تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
6161 - ( ل ) مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني أبو الحسن البلخي صاحب التفسير .

قال عيسى بن يونس : مقاتل بن دوال دوز .

وقال البخاري : روى عنه المحاربي ، فقال : حدثنا مقاتل بن جوال دوز خياط الجواليق .

روى عن : ثابت البناني ، وزيد بن أسلم ، وسعيد المقبري ، وشرحبيل بن سعد مولى الأنصار ، والضحاك بن مزاحم ، وعبد الله بن بريدة ، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية بن سعد العوفي ، وعمرو بن شعيب ، ومجاهد [ ص: 435 ] ابن جبر المكي ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبي إسحاق السبيعي ، وأبي الزبير المكي .

روى عنه : إسماعيل بن عياش ، وبقية بن الوليد ، وحرمي بن عمارة بن أبي حفصة ، وحماد بن قيراط النيسابوري ، وحماد بن محمد الفزاري ، وحمزة بن زياد الطوسي ، وسعد بن الصلت قاضي شيراز ، وأبو نصير سعدان بن سعيد البلخي ، وسفيان بن عيينة ، وشبابة بن سوار ، وأبو حيوة شريح بن يزيد الحمصي ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، وعتاب بن محمد بن شوذب ، وعلي بن الجعد ، وعيسى بن أبي فاطمة ، وهو ابن صبيح ، وعيسى بن يونس ، وأبو نصر منصور بن عبد الحميد الباوردي ، ونصر بن حماد الوراق ، والوليد بن مزيد البيروتي ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن شبل ( ل ) ، ويوسف بن خالد السمتي ، وأبو الجنيد الضرير ، وأبو يحيى الحماني .

قال أبو إسماعيل السلمي ، عن حيوة بن شريح الحضرمي : حدثنا بقية ، قال : كنت كثيرا أسمع شعبة ، وهو يسأل عن مقاتل بن سليمان فما سمعته قط ذكره إلا بخير .

[ ص: 436 ] وقال علي بن الحسين بن واقد المروزي ، عن عبد المجيد من أهل مرو : سألت مقاتل بن حيان ، فقلت : يا أبا بسطام أنت أعلم أو مقاتل بن سليمان ؟ قال : ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور .

وقال علي بن الحسين بن واقد أيضا : سمعت أبا نصير يقول : صحبت مقاتل بن سليمان ثلاث عشرة سنة فما رأيته يلبس قميصا قط إلا لبس تحته صوفا .

وقال أبو الحارث الجوزجاني : حكي لي عن الشافعي أنه قال : الناس كلهم عيال على ثلاثة : على مقاتل في التفسير ، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر ، وعلى أبي حنيفة في الكلام .

وروي عن الربيع بن سليمان ، قال : سمعت الشافعي يقول : من أراد التفسير فعليه بمقاتل بن سليمان ، ومن أراد الأثر الصحيح فعليه بمالك ، ومن أراد الجدل فعليه بأبي حنيفة .

وروي عن حرملة بن يحيى ، قال : سمعت الشافعي يقول : من أحب الأثر الصحيح فعليه بمالك ، ومن أحب الجدل فعليه بأصحاب أبي حنيفة ، ومن أحب التفسير فعليه بمقاتل .

وفي رواية أخرى ، قال : الناس عيال على هؤلاء الأربعة : فمن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ، ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ، ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ، ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن [ ص: 437 ] سليمان .

وفي رواية أخرى ، قال : الناس عيال على هؤلاء الخمسة : من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة ، كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه .. ثم ذكر باقيهم نحو ما تقدم .

وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، عن سفيان بن عيينة : سمعت مسعرا يقول لحماد بن عمرو : كيف رأيت الرجل ؟ يعني مقاتلا ، قال : إن كان ما يجيء به علما فما أعلمه .

وقال نعيم بن حماد : رأيت عند سفيان بن عيينة كتابا لمقاتل بن سليمان فقلت : يا أبا محمد تروي لمقاتل في التفسير ؟ قال : لا ; ولكن أستدل به وأستعين .

وقال محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، عن علي بن الحسين بن واقد : ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد الله بن المبارك فأخذه عبد الله منه ، وقال : دعه ، فلما ذهب يسترده ، قال : يا أبا عبد الرحمن كيف رأيت ؟ قال : يا له من علم لو كان له إسناد .

وقال سفيان بن عبد الملك المروزي : سمعت ابن المبارك ، وسئل عن مقاتل بن سليمان ، وأبي شيبة الواسطي ، فقال : ارم بهما ، ومقاتل بن سليمان ما أحسن تفسيره لو كان ثقة .

[ ص: 438 ] وقال مكي بن إبراهيم ، عن يحيى بن شبل ، قال لي عباد بن كثير : ما يمنعك من مقاتل ؟ قال : قلت : إن أهل بلادنا كرهوه ، قال : فلا تكرهنه فما بقي أحد أعلم بكتاب الله منه .

وقال أيضا ، عن يحيى بن شبل : كنت جالسا عند مقاتل بن سليمان فجاء شاب فسأله : ما تقول فيقول الله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه ؟ فقال مقاتل : هذا جهمي ، قال : ما أدري ما جهمي ، إن كان عندك علم فيما أقول ، وإلا فقل لا أدري ، فقال : ويحك إن جهما والله ما حج هذا البيت ولا جالس العلماء إنما كان رجلا أعطي لسانا ، وقوله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه إنما كل شيء فيه الروح كما قال لملكة سبأ وأوتيت من كل شيء لم تؤت إلا ملك بلادها ، وكما قال : وآتيناه من كل شيء سببا لم يؤت إلا ما في يده من الملك ، ولم يدع في القرآن كل شيء وكل شيء إلا سرد علينا .

وقال القاسم بن أحمد الصفار : كان إبراهيم الحربي يأخذ مني كتب مقاتل ، فينظر فيها ، فقلت له ذات يوم : أخبرني يا أبا إسحاق ما للناس يطعنون على مقاتل ؟ قال : حسدا منهم لمقاتل .

[ ص: 439 ] وقال أبو الفضل ميمون بن هارون الكاتب : حدثني ابن أخي سليمان بن يحيى بن معاذ أن أبا جعفر المنصور كان جالسا فألح عليه ذباب يقع على وجهه ، وألح في الوقوع مرارا حتى أضجره ، فقال : انظروا من بالباب ؟ فقيل : مقاتل بن سليمان ، فقال : علي به ، فلما دخل عليه ، قال له : هل تعلم لماذا خلق الله الذباب ؟ قال : نعم ، ليذل به الجبارين ، فسكت المنصور .

وقال الفضل بن عبد الجبار المروزي : سمعت علي بن الحسن بن شقيق ، يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : سمعت مقاتل بن سليمان يقول : الأم أحق بالصلة ، والأب أحق بالطاعة .

قال الفضل : وأظنني سمعت عليا يقول : ابن المبارك لم يرو لمقاتل إلا هذين الحرفين ، قال : وسمعت أصحاب عبد الله في طول ما رأيتهم لم أرهم يروون لمقاتل شيئا غير هذا .

وقال علي بن يونس البلخي : سمعت أبا نصير ، وعلي بن الحسين بن واقد يقولان : إن الخليفة سأل مقاتل بن سليمان ، فقال : بلغني أنك تشبه ، فقال : إنما أقول : قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فمن قال غير ذلك فقد كذب .

وقال العباس بن مصعب المروزي : مقاتل بن سليمان الأزدي أصله من بلخ قدم مرو فنزل على الرزيق وتزوج بأم أبي [ ص: 440 ] عصمة نوح بن أبي مريم ، وكان حافظا للتفسير ، وكان لا يضبط الإسناد ، وكان يقص في الجامع بمرو فقدم عليه جهم فجلس إلى مقاتل فوقعت العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما على الآخر كتابا ينقض على صاحبه .

وقال علي بن يونس البلخي ، عن علي بن الحسين بن واقد ، عن أبي عصمة : إن مقاتلا قال لأبي عصمة : إني أخاف أن أنسى علمي ، وأكره أن يكتبه غيرك ، وكان يملي عليه بالليل عند السراج ورقة أو ورقتين حتى تم التفسير على ذلك .

ورواه عنه أبو نصير ودس إلى جارية مقاتل حتى حملت كتبه إليه فكتبها .

وقال علي بن يونس أيضا ، عن خالد بن صبيح : قيل لحماد بن أبي حنيفة : إن مقاتلا أخذ التفسير عن الكلبي ، قال : كيف يكون هذا ، وهو أعلم بالتفسير من الكلبي .

وقال العباس بن مصعب المروزي أيضا : حدثني بعض أصحابنا ، عن أبي معاذ الفضل بن خالد ، عن عبيد بن سلمان أن تفسير مقاتل عرض على الضحاك بن مزاحم ، فلم يعجبه ، قال : فسر كل حرف ، قال : فذكرت ذلك لعلي بن الحسين بن واقد ، فقال : كنا في شك أن مقاتلا لقي الضحاك ، فإذا كان مقاتل له من القدر ما ألف تفسير القرآن في عهد الضحاك ، فقد كان رجلا جليلا .

وقال عبد الله بن محمد الزهري ، عن سفيان بن عيينة : [ ص: 441 ] قلت لمقاتل بن سليمان : إن ناسا يزعمون أنك لم تدرك الضحاك ، قال : سبحان الله لقد كنت آتيه مع أبي ولقد كان يغلق علي وعليه باب واحد .

وقال يحيى بن موسى ، عن عبد الرزاق : سمعت ابن عيينة يقول : قلت لمقاتل : تحدث عن الضحاك ، وزعموا أنك لم تسمع منه ؟ قال : كان يغلق علي وعليه الباب ، قال ابن عيينة : قلت في نفسي : أجل باب المدينة .

وقال أبو معمر القطيعي ، عن سفيان بن عيينة : كنا عند مقاتل بن سليمان فقيل له : سمعت من الضحاك ؟ قال : ربما أغلق علي وعليه باب ، قال سفيان : ينبغي أن يكون أغلق عليهما باب المدينة .

وفي رواية ، قال سفيان : قلت في نفسي : كان يغلق عليه وعلى الضحاك باب المقابر ، وهو على ظهر الأرض في تلك المدينة .

وقال أبو خالد الأحمر ، عن جويبر بن سعيد : لقد والله مات الضحاك ، وأن مقاتلا له قرطان ، وهو في الكتاب .

وقال سليمان بن إسحاق الجلاب : سئل إبراهيم الحربي ، عن مقاتل بن سليمان : هل سمع من الضحاك بن مزاحم شيئا ؟ قال : لا ; مات الضحاك قبل أن يولد مقاتل بأربع سنين . وقال [ ص: 442 ] مقاتل : أغلق علي وعلى الضحاك باب أربع سنين .

قال إبراهيم : وأراد بقوله باب ، يعني باب المدينة ، وذاك في المقابر . قيل لإبراهيم : من أين كان ؟ قال : من أهل مرو ، قال إبراهيم : ولم يسمع من مجاهد شيئا ، ولم يلقه .

قال إبراهيم : وإنما جمع مقاتل تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع ، ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة ، وشيبان عن قتادة ، كان يحسن أن يفسر عليه .

قال إبراهيم : لم أدخل في تفسيري منه شيئا ، قال إبراهيم : تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل سواء .

وقال حامد بن يحيى البلخي ، عن سفيان بن عيينة : أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان ، وأبو بكر الهذلي ، وعمرو بن عبيد ، وإنسان يقال له صدقة الكوفي ، فكانوا يجتمعون خلف المقام فيتذاكرون القرآن بينهم ، فيقول مقاتل بن سليمان : حدثنا الضحاك ، ويقول الهذلي : حدثني الحسن ، ويقول صدقة : حدثني السدي ، ويقول عمرو بن عبيد : حدثني الحسن ، فقال لي مقاتل بن سليمان ، وأردت أن أخرج إلى الكوفة : إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبي ، قال : فقدمت الكوفة ، فسألت عن الكلبي ، فقلت : إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك ، قال : من هو ؟ قلت : مقاتل بن سليمان ، فلم يحمده .

وقال إسماعيل بن أسد : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : قال أبو حنيفة : أتانا من المشرق رأيان خبيثان : جهم معطل ، ومقاتل مشبه .

[ ص: 443 ] وقال محمد بن سماعة ، عن أبي يوسف : إن أبا حنيفة ذكر عنده جهم ، ومقاتل ، فقال : كلاهما مفرط ، أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال : إنه ليس بشيء ، وأفرط مقاتل حتى جعل الله مثل خلقه .

وقال عبد الله بن أبي القاضي الخوارزمي : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير ، يعني في البدعة والكذب : جهم بن صفوان ، وعمر بن صبح ، ومقاتل بن سليمان .

وقال محمد بن الحسين بن إشكاب ، عن أبيه : سمعت أبا يوسف يقول : بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إلي منهما : المقاتلية ، والجهمية .

وقال أبو معاذ النحوي : سمعت خارجة بن مصعب يقول : كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا فاسقين فاجرين .

قال : وسمعت خارجة يقول : لم أستحل دم يهودي ولا ذمي ، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني أحد لقتلته .

وقال محمد بن داود الحداني : سمعت عيسى بن يونس ، وسئل عن مقاتل بن سليمان ، فقال : ابن دوال دوز جئت إليه أنا [ ص: 444 ] وحفص بن غياث فسألناه عن حديث ، فقال : أخبرني به الضحاك ، فتركته أياما ثم سألته عن ذلك الحديث ، فقال : أخبرني به عطاء ، فتركته أياما ثم جئت إليه ، فقال : أخبرني به أبو جعفر ، أو فلان . قال عيسى : كان يحفظ الرياح كذا وكذا .

وقال عمرو بن علي : سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح ثم حدثنا بتلك الأحاديث نفسها عن الضحاك بن مزاحم ، ثم حدثنا بها عن عمرو بن شعيب ، فقلنا له : ممن سمعتها ؟ قال : منهم كلهم ، ثم قال : لا ، والله ما أدري ممن سمعتها ، قال : ولم يكن بشيء .

وقال أبو إسماعيل الترمذي ، عن عبد العزيز الأويسي : حدثنا مالك أنه بلغه أن مقاتلا جاءه إنسان ، فقال له : إن إنسانا سألني : ما لون كلب أصحاب الكهف ؟ فلم أدر ما أقول له ، فقال مقاتل : ألا قلت : هو أبقع ، فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك قولك .

قال أبو إسماعيل : وسمعت نعيم بن حماد يقول : أول ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا ، قال للرجل : يا مائق لو قلت أصفر أو كذا ، من كان يرد عليك ؟!

وقال علي بن خشرم ، عن وكيع بن الجراح : أردنا أن نرحل [ ص: 445 ] إلى مقاتل بن سليمان فقدم علينا فأتيناه فوجدناه كذابا فلم نكتب عنه .

وروي عن يحيى بن سليمان الجعفي ، قال : ما سمعت وكيعا يتكلم في أحد قط إلا أنه ذكر مقاتل بن سليمان يوما ، فقال : كان كذابا ليس حديثه بشيء .

وقال محمود بن غيلان المروزي : سئل وكيع عن مقاتل بن سليمان ، فقال : قد سمعنا منه فالله المستعان .

وقال رافع بن أشرس : سمعت وكيعا يقول : سمعت من مقاتل ولو كان أهلا أن يروى عنه لروينا عنه .

وقال أحمد بن سيار المروزي : كان من أهل بلخ ، تحول إلى مرو ، وخرج إلى العراق ، ومات بها ، وهو متهم متروك الحديث مهجور القول ، وكان يتكلم في الصفات بما لا تحل الرواية عنه .

سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : أخبرني حمزة بن عميرة ، وكان من أهل العلم أن خارجة مر بمقاتل ، وهو يحدث الناس ، فذكر فيما حدثهم : أخبرني أبو النضر - يعني الكلبي - إذ مررت معه عليه فوقف الكلبي ، فقال : أبا الحجاج ما حدثت بهذا الحديث الذي يرويه عني قط ، فرفضني ودنا منه ، فقال : يا أبا الحسن أنا الكلبي [ ص: 446 ] وما حدثت بهذا الحديث قط ، فقال : اسكت يا أبا النضر فإن تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال .

وحكى البخاري ، عن سفيان بن عيينة ، قال : سمعت مقاتلا يقول : إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذاب .

وقال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن هارون بن أبي عبيد الله ، عن أبيه : قال لي المهدي : ألا ترى إلى ما يقول هذا ، يعني مقاتلا ، قال : إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس ، قال : قلت : لا حاجة لي فيها .

وقال أبو زرعة الدمشقي : حدثني بعض أصحابنا ، عن منصور الكاتب ، يعني ابن أبي مزاحم ، عن أبي عبيد الله ، قال : قال لي أمير المؤمنين المهدي : لما أتانا نعي مقاتل اشتد ذلك علي فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر ، فقال : لا يكبر عليك فإنه كان يقول لي : انظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه .

وقال عمرو بن علي ، عن يوسف بن خالد السمتي : قال مقاتل بن سليمان بمكة : سلوني عما دون العرش ، فقام قيس القياس ، فقال : من حلق رأس آدم في حجته ؟ فبقي .

[ ص: 447 ] وقال إبراهيم الحربي : قعد مقاتل بن سليمان ، فقال : سلوني عما دون العرش إلى لوياثا ، قال : فقال له رجل : آدم حيث حج من حلق رأسه ؟ قال : فقال : ليس هذا من عملكم ، ولكن الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي .

وقال علي بن سهل البزاز : سمعت عفان بن مسلم يقول : قام مقاتل بن سليمان ، فأسند ظهره إلى القبلة ، فقال : سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به ، قال : فتمشى إليه يوسف السمتي ، فقال له : إنك قلت : سلوني عما دون العرش حتى أخبركم به ، قال : نعم فسلني ، قال : أخبرني عن آدم أول حجة حجها من حلق رأسه ؟ قال : لا أدري ، قال : هذا ما دون العرش .

وقال العباس بن الوليد بن مزيد : سمعت بعض مشيختنا يقول : جلس مقاتل بن سليمان في مسجد بيروت ، فقال : لا تسألوني عن شيء ما دون العرش إلا أنبأتكم عنه ، فقال الأوزاعي لرجل : قم إليه فسله ما ميراثه من جدتيه ، فحار ولم يكن عنده جواب ، فما بات فيها إلا ليلة ثم خرج بالغداة .

وقال حامد بن يحيى البلخي ، عن سفيان بن عيينة : قال مقاتل بن سليمان يوما : سلوني عما دون العرش ، فقال له إنسان : يا أبا الحسن أرأيت الذرة أو النملة ، معاها في مقدمها أو في مؤخرها ؟ قال : فبقي الشيخ لا يدري ما يقول له ، قال سفيان : فظننت أنها [ ص: 448 ] عقوبة عوقب بها .

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان دجالا جسورا سمعت أبا اليمان يقول : قدم هاهنا فلما أن صلى الإمام أسند ظهره إلى القبلة ، وقال : سلوني عما دون العرش ، قال : وحدثت أنه قال مثلها بمكة ، فقام إليه رجل ، فقال : أخبرني عن النملة أين أمعاؤها ؟ فسكت .

وقال العباس بن الوليد بن مزيد ، عن أبيه : سألت مقاتل بن سليمان ، عن أشياء ، فكان يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر ، فقلت : بأيها آخذ ؟ قال : بأيها شئت .

وقال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل عن مقاتل بن سليمان ، فقال : كانت أرى، له كتب ينظر فيها إلا أني أرى أنه كان له علم بالقرآن .

وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قال أبي : ما يعجبني أن أروي عنه شيئا .

وقال عباس الدوري ، والغلابي ، عن يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء .

وقال الغلابي ، عن يحيى في موضع آخر : ليس بثقة .

وقال محمد بن سعد : أصحاب الحديث يتقون حديثه [ ص: 449 ] وينكرونه .

وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان : كان قاصا ترك الناس حديثه .

وقال ابن عمار الموصلي : لا شيء .

وقال عمرو بن علي ، وأبو حاتم : متروك الحديث .

زاد عمرو : كذاب .

وقال البخاري : منكر الحديث سكتوا عنه .

وقال في موضع آخر : لا شيء البتة .

وقال في موضع آخر : ذاهب .

وقال أبو داود : تركوا حديثه .

وقال النسائي : كذاب .

وقال في موضع آخر : الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة : إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد ، ويعرف بالمصلوب بالشام .

[ ص: 450 ] وقال أبو حاتم بن حبان : كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم ، وكان مشبها يشبه الرب عز وجل بالمخلوقين ، وكان يكذب مع ذلك في الحديث ، أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة فمات بها .

وقال زكريا بن يحيى الساجي : قالوا : كان كذابا متروك الحديث .

وقال أبو أحمد بن عدي : عامة حديثه مما لا يتابع عليه على أن كثيرا من الثقات والمعروفين قد حدث عنه ، ومع ضعفه يكتب حديثه .

قال أبو بكر الخطيب : بلغني عن الهذيل بن حبيب : أن مقاتلا مات في سنة خمسين ومائة .

[ ص: 451 ] روى له أبو داود في كتاب المسائل قوله في جهم بن صفوان .

التالي السابق


الخدمات العلمية