمية