تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
5731 - (س) : مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع النخعي الكوفي المعروف بالأشتر ، أدرك الجاهلية ، وكان من شيعة علي .

روى عن : خالد بن الوليد (س) ، وعلي بن أبي طالب (س) ، وعمر بن الخطاب ، وأبي ذر الغفاري ، وأم ذر زوج أبي ذر .

روى عنه : ابنه إبراهيم بن الأشتر ، وعبد الرحمن بن يزيد (س) ، وعلقمة بن قيس : النخعيون ، وعمرو بن غالب الهمداني ، وكنانة مولى صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، ومخرمة بن ربيعة النخعي أخو [ ص: 127 ] عابس بن ربيعة ، وأبو حسان الأعرج (س) .

وشهد اليرموك ثم سيره عثمان من الكوفة إلى دمشق ، وولاه علي مصر فخرج إليها فمات قبل أن يصل إليها ، وقيل : مات وهو وال عليها .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة قال : وكان من أصحاب علي ، وشهد معه الجمل وصفين ، ومشاهده كلها .

وقال العجلي : كوفي ، تابعي ، ثقة .

وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

وقال غيره : كان رئيس قومه ، وله بلاء حسن في وقعة اليرموك ، وذهبت عينه يومئذ ، وكان ممن سعى في الفتنة ، وألب على عثمان ، وشهد حصره .

وروي أن عائشة دعت عليه في جماعة ممن سعى في أمر عثمان فما منهم أحد إلا أصابته دعوتها .

وروي أن عبد الله بن الزبير كان قد شهد يوم الجمل مع أبيه ، وعائشة ، وكان لا يأخذ أحد بخطام الجمل إلا قتل فجاء ابن الزبير [ ص: 128 ] فأخذ بخطامه فقالت عائشة : من أنت ؟ قال : عبد الله قالت : واثكل أسماء ، فأقبل الأشتر فعرفه ثم اعتنقا ، فقال عبد الله : اقتلوني ومالكا ، وقال الأشتر : اقتلوني وعبد الله ، ولولا قال الأشتر : لقتلا جميعا .

وروي عن عبد الله بن سلمة قال : دخلنا على عمر بن الخطاب معاشر وفد مذحج فجعل ينظر إلى الأشتر ويصرف بصره ، فقال لي : أمنكم هذا ؟ قلت : نعم . قال : ما له قاتله الله ، كفى الله أمة محمد شره ، والله إني لأحسب للمسلمين منه يوما عصيبا .

وقال محمد بن سعد : ولاه علي مصر فلما كان بالقلزم شرب شربة عسل فمات .

وروي أن عليا رضي الله عنه غضب عليه وقلاه واستثقله فكلمه فيه عبد الله بن جعفر إلى أن بعثه إلى مصر ، وقال : إن ظفر فذاك ، وإلا استرحت منه ، فلما كان ببعض الطريق شرب شربة عسل فمات ، فأخبر بذلك علي فقال : لليدين وللفم لليدين وللفم !

[ ص: 129 ] وقال عمرو بن العاص حين بلغه ذلك : إن لله جنودا من عسل ، وقيل : إن الذي سمه كان عبدا لعثمان رضي الله عنه .

وروي أنه لما مات نعاه علي إلى قومه ، وأثنى عليه ثناء حسنا .

وقال يعقوب بن داود - وذكر له الأشتر - : ذاك رجل هدمت حياته أهل الشام ، وهدمت وفاته أهل العراق .

وقال أبو سعيد بن يونس : ولاه علي بن أبي طالب مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة ، فسار حتى بلغ القلزم فمات بها ، يقال : مسموما في شهر رجب سنة سبع وثلاثين .

وقال خليفة بن خياط : مات بعد سنة سبع وثلاثين .

روى له النسائي حديثين قد كتبنا أحدهما في ترجمة محمد بن شداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية