تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
6136 - ( مد ) المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي [ ص: 385 ] المخزومي أبو هاشم ، ويقال : أبو هشام ، المدني أخو أبي بكر بن عبد الرحمن ، وإخوته ، وأخو يحيى بن طلحة بن عبيد الله لأمه .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( مد ) مرسلا ، وعن خالد بن الوليد المخزومي مرسلا ، وأبيه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وأمه سعدى بنت عوف المرية .

روى عنه : ابن أخيه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، وإسحاق بن يسار ( مد ) ، والد محمد بن إسحاق ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وابنه يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة . وقال : قال محمد بن عمر : خرج المغيرة بن عبد الرحمن إلى الشام غير مرة غازيا ، وكان في جيش مسلمة الذين احتبسوا بأرض الروم حتى أقفلهم عمر بن عبد العزيز وذهبت عينه ثم رجع إلى المدينة فمات بها ، وقد روي عنه ، وكان ثقة ، قليل الحديث .

وذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي ، عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ، وكان شاميا نزل المدينة ، فقال : صالح الحديث مديني ثقة .

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات .

وقال معاوية بن صالح الأشعري في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم : المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام [ ص: 386 ] لم يعرفه يحيى بن معين .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : قرئ على الدوري ، عن يحيى بن معين أنه قال : مغيرة بن عبد الرحمن المخزومي ثقة .

هكذا ذكره ابن أبي حاتم في هذه الترجمة وتبعه على ذلك أبو القاسم ووهما في ذلك ، إنما الذي وثقه عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي .

وقد ذكرنا ذلك في ترجمته ، وذكرنا إنكار أبي داود على عباس الدوري ذلك ، وأنه نسبه فيه إلى الغلط ، ويؤيد ذلك قول معاوية بن صالح : لم يعرفه يحيى بن معين ، والله أعلم .

وقال محمد بن عمر الواقدي : حدثنا يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبيه : أنه لم يكن عنده خط مكتوب من الحديث إلا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من أبان بن عثمان ، فكان كثيرا ما يقرأ عليه ، وأمرنا بتعليمها .

وقال الزبير بن بكار : أصيبت عينه بأرض الروم ، وكان يطعم الطعام حيث ما نزل ينحر الجزر فيطعم من جاءه . وأمه سعدى بنت عوف . وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن مصعب بن عبد الله [ ص: 387 ] الزبيري : كان للمغيرة بن عبد الرحمن مولى فهلك وترك مالا ، فأتاه رجل ، فقال : إن هذا الذي مات أخي ، قال : فعندك بينة ؟ قال : ومن أين ؟ إنما ولدنا ببلدنا ، قال : فنظر إليه ساعة وصوب ، فبعث إلى ذلك المكان فأتى به فأعطاه إياه ، فقيل له في ذلك ، فقال : رأيت فيه الشبه ، وإنما هي نفسي فلأن آخذ منها لغيري ، أحب إلي من أن آخذ لها من غيري .

وقال الزبير بن بكار ، عن مصعب بن عثمان : قام اليسع بن المغيرة يوما على جفنة أبيه ، فأحسن ما كللها بالسنام ، فنظر إليها المغيرة فأعجبته ، فأعطاه ستين دينارا ، قال : وكان ينحر في كل يوم جزورا ، وفي كل جمعة جزورين .

والأخبار عنه في ذلك كثيرة جدا .

قال الحاكم أبو أحمد : خرج إلى الشام مرابطا ، فمات هناك ، ويقال : مات بالمدينة في ولاية يزيد ، أو هشام بن عبد الملك ، ودفن بالبقيع .

روى له أبو داود في المراسيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية