تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء


4568 - (خت مد س ق) : العلاء بن زياد بن مطر بن شريح العدوي أبو نصر البصري ، قدم الشام . أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم (مد) .

روى عن : بشير بن كعب العدوي ، والحسن البصري (س) ، وأبيه زياد بن مطر العدوي ، وشداد بن أوس مرسل ، وعبادة بن الصامت كذلك ، وعمران بن حصين ، وعياض بن حمار (عخ) ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير ، ومعاذ بن جبل مرسل ، وأبي ذر كذلك ، وأبي هريرة (ق) .

روى عنه : إبراهيم بن أبي عبلة ، وإسحاق بن سويد العدوي (مد) ، وأسيد بن عبد الرحمن الخثعمي ، وأوفى بن دلهم ، [ ص: 498 ] وجرير بن حازم ، وحماد بن زيد (قد س) ، وحميد بن هلال العدوي ، وسويد بن حجير الباهلي ، وعبيدة العدوي ، وعتبة الأعور ، وقتادة (عخ ق) ، ومطر الوراق ، وهارون بن رئاب ، وهشام بن حسان ، وأخوه هشام بن زياد العدوي ، وأبو غالب الباهلي .

قال محمد بن الحسين البرجلاني ، عن أبي إسحاق الضرير ، عن الأسود بن شيبان ، عن قتادة : كان زياد بن مطر العدوي قد بكى حتى عمي وبكى ابنه العلاء بن زياد بعده حتى عشي بصره ، قال : وكان إذا أراد أن يتكلم أو يقرأ جهشه البكاء .

وقال أيضا عن حكيم بن جعفر ، عن مضر القارئ ، عن عبد الواحد بن زيد : أتى رجل العلاء بن زياد ، فقال : أتاني آت في منامي ، فقال : ائت العلاء بن زياد فقل له : كم تبكي ، قد غفر لك ، قال : فبكى ثم قال : الآن حين لا أهدأ .

وقال أيضا عن عبيد الله بن محمد التيمي ، عن سلمة بن سعيد : رؤي للعلاء بن زياد أنه من أهل الجنة ، فمكث ثلاثا لا ترقأ له دمعة ولا يكتحل بنوم ولا يذوق طعاما قال : فأتاه الحسن ، فقال : أي أخي أتقتل نفسك أن بشرت بالجنة ! فازداد بكاء على بكائه ، فلم يفارقه الحسن حتى أمسى ، وكان صائما فطعم شيئا .

وقال سيار بن حاتم ، عن جعفر بن سليمان الضبعي : [ ص: 499 ] سمعت مالك بن دينار يسأل هشام بن زياد العدوي عن هذا الحديث ، فحدثنا به يومئذ قال : تجهز رجل من أهل الشام وهو يريد الحج ، فأتاه آت في منامه ، فقال : ائت العراق ثم ائت البصرة ثم ائت بني عدي فأت بها العلاء بن زياد فإنه رجل ربعة أقصم الثنية بسام فبشره بالجنة . قال : فقال : رؤيا ليست بشيء . حتى إذا كانت الليلة الثانية رقد فأتاه آت فقال : ألا تأتي العراق ؟ فذكر مثل ذلك حتى إذا كانت الليلة الثالثة جاءه بوعيد ، فقال : ألا تأتي العراق ، ثم تأتي البصرة ثم تأتي بني عدي فتلقى العلاء بن زياد رجل ربعة أقصم الثنية بسام تبشره بالجنة ؟ قال : فأصبح فأعد جهازه إلى العراق فلما خرج من البيوت إذا الذي أتاه في منامه يسير بين يديه ما سار ، فإذا نزل فقده ، فلم يزل يراه حتى دخل الكوفة ففقده ، قال : فتجهز من الكوفة فخرج فرآه يسير بين يديه ، حتى قدم البصرة فأتى بني عدي فدخل دار العلاء بن زياد فوقف الرجل على باب العلاء فسلم . قال هشام : فخرجت إليه فقال لي : أنت العلاء بن زياد ؟ فقلت : لا وقلت : انزل رحمك الله فضع رحلك وضع متاعك ، فقال : لا ، أين العلاء بن زياد ؟ قال : قلت : هو في المسجد . قال : وكان العلاء يجلس في المسجد ويدعو بدعوات ويتحدث . قال هشام : فأتيت العلاء فخفف من حديثه وصلى ركعتين ثم جاء فلما رآه العلاء تبسم فبدت ثنيته ، فقال : هذا والله صاحبي . قال : فقال العلاء : هلا حططت رحل الرجل ، ألا أنزلته . قال : قد قلت له فأبى . قال : فقال العلاء : انزل [ ص: 500 ] رحمك الله . قال : فقال : أخلني . قال : فدخل العلاء منزله ، وقال : يا أسماء تحولي إلى البيت الآخر . قال : فتحولت ودخل الرجل وبشره برؤياه ، ثم خرج فركب . قال : وقام العلاء فأغلق بابه وبكى ثلاثة أيام - أو قال : سبعة أيام - لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا ولا يفتح بابه . قال هشام : فسمعته يقول في خلال بكائه : أنا أنا . قال : فكنا نهابه أن نفتح بابه وخشيت أن يموت ، فأتيت الحسن فذكرت ذلك له ، قلت : لا أراه إلا ميتا لا يأكل ولا يشرب باكيا . قال : فجاء الحسن حتى ضرب عليه بابه ، فقال : افتح يا أخي ، فلما سمع كلام الحسن قام ففتح بابه وبه من الضر شيء الله به عليم ، فكلمه الحسن ، ثم قال : رحمك الله ومن أهل الجنة إن شاء الله أفقاتل نفسك أنت ؟ قال هشام : حدثنا العلاء لي وللحسن بالرؤيا ، وقال : لا تحدثوا بها ما كنت حيا .

أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي زياد ، قال : حدثنا سيار ، قال : حدثنا جعفر ، فذكره .

وبهذا الإسناد إلى أبي نعيم ، قال : حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا أبو العباس السراج ، قال : حدثنا هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا سيار ، قال : حدثنا الحارث بن نبهان ، قال : [ ص: 501 ] حدثنا هارون بن رئاب الأسيدي ، عن العلاء بن زياد العدوي ، قال : رأيت الدنيا في منامي امرأة قبيحة عليها من كل زينة قلت : من أنت يا عدوة الله ؟ من أنت أعوذ بالله منك ؟ قالت : أنا الدنيا إن سرك أن يعيذك الله مني فأبغض الدرهم ! .

وبه ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ، قال : حدثنا زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا الأصمعي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : كان العلاء بن زياد العدوي يقول : لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت فاستقال ربه عز وجل نفسه فأقاله ، فليعمل بطاعة الله عز وجل .

وبه ، قال : حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين ، قال : حدثنا عبد الله بن سليمان ، قال : حدثنا علي بن صدقة الجبلاني ، قال : سمعت مخلد بن حسين ، عن هشام بن حسان ، قال : كنت أمشي خلف العلاء بن زياد العدوي وكنت أتوقى الطين ، قال : فدفعه إنسان فوقعت رجله في الطين ، قال : فخاضه فلما وصل إلى الباب وقف ، فقال : رأيت يا هشام ؟ قلت : نعم . قال : كذلك المرء المسلم يتوقى الذنوب ، فإذا وقع فيها خاضها .

وبه ، قال : حدثنا أبو مسلم بن معمر ، وسليمان بن أحمد ، [ ص: 502 ] قالا : حدثنا أبو شعيب الحراني ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الله ، قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثنا أسيد بن عبد الرحمن الفلسطيني ، عن العلاء بن زياد ، قال : إنكم في زمان أقلكم الذي ذهب عشر دينه ، وسيأتي عليكم زمان أقلكم الذي يبقى عشر دينه .

وبه ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ، قال : حدثنا الحسن بن المثنى ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام ، قال : حدثنا قتادة ، عن العلاء بن زياد ، قال : ما يضرك شهدت على مسلم بكفر أو قتلته .

وبه ، قال : حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا علي بن إسحاق ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا هيثم بن جميل ، قال : حدثنا مخلد بن الحسين ، عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفا كل يوم وكان يصوم حتى يخضر ويصلي حتى يسقط ، فدخل عليه أنس بن مالك ، والحسن ، فقالا : إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله ، فقال : إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئا إلا جئته .

وبه ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن أبان ، قال : حدثنا أبو بكر بن عبيد ، قال : حدثت عن عبد السلام بن مطهر ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن هشام بن حسان ، عن أوفى [ ص: 503 ] بن دلهم ، قال : كان للعلاء بن زياد مال ورقيق فأعتق بعضهم ووصل بعضهم وباع بعضهم وأمسك غلاما أو غلامين يأكل غلتهما ، فتعبد فكان يأكل كل يوم رغيفين ، وترك مجالسة الناس ولم يكن يجالس أحدا ، يصلي في جماعة ثم يرجع إلى أهله ويجمع ثم يرجع إلى أهله ، ويشيع الجنازة ويعود المريض ثم يرجع إلى أهله ، فطفئ ، فبلغ ذلك إخوانه فاجتمعوا ، فأتاه أنس بن مالك ، والحسن والناس وقالوا : رحمك الله أهلكت نفسك لا يسعك هذا ، فكلموه وهو ساكت ، حتى إذا فرغوا من كلامهم ، قال : إنما أتذلل لله عز وجل لعله يرحمني .

وبه ، قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني محمد بن عبيد بن حساب ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثنا هشام بن زياد أخو العلاء بن زياد ، قال : كان العلاء بن زياد يحيي كل ليلة جمعة ، قال : فوجد ليلة فترة ، فقال لامرأته : يا أسماء إني أجد فترة فإذا مضى كذا وكذا فأيقظيني . قالت : نعم . فأتاه آت في منامه فأخذ بناصيته ، فقال : يا ابن زياد قم فاذكر الله يذكرك . قال : فقام فما زالت تلك الشعرات التي أخذها منه قائمة حتى مات رحمه الله .

وبه ، قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : حدثنا [ ص: 504 ] عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : حدثنا العلاء بن زياد أن رجلا كان يرائي بعمله فجعل يشمر ثيابه ويرفع صوته إذا ما قرأ فجعل لا يأتي على أحد إلا شتمه ولعنه ، ثم رزقه الله تعالى يقينا بعد ذلك فخفض من صوته وجعل صلاته فيما بينه وبين ربه تعالى ، فجعل لا يأتي بعد ذلك على أحد إلا دعا له بخير وشمت عليه .

وبه ، قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا جرير بن عبيد العدوي ، عن أبيه ، قال : قلت للعلاء بن زياد : إذا صليت وحدي لم أعقل صلاتي . قال : أبشر فإن هذا علم الخير ، أما رأيت اللصوص إذا مروا بالبيت الخرب لم يلووا عليه ، وإذا مروا بالبيت الذي فيه المتاع زاولوه حتى يصيبوا منه شيئا ؟! .

وبه ، قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا همام ، قال : حدثنا قتادة ، عن العلاء بن زياد ، قال : إنما [ ص: 505 ] نحن قوم وضعنا أنفسنا في النار ، فإن شاء الله أن يخرجنا منها أخرجنا .

قال ابن حبان في كتاب " الثقات " : مات بالشام في آخر ولاية الحجاج سنة أربع وتسعين وكان من عباد أهل البصرة وقرائهم . هكذا قال في تأريخ وفاته ، فإن كان ذلك محفوظا ، فإن رواية حماد بن زيد وأقرانه عنه مرسلة ، والله أعلم .

ذكره البخاري في تفسير " حم المؤمن " من " صحيحه " فقال : وكان العلاء بن زياد يذكر النار ، فقال رجل : لم تقنط الناس ؟ قال : وأنا أقدر أن أقنط الناس والله يقول : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ويقول : [ ص: 506 ] إن المسرفين هم أصحاب النار ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساوئ أعمالكم ، وإنما بعث الله محمدا مبشرا بالجنة لمن أطاعه ومنذرا بالنار لمن عصاه . وروى له في كتاب " أفعال العباد " .

وذكره أبو داود في " الجنائز " من سننه ، وروى له في " المراسيل " ، وفي " القدر " وروى له النسائي ، وابن ماجه .

أخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، وفاطمة بنت عبد الله . قال محمود : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه . وقالت فاطمة : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قالا : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا معاذ بن المثنى ، قال : حدثنا خالد بن خداش ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب وهشام والعلاء بن زياد ، عن الحسن ، عن الأحنف بن قيس ، عن أبي بكرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " .

رواه النسائي عن أحمد بن عبدة ، عن حماد بن زيد ، فوقع لنا بدلا عاليا ، وليس له عنده غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية