تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
6586 - (خ 4 ) : هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي ، ويقال : الظفري ، أبو الوليد الدمشقي ، خطيب المسجد الجامع بها .

روى عن : إبراهيم بن أعين ( ق ) ، وإسماعيل بن عياش ( ق ) ، وأيوب بن تميم القارئ ، وأيوب بن سويد الرملي ، والبختري بن عبيد الطابخي ( ق ) ، وبقية بن الوليد ( ق ) ، والجراح بن مليح [ ص: 243 ] البهراني ( ق ) ، وحاتم بن إسماعيل المدني ( د ق ) ، وحرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني ، والحسن بن يحيى الخشني ( ق ) ، وحفص بن سليمان القارئ ( ق ) ، وحفص بن عمر البزاز ( ق ) ، والحكم بن هشام الثقفي ( ق ) ، وحماد بن عبد الرحمن الكلبي ( ق ) ، وحماد أبي الخطاب الدمشقي ( ق ) ، والخليل بن موسى البصري ، والربيع بن بدر السعدي ( ق ) ، ورديح بن عطية ( بخ ) ، ورفدة بن قضاعة ( ق ) ، وزكريا بن منظور القرظي ( ق ) ، وسبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني ، وسعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ( ق ) ، وسعدان بن يحيى اللخمي ( ق ) ، وسعيد بن الفضل بن ثابت البصري ، وسفيان بن عيينة ( ق ) ، وسليم بن مطير ( د ) ، وسليمان بن عتبة ( ق ) ، وسليمان بن موسى الزهري ، وسهل بن هاشم البيروتي ( س ) ، وسويد بن عبد العزيز ( ق ) ، وسلام بن سليمان المدائني ( ق ) ، وشعيب بن إسحاق الدمشقي ، وشهاب بن خراش الحوشبي ، وصدقة بن خالد ( خ د س ق ) ، وصدقة بن عمرو الغساني ( فق ) ، وضمرة بن ربيعة ، وعبد الله بن الحارث الجمحي ، وعبد الله بن رجاء المكي ( ق ) ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين ( د ت ) ، وعبد ربه بن ميمون الأشعري ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال ( د ق ) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ق ) ، وعبد الرحمن بن سعد بن عمار المؤذن ( ق ) ، وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ( ق ) ، وعبد العزيز بن أبي حازم ( ق ) ، [ ص: 244 ] وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ( ق ) ، وعبد الملك بن محمد الصنعاني ( ق ) ، وعثمان بن حصن بن عبيدة بن علاق ، وعراك بن خالد المري ، وعطاء بن مسلم الخفاف .الحلبي ( ق ) ، وعطاف بن خالد المخزومي ، وأبي نوفل علي بن سليمان الكلبي ، وأبيه عمار بن نصير السلمي ، وعمر بن الدرفس ( ق ) ، وعمر بن عبد الواحد ، وعمر بن المغيرة المصيصي ، وعمرو بن واقد ( ق ) ، وعيسى بن خالد اليمامي ، وعيسى بن يونس ( ق ) ، وغالب بن غزوان الثقفي ، والقاسم بن عبد الله بن عمر العمري ، ومالك بن أنس ( ق ) ، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي الدمشقي ، ومحمد بن حرب الخولاني ( ق ) ، ومحمد بن شعيب بن شابور ( ق ) ، ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ( ق ) ، ومروان بن معاوية الفزاري ( ق ) ، ومسلم بن خالد الزنجي ( ق ) ، ومسلمة بن علي الخشني ( ق ) ، وأبي مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي ( ق ) ، ومعروف أبي الخطاب الدمشقي الخياط صاحب واثلة بن الأسقع ، ومعن بن عيسى القزاز ، ومؤمل بن إسماعيل ، وهقل بن زياد ( د س ق ) ، والهيثم بن حميد الغساني ، والهيثم بن عمران العنسي ، والوزير بن صبيح ( ق ) ، والوليد بن مسلم ( د سي ق ) ، ويحيى بن حمزة الحضرمي ( خ د س ق ) ، ويحيى بن سليم الطائفي ( ق ) ، وأبي هزان يزيد بن سمرة الرهاوي ، ويوسف بن محمد بن صيفي ( ق ) .

روى عنه : البخاري ( ت ) ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، وابنه أحمد بن هشام بن عمار ، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري الكاتب ، [ ص: 245 ] وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل القاضي البستي ، وإسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري البشتي ، وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الشافعي ، وبقي بن مخلد الأندلسي ، وجعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ، وجعفر بن محمد الفريابي ، وأبو الأزهر جماهر بن أحمد بن محمد بن حمزة الزملكاني ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال ، والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان الرقي ، وأبو الربيع الحسين بن الهيثم بن ماهان الرازي الكسائي ، وأبو حامد حمدان بن غارم البخاري ، وخالد بن روح بن أبي حجير الثقفي ، وزكريا بن يحيى السجزي ، وسعد بن محمد البيروتي ، وسليمان بن أيوب بن حذلم ، وسلامة بن ناهض المقدسي ، وصالح بن محمد الأسدي الحافظ ، والضحاك بن الحسين الأزدي الإستراباذي ، وعبد الله بن عتاب بن الزفتي ، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي ، وعبد الله بن محمد بن نصر بن طويط الرملي ، وعبد الحميد بن محمود بن خالد السلمي ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الرحيم بن عمر المازني ، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن محمد الأسدي ، وعبدان بن أحمد الأهوازي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، وعلي بن الحسين بن ثابت الرازي ، وعمرو بن أبي زرعة الدمشقي ، والفضل بن العباس الرازي الحافظ ، [ ص: 246 ] المعروف بفضلك ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ومات قبله ، وقسطنطين بن عبد الله الرومي مولى المعتمد ، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الزاهد ، - وراق هشام بن عمار - ، وأبو حاتم محمد ابن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق بن الحريص ، ومحمد بن بشر بن يوسف الأموي ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، وأبو بكر محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان العقيلي ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومات قبله ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، وهو من شيوخه ، ومحمد بن شيبة الراهبي ، ومحمد بن صالح بن أبي عصمة الدمشقي ، وأبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي ، ومحمد بن عبدوس بن جرير الصوري ، ومحمد بن عمير بن عبد السلام الرملي ، ومحمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي ، ومحمد بن عون بن الحسن الوحيدي ، ومحمد بن الفيض الغساني ، وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، ومحمد بن وضاح القرطبي ، ومحمد بن يحيى بن رزين الحمصي ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ومحمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي ، وأبو الحسن محمود بن إبراهيم بن سميع الحافظ ، وأبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني البصري ، وموسى بن محمد بن أبي عوف ، ومؤمل بن الفضل الحراني ومات قبله ، وأبو عمرو نصر بن زكريا بن نصر نزيل بخارى ، ونوح بن حبيب القومسي ، وهميم بن همام الآملي [ ص: 247 ] الطبري ، ووريزة بن محمد الغساني الحمصي ، والوليد بن مسلم وهو من شيوخه ، ويحيى بن محمد بن أبي صغير الحلبي ، ويحيى بن معين ومات قبله ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد ، ويعقوب بن سفيان الفارسي .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة السابعة من أهل الشام .

وقال معاوية بن صالح وإبراهيم بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : ثقة .

وقال أبو حاتم ، عن يحيى بن معين : كيس كيس .

وقال العجلي : ثقة .

وقال في موضع آخر : صدوق .

وقال أحمد بن خالد الخلال ، عن يحيى بن معين : حدثنا هشام بن عمار ، وليس بالكذوب ، فذكر عنه حديثا .

وقال هاشم بن مرثد الطبراني : سمعت يحيى بن معين يقول : هشام بن عمار أحب إلي من ابن أبي مالك .

[ ص: 248 ] وقال النسائي : لا بأس به .

وقال الدارقطني : صدوق ، كبير المحل .

وقال عبدان بن أحمد الجواليقي ، عن هشام بن عمار : ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة .

وقال في موضع آخر : ما كان في الدنيا مثله .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : هشام بن عمار لما كبر تغير فكل ما دفع إليه قرأه ، وكلما لقن تلقن ، وكان قديما أصح ، كان يقرأ من كتابه . وسئل أبي عنه ، فقال : صدوق .

وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : سمعت يحيى بن معين يقول : هشام بن عمار كيس .

قال أبو داود : وأبو أيوب - يعني سليمان ابن بنت شرحبيل - خير منه - يعني : من هشام - ، حدث هشام بأرجح من أربع مائة حديث ليس لها أصل ، مسندة كلها ، كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره ، يلقنها هشام بن عمار .

قال هشام بن عمار : حدثني ، قد روي فلا أبالي من حمل الخطأ .

وقال في موضع آخر : كان فضلك يدور بدمشق على [ ص: 249 ] أحاديث أبي مسهر ، وأحاديث الشيوخ يلقنها هشام بن عمار ، فيحدثه بها ، وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا .

وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت قسطنطين بن عبد الله الرومي مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين يقول : حضرت مجلس هشام بن عمار ، فقال له المستملي : من ذكرت ؟ فقال : حدثنا بعض مشايخنا ، ثم نعس ، ثم قال له : من ذكرت ؟ فنعس ، فقال المستملي : لا تنفعوا به ، فجمعوا له شيئا فأعطوه فكان بعد ذلك يملي عليهم حتى يملوا .

وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني : سمعت محمد بن مسلم بن وارة الرازي يقول : عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام بن عمار لأنه كان يبيع الحديث .

وقال صالح بن محمد الأسدي : كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث ، ولا يحدث ما لم يأخذ ، فدخلت عليه يوما ، فقال : يا أبا علي حدثني بحديث لعلي بن الجعد ، فقلت : حدثنا ابن الجعد ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : علم مجانا كما علمت مجانا ، قال : تعرضت بي يا أبا علي ؟ فقلت : ما تعرضت بك ، بل قصدتك .

وقال في موضع آخر : كنت شارطت هشام بن عمار أن أقرأ عليه كل ليلة بانتخابي ورقة ، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني ، وأكتب مقرمطا ، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه ، فيقول : يا صالح ، ليس هذه ورقة [ ص: 250 ] هذه شقة .

وقال أبو بكر الإسماعيلي ، عن عبد الله بن محمد بن سيار : كان هشام بن عمار يلقن ، وكان يلقن كل شيء ، ما كان من حديثه ، وكان يقول : أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا ، وقال الله ( تعالى ) : فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه وكان يأخذ على كل ورقتين درهما ويشارط ويقول : إن كان الخط دقيقا فليس بيني وبين الدقيق عمل . وكان يقول : وذاك أني قلت له : إن كنت تحفظ فحدث ، وإن كنت لا تحفظ فلا تلقن ما يلقن ، فاختلط من ذاك ، وقال : أنا أعرف هذه الأحاديث . ثم قال لي بعد ساعة : إن كنت تشتهي أن تعلم فأدخل إسنادا في شيء ، فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب ، فجعلت أسأله عنها فكان يمر فيها يعرفها .

وقال أبو بكر المروذي : ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار ، فقال : طياش خفيف .

وقال خيثمة بن سليمان : سمعت محمد بن عوف الطائي يقول : أتينا هشام بن عمار في مزرعة له وهو قاعد على مورج له ، وقد انكشفت سوءته ، فقلنا : يا شيخ ، غط عليك . فقال : رأيتموه ؟ لن ترمد أعينكم أبدا .

وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي : أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أن هشام بن عمار ، قال : [ ص: 251 ] سألت الله سبع حوائج ، فقضى لي منها ستا ، والواحدة ما أدري ما صنع فيها . سألته أن يغفر لي ولوالدي ، وهي التي لا أدري ما صنع فيها ، وسألته أن يرزقني الحج ، ففعل ، وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل ، وسألته أن يجعلني مصدقا على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل ، وسألته أن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم ففعل ، وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل ، وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل . قال : فقيل له : كل شيء قد عرفناه ، فألف دينار حلال من أين لك ؟ قال : وجه المتوكل ببعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا ، ونحن نلبس الأزر ، ولا نلبس السراويلات ، فجلست فانكشف ذكري فرآه الغلام ، فقال : استتر يا عم ، قلت : رأيته ؟ قال : نعم ، فقلت له : أما إنه لا ترمد عينك أبدا إن شاء الله . فلما دخل على المتوكل ضحك ، فسأله فأخبره بما قلت له . فقال : فأل حسن ، تفاءل لك به رجل من أهل العلم ، احملوا إليه ألف دينار ، فحملت إلي فأتتني من غير مسألة ، ولا استشراف نفس .

وقال أبو بكر محمد بن سليمان الربعي ، عن محمد بن الفيض الغساني : سمعت هشام بن عمار بن نصير يقول : باع أبي بيتا له بعشرين دينارا ، وجهزني للحج ، فلما صرت إلى المدينة ، أتيت مجلس مالك بن أنس ، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها ، فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك وغلمان قيام والناس يسألونه وهو يجيبهم ، فلما انقضى المجلس ، قال لي بعض أصحاب الحديث : [ ص: 252 ] سل عن ما معك ؟ فقلت له : يا أبا عبد الله ما تقول في كذا وكذا ؟ فقال : حصلنا على الصبيان ، يا غلام احمله ! فحملني كما يحمل الصبي ، وأنا يومئذ غلام مدرك فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة ، فوقفت أبكي ، فقال لي مالك بن أنس : ما يبكيك ؟ أوجعتك هذه ، يعني الدرة ؟ قلت : إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك وبالسماع منك ، فضربتني ، فقال : اكتب . فحدثني سبعة عشر حديثا ، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني .

وقال يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي ، عن صالح بن محمد الحافظ : سمعت هشام بن عمار يقول : دخلت على مالك بن أنس ، فقلت له : حدثني . فقال : اقرأ . فقلت : لا ، بل حدثني . فقال : اقرأ ، فلما أكثرت عليه . قال : يا غلام ، تعال اذهب بهذا فاضربه خمسة عشر . قال : فذهب بي فضربني خمس عشرة درة . ثم جاء بي إليه ، فقال : قد ضربته . فقلت له : لقد ظلمتني ، ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم ، لا أجعلك في حل ، فقال مالك : فما كفارته ؟ قلت : كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثا ، قال : فحدثني بخمسة عشر حديثا . فقلت له : زد من الضرب ، وزد في الحديث . قال : فضحك مالك ، وقال : اذهب .

وقال أبو بكر محمد بن خريم الخريمي : سمعت هشام بن عمار يقول في خطبته : قولوا الحق ، ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق .

وقال معروف بن محمد بن معروف الواعظ ، عن أبي المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ السكسكي القوفاني من أهل [ ص: 253 ] قرية بيت قوفا : رأيت هشام بن عمار إذا مشى أطرق إلى الأرض ، لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل .

وقال أبو القاسم بن الفرات ، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني المقرئ : لما توفي أيوب بن تميم في سنة بضع وتسعين ومائة ، رجعت الإمامة حينئذ إلى رجلين ; أحدهما مشتهر بالقراءة والضبط تلاوة ورواية ، وهو عبد الله بن ذكوان ، فأتم الناس به بعد أيوب . والآخر مشتهر بالنقل والفصاحة والرواية والعلم والدراية ، وهو هشام بن عمار ، وكان خطيبا بدمشق ، وقد رزق كبر السن ، وصحة العقل والرأي ، فارتحل الناس إليه في نقل القراءة ، وأخبار الرسول - صلى الله عليه وسلم - ; نقل القراءة عنه : أبو عبيد القاسم بن سلام قبل وفاة هشام بنحو من أربعين سنة ، وحدث عنه هو والوليد بن مسلم ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، وكان عبد الله بن ذكوان يفضله ، ويرى مكانه لكبر سنه ; لأنه ولد قبل عبد الله بعشرين سنة في سنة ثلاث وخمسين ومائة ، فأخذ القراءة عن أيوب بن تميم تلاوة ، كما أخذها ابن ذكوان ، وزاد عليه بأخذه القراءة عن الوليد بن مسلم ، وسويد بن عبد العزيز ، وصدقة بن هشام ، وعراك بن خالد ، وصدقة بن يحيى ، ومدرك بن أبي سعد ، وعمر بن عبد الواحد ، وكل هؤلاء أئمة قرؤوا على يحيى بن الحارث ، فلما توفي عبد الله بن ذكوان في سنة اثنتين وأربعين ومائتين ، اجتمع الناس على إمامة هشام [ ص: 254 ] ابن عمار في القراءة والنقل ، وتوفي بعده بثلاث سنين في سنة خمس وأربعين ومائتين .

وقال أبو بكر أحمد بن المعلى بن يزيد القاضي : رأيت هشام بن عمار في النوم والمشايخ متوافرون سليمان بن عبد الرحمن وغيره وهو يكنس المسجد ، فماتوا وبقي هو آخرهم .

وقال في موضع آخر : مات هشام بن عمار سنة أربع وأربعين ومائتين ، وهو ابن إحدى وتسعين سنة ، كذا قال .

وقال أبو بكر الباغندي عن هشام بن عمار : ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة .

وقال البخاري : مات بدمشق آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين .

وقال أبو بكر محمد بن خريم : مات سلخ المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين .

وقال أبو زرعة الدمشقي ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال ، وعمرو بن دحيم ، ومحمد بن صالح بن أبي عصمة في آخرين : مات سنة خمس وأربعين ومائتين .

وقيل : مات في صفر منها ، وقيل مات سنة ست وأربعين ومائتين .

وقال ابن حبان : كانت أذناه لاصقتين برأسه ، وكان يخضب [ ص: 255 ] بالحناء .

وروى له الترمذي حديثا واحدا قد كتبناه في ترجمة عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية