تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
[ ص: 452 ] من اسمه مقداد ، ومقدام ، ومقدم ، ومقسم .

6162 - ( ع ) المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك الشريد بن هول ، ويقال : ابن أبي أهون بن فايش بن حزن ، ويقال : ابن دريم بن القين بن الغوث ، ويقال : ابن أهوذ بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة الكندي البهراني أبو الأسود ، ويقال : أبو عمرو ، ويقال : أبو معبد المعروف بالمقداد بن الأسود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قيل غير ذلك في نسبه .

[ ص: 453 ] وكان أبوه حليفا لكندة ، وكان هو حليفا للأسود بن عبد يغوث الزهري ، وكان الأسود قد تبناه فلذلك قيل له ابن الأسود ، ويقال : كان في حجره ، ويقال : كان من حضرموت ، ويقال : كان عبدا حبشيا للأسود بن عبد يغوث فاستلاطه وألزقه به ، فقيل له ابن الأسود لذلك .

وقال عبد الله بن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري ، عن سفيان بن صهابة المهري : كنت صاحب المقداد بن الأسود في الجاهلية ، وكان رجلا من بهراء فأصاب دما فهرب إلى كندة فحالفهم ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث .

شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان فارسا يوم بدر ، ولم يثبت أنه شهدها فارسا غيره ، وقد قيل : إن الزبير بن العوام كان فارسا يومئذ أيضا ، وكذلك مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، فالله أعلم .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) .

روى عنه : أنس بن مالك ، وجبير بن نفير الحضرمي ( بخ د ) ، والحارث بن سويد ، والسائب بن يزيد ، وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص القرشي ، وسليم بن عامر ( م ت ) ، وسليمان بن يسار ( د س ق ) ، وشريك بن سمي الغطيفي المصري ، وطارق [ ص: 454 ] ابن شهاب ، وأبو معمر عبد الله بن سخبرة الأزدي ( م ت ق ) ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ( بخ م ت سي ) ، وعبيد الله بن عدي بن الخيار ( خ م د س ) ، وعلي بن أبي طالب ( م د س ق ) ، وعمير بن إسحاق ( س ) ، وميمون بن أبي شبيب ، وهمام بن الحارث ( م د ) ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو راشد الحبراني ، وأبو ظبية الكلاعي ( بخ ) ، وزوجته ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ( د ق ) ، وابنته ضباعة بنت المقداد ( د ) على خلاف في ذلك ، وابنته كريمة بنت المقداد .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى ، قال : وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ; في رواية محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر ، قالوا : وشهد بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وذكره يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة .

وقال أحمد بن محمد بن أيوب : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن سليمان بن عمرو الأنصاري ، عن رجل من قومه يقال له الضحاك ، وكان عالما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المقداد بن عمرو ، وعبد الله بن رواحة .

وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا [ ص: 455 ] موسى بن يعقوب ، عن عمته ، عن أمها كريمة بنت المقداد أنها وصفت لهم أباها فقالت : كان رجلا طوالا آدم ذا بطن كثير شعر الرأس يصفر لحيته ، وهي حسنة ليست بالعظيمة ولا الخفيفة ، أعين مقرون الحاجبين أقنى .

وقال زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود : كان أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمار ، وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد .

وقال مخارق ، عن طارق : سمعت ابن مسعود يقول : شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه كان أحب إلي مما عدل به ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين ، فقال : لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى : فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن نقاتل عن يمينك ، وعن شمالك ، ومن بين يديك ، ومن خلفك ، قال : فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرق لذلك ، وسره .

وفي رواية : جاء المقداد يوم بدر ، وهو على فرس ، فقال : يا رسول الله .. فذكره .

وقال المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن : أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود .

وقال شريك ، عن أبي ربيعة الإيادي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أمرني الله عز وجل بحب أربعة من [ ص: 456 ] أصحابي ، وأخبرني أنه يحبهم منهم : علي ، وأبو ذر ، وسلمان ، والمقداد .

وقال البخاري في التاريخ الصغير : حدثني إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا العباس ، وهو ابن أبي شملة ، قال : حدثني موسى بن يعقوب ، عن قريبة ، وهي ابنة عبد الله ، عن كريمة ، وهي ابنة المقداد ، عن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قالت : كنت أنا وزوجي المقداد ، وسعد بن أبي وقاص على فراش ، وعلينا خميل واحد .

وعن كريمة : أن المقداد أوصى للحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب لكل واحد منهما بثمانية عشر ألف درهم ، وأوصى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لكل امرأة منهن سبعة آلاف درهم ، فقبلوا وصيته .

وقال عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، عن أبيه ، عن أبي فائد : إن المقداد بن الأسود شرب دهن الخروع فمات .

قال أبو الحسن المدائني ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وعمرو بن علي ، وخليفة بن خياط وغير واحد : مات سنة ثلاث وثلاثين .

[ ص: 457 ] زاد بعضهم : وهو ابن سبعين سنة بالجرف على ثلاثة أميال من المدينة ، وقيل : على عشرة أميال ، وحمل إلى المدينة ، فدفن بها وصلى عليه عثمان .

روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية