تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
[ ص: 272 ] من اسمه هشيم ، وهصان ، وهقل ، وهلب ، وهلقام

6595 - (ع ) : هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي ، أبو معاوية بن أبي خازم ، وقيل : أبو معاوية بن بشير بن أبي خازم ، الواسطي ، قيل : إنه بخاري الأصل .

روى عن : الأجلح بن عبد الله الكندي ( س ) ، وإسماعيل بن أبي خالد ( خ م ) ، وإسماعيل بن سالم الأسدي ( بخ م د س ) ، [ ص: 273 ] وأشعث بن سوار ( م ت ق ) ، وأشعث بن عبد الملك الحمراني ، وأيوب السختياني ، وأيوب أبي العلاء القصاب ( ت ) ، وأبيه بشير بن القاسم السلمي ، وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية ( ع ) ، والحجاج بن أرطاة ( د ت ) ، والحجاج بن أبي زينب ( د س ق ) ، والحجاج بن أبي عثمان الصواف ( س ) ، وحصين بن عبد الرحمن السلمي ( خ م ت سي ) ، وحمزة بن دينار ( قد ) ، وحميد الطويل ( خ م د ت س ) ، وخالد الحذاء ( خ م د ) ، وخصيب بن زيد التميمي ( مد ) ، وداود بن عمرو الأودي الشامي ( د ) ، وداود بن أبي هند ( م ) ، وزاذان الواسطي والد منصور بن زاذان ، وسفيان بن حسين ( س ) ، وسليمان الأعمش ( م ) ، وسليمان التيمي ( م ) ، وسيار أبي الحكم ( خ م س ) ، وشعبة بن الحجاج ( س ) ، وصالح بن صالح بن حي ( م ) ، وصالح بن عامر ( د ) إن كان محفوظا ، وعاصم الأحول ( م ) ، وعامر الأحول ( ت ق ) ، وعباد بن راشد ( د ) ، وعبد الله بن شبرمة ( د س ) ، وعبد الله بن أبي صالح السمان ( م د ت ق ) ، وعبد الله بن عمار اليمامي ( قد ) ، وعبد الله بن عون ( س ) ، وأبي ليلى عبد الله بن ميسرة ( عس ) ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري ( م ) ، وأبي شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ، وعبد العزيز بن صهيب ( م د س ) ، وعبد الملك بن أبي سليمان ( م د س ق ) ، وعبد الملك بن عمير ( م ) ، وعبيد الله بن أبي بكر بن [ ص: 274 ] أنس بن مالك ( خ م ق ) ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وعبيدة بن معتب الضبي ( تم ) ، وعثمان بن حكيم الأنصاري ( ق ) ، وعثمان البتي ( ت ) ، وعذافر البصري ( مد ) ، وعطاء بن السائب ( خ ) ، وعلي بن زيد بن جدعان ( ت ق ) ، وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن ( ق ) ، وعمرو بن دينار ( م ) ، والعوام بن حوشب ( خ د س ) ، وعوف الأعرابي ( د ت ) ، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن ( س ) ، وخاله القاسم بن مهران ( م ) ، والليث بن سعد ( س ) وهو من أقرانه ، ومجالد بن سعيد ( م د ت ) ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ( ت ) ، ومحمد بن خالد القرشي ( مد ت ) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب ( ت س ) ، ومطرف بن طريف ( ت ) ، ومغيرة بن مقسم الضبي ( خ م ) ، ومنصور بن زاذان ( ع ) ، وموسى بن السائب ( د س ) ، وأبي عقيل هاشم بن بلال ( سي ) ، وهشام بن حسان ( م ت س ) ، وهشام بن يوسف السلمي ( سي ) ، وهلال بن خباب ( س ) ، وأبي حرة واصل بن عبد الرحمن البصري ( م ) ، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي ( م د ف س ) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ( م د س ) ، [ ص: 275 ] ويزيد بن أبي زياد ( د ت ق ) ، ويعلى بن عطاء العامري ( عخ م 4 ) ، ويونس بن عبيد ( م 4 ) ، وأبي إسحاق الشيباني ( خ م ) ، وأبي بلج الفزاري ( 4 ) ، وأبي حمزة القصاب ( ي ) ، وأبي حيان التيمي ( د ) ، وأبي الزبير المكي ( م س ق ) ، وأبي فروة الهمداني ( د ) ، وأبي هاشم الرماني ( خ م س ) .

روى عنه : إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ( ق ) ، وإبراهيم بن مجشر ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ( د ق ) ، وأحمد بن حنبل ( م د ) ، وأحمد بن منيع البغوي ( م ت س ) ، وأحمد بن ناصح المصيصي ( س ) ، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع ( س ) ، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي ( س ) ، وإسماعيل بن توبة القزويني ( ق ) ، وإسماعيل بن سالم الصائغ ( م ) ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ( عخ ق ) ، والأسود بن عامر شاذان ، وأسيد بن زيد الجمال ( خ ) ، وبشر بن الحكم النيسابوري ( س ) ، وجبارة بن مغلس الحماني ( ق ) ، والحسن بن إسماعيل المجالدي ( س ) ، والحسن بن شوكر ( د ) ، والحسن بن عرفة ، والحسن بن علي بن راشد الواسطي ( د ) ، والخضر بن محمد بن شجاع الجزري ( س ) ، وداود بن رشيد ( م ) ، والربيع بن ثعلب ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ( م د ق ) ، وزياد بن أيوب الطوسي ( خ د س ) ، وسريج بن النعمان ، وسريج بن يونس ( م س ) ، وأبو إسحاق سعد بن زنبور بن ثابت الهمداني ، وسعيد بن سليمان الواسطي سعدويه ( خ م ت س ) وهو قيم بحديثه ، وسعيد بن منصور ( م ق ) ، وسعيد بن نصير ، [ ص: 276 ] وسعيد بن النضر ( خ ) ، وابنه سعيد بن هشيم بن بشير ، وسفيان الثوري وهو أكبر منه ، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ، وشجاع بن مخلد ( د ق ) ، وشعبة بن الحجاج وهو من شيوخه ، وعباد بن موسى الختلي ( د ) ، وعبد الله بن المبارك ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ( م ق ) ، وعبد الله بن محمد النفيلي ( سي ) ، وعبد الله بن مطيع ( م سي ) ، وعبد الحميد بن بيان السكري ( ق ) ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الملك بن سعيد الواسطي ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ( خ م د ) ، وعلي بن حجر المروزي ( م ) ، وعلي بن عبد الله ابن المديني ( خ ) ، وعلي بن المثنى الموصلي والد أبي يعلى ، وعلي بن مسلم الطوسي ( خ ) ، وعلي بن أبي هاشم بن طبراخ ( خ ) ، وعمرو بن رافع القزويني ( ق ) ، وعمرو بن زرارة النيسابوري ( خ م ) ، وعمرو بن عون الواسطي ( خ د س ) ، وعمرو بن محمد الناقد ( خ م ) ، والعلاء بن هلال الباهلي ( س ) ، والفضل بن عنبسة ( خ ) ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وقتيبة بن سعيد ( خ ) ، ومالك بن أنس وهو أكبر منه ، ومجاهد بن موسى ( س ق ) ، ومحمد بن بكار بن الريان ( د ) ، ومحمد بن جعفر غندر ، وأبو الأحوص محمد بن حيان البغوي ، ومحمد بن سنان العوقي ( خ ) ، ومحمد بن سلام البيكندي ( بخ ) ، ومحمد بن الصباح الدولابي ( خ م د عس ) ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي ( د ق ) ، ومحمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي ( خ ) ، ومحمد بن عمرو البلخي السويقي ( ت ) ، ومحمد بن عيسى ابن الطباع ( خت د س ) وهو أعلمهم به ، ومحمد بن كامل المروزي ( س ) ، ومحمد بن محبوب البناني ( س ) ، ومحمد بن هشام المروذي ( خ ) ، ومسدد [ ص: 277 ] ابن مسرهد ( د ) ، ومسعود بن جويرية الموصلي ( س ) ، ومعلى بن منصور الرازي ( خ د ) ، ونصر بن حماد الوراق ، ونعيم بن حماد المروزي ( خ ) ، وهناد بن السري ( ت س ) ، والهيثم بن يمان الرازي ، ووكيع بن الجراح ، والوليد بن صالح ، ووهب بن بقية ( د ) ، ويحيى بن أيوب المقابري ( م عس ) ، ويحيى بن حسان التنيسي ( د ) ، ويحيى بن معين ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ( م ) ، ويزيد بن هارون ( م ) ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ( خ م ت س ق ) ، ويعقوب بن ماهان البغدادي ( س ) .

قال أحمد بن علي الأبار : سمعت يعقوب الدورقي يقول : كان عند هشيم عشرون ألف حديث .

وقال الفضل بن زياد : سألت أحمد بن حنبل أين كتب هشيم ، عن الزهري قال : بمكة ، ثم رجع الزهري ، فمات بعد بقليل .

وقال إبراهيم بن سليمان البرلسي ، عن عمرو بن عون : سمعت هشيما يقول : سمعت من الزهري نحوا من مائة حديث ، فلم أكتبها ، وسمعت من أبي الزبير ثمانية ، قلت لعمرو بن عون في تلك السنة ، سمع من الزهري وأبي الزبير ، وعمرو بن دينار ؟ قال : نعم . قلت له : كم سمع من جابر الجعفي ، قال : حديثين .

[ ص: 278 ] وقال الحسين بن محمد بن فهم : أخبرني الهروي أن هشيما كتب عن الزهري نحوا من ثلاث مائة حديث ، فكانت في صحيفة ، وإنما سمع منه بمكة ، فكان يظن أن الصحيفة في المحمل ، فجاءت الريح ، فرمت الصحيفة ، فنزلوا فلم يجدوها ، وحفظ هشيم منها تسعة أحاديث .

وقال سليمان بن إسحاق الجلاب ، عن إبراهيم بن إسحاق الحربي : كان هشيم رجلا وكان أبوه صاحب صحناءة وكواميخ يقال له : بشير ، فطلب ابنه الحديث ، فاشتهاه ، وكان أبوه يمنعه ، فكتب الحديث حتى جالس أبا شيبة القاضي ، فكان يناظر أبا شيبة في الفقه ، فمرض هشيم ، فقال أبو شيبة : ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا ؟ قالوا : عليل . قال : فقال : قوموا بنا حتى نعوده ، فقام أهل المجلس جميعا يعودونه حتى جاؤوا إلى منزل بشير فدخلوا إلى هشيم ، فجاء رجل إلى بشير ويده في الصحناءة ، فقال : الحق ابنك قد جاء القاضي إليه يعوده ، فجاء بشير والقاضي في داره ، فلما خرج قال لابنه : يا بني ، قد كنت أمنعك من طلب الحديث ، فأما اليوم فلا ، صار القاضي يجيء إلى بابي متى أملت أنا هذا ؟

[ ص: 279 ] أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا العتيقي ، قال : أخبرنا محمد بن العباس ، قال : أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب ، قال : قال أبو إسحاق الحربي ، فذكره .

وقال أبو القاسم البغوي : حدثني جدي ، قال : حدثني أبو كنانة أخو أبي مسلم وكان مستملي هشيم ، قال : لما قدم هشيم الكوفة قال له الكوفيون : حدثنا بحديث أبي بشر ، عن أبي عمير بن أنس ، عن عمومته من الأنصار في رؤية الهلال ، فإن الثوري حدثنا عنك ، أظنه قال : فحدثهم به .

وقال البغوي أيضا : سمعت جدي ، وذكر هشيما ومن روى عنه من القدماء ، فقال : روى عنه : سفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، ومالك بن أنس .

وقال أيضا : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري ، قال : سمعت أبا عبيدة الحداد ، قال : قدم علينا هشيم البصرة ، فذكرناه لشعبة ، فقلنا : قدم صديقك هشيم ، نكتب عنه ؟ فقال : إن حدثكم عن ابن عباس وابن عمر فصدقوه ، فأتينا هشيما فحدثنا برقائق مغيرة ، فأتينا شعبة ، فأخبرناه ، فأعرض بوجهه ، وقال : أكثر أبو معاوية .

[ ص: 280 ] قال أبو القاسم : وأخبرت عن هشيم ، قال : كان جدي القاسم ، وأبو شعبة بن الحجاج شريكين في بناء قصر الحجاج ، يعني بواسط .

وقال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي : كان هشيم بن بشير بخاريا ، وكان أبوه بشير طباخ الحجاج بن يوسف .

وقال أبو سهل عبدة بن سليمان بن بكر ، عن علي بن معبد الرقي : جاء رجل من أهل العراق ، فذاكر مالك بن أنس بحديث ، فقال : وهل بالعراق أحد يحسن الحديث إلا ذاك الواسطي ؟ يعني هشيما .

وقال الحسين بن إسماعيل المحاملي : حدثنا عثمان بن سعيد الخياط ، يعني الواسطي ، بواسط ، قال : سمعت عمرو بن عون يقول : سمعت حماد بن زيد يقول : ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم .

وقال عثمان بن سعيد أيضا : سمعت إسحاق الزيادي يقول : كنت ببغداد أختلف إلى هشيم ، فرأى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ممن تسمع ؟ قال : فتبعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : يا رسول الله ، نسمع من هشيم ؟ قال : نعم ، اسمعوا من [ ص: 281 ] هشيم ، فنعم الرجل هشيم .

وقال الحسن بن علويه القطان : سمعت بشار بن موسى الخفاف يقول : دخلت أنا وعبد الرحمن بن مهدي على هشيم ، فقال له عبد الرحمن : يا أبا معاوية بلغني عنك بالبصرة حديث حسن قد نسيته ، فقال له هشيم : في أي باب هو ؟ قال : في التفسير . قال : فأنا أحدثك . أخبرنا الحجاج : عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ثم أنشأناه خلقا آخر قال : نفخنا فيه الروح . قال عبد الرحمن : هو والله ، هو بعينه .

وقال محمد بن عيسى ابن الطباع : قال عبد الرحمن بن مهدي : كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري . قال : فقلت لعبد الرحمن تعجبا : كان أحفظ من سفيان ؟ قال : إن هشيما كان يقوى من الحديث على شيء لم يكن يقوى عليه سفيان .

قال ابن الطباع : وسمعت وكيعا يقول : نحوا عني هشيما ، وهاتوا من شئتم ، يعني : في المذاكرة .

وقال يعقوب بن شيبة السدوسي ، عن الحارث بن سريج النقال : سمعت يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي يقولان : هشيم في حصين أثبت من سفيان ، وشعبة .

[ ص: 282 ] وقال أبو يعلى الموصلي ، عن الحارث بن سريج : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : هشيم أعلم الناس بحديث هؤلاء الأربعة : أعلم الناس بحديث منصور بن زاذان ، ويونس ، وسيار ، وأثبت الناس في حصين . قال الحارث : فقلت لعبد الرحمن بن مهدي : إذا اختلف الثوري ، وهشيم ؟ قال : هشيم أثبت فيه . قلت : شعبة وهشيم ؟ قال : هشيم حتى يجتمعا . يعني : يجتمع سفيان وشعبة في حديث .

وقال أبو داود : قال أحمد بن حنبل : ليس أحد أصح حديثا عن حصين من هشيم .

وقال أحمد بن علي الأبار : سمعت علي بن حجر يقول : هشيم في أبي بشر مثل ابن عيينة في الزهري ، سبق الناس هشيم في أبي بشر .

وقال إبراهيم بن موسى الرازي ، عن عنبسة بن سعيد ، عن ابن المبارك : من غير الدهر حفظه ، فلم يغير حفظ هشيم .

وقال أحمد بن سنان القطان : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : حفظ هشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة ، وكتاب أبي عوانة أثبت عندي من حفظ هشيم .

[ ص: 283 ] وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي : إذا اختلف أبو عوانة وهشيم ، فالقول قول هشيم ، لم يعد عليه خطأ .

وقال أحمد بن عبد الله العجلي : هشيم واسطي ثقة ، وكان يدلس .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبي عن هشيم ، ويزيد بن هارون ، فقال : هشيم أحفظهما .

وقال أيضا سألت أبي عن هشيم ، فقال : ثقة ، وهشيم أحفظ من أبي عوانة .

وقال أيضا : سئل أبو زرعة عن جرير وهشيم ؟ فقال : هشيم أحفظ .

وقال محمد بن سعد : كان ثقة ، كثير الحديث ، ثبتا ، يدلس كثيرا ، فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة ، وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء .

وقال سليمان بن إسحاق الجلاب أيضا ، عن إبراهيم [ ص: 284 ] الحربي : كان حفاظ الحديث أربعة ، كان هشيم شيخهم ، كان هشيم يحفظ هذه الأحاديث - يعني المقطوعة - حفظا عجبا ، كان يقول : يونس عن الحسن كذا وكذا ، مغيرة عن إبراهيم مثله ، فلان عن فلان مثله ، قلت له : هذا كله حفظا ؟ قال : نعم ، يزعمون أنهما رئي له إلا دفتر واحد ، وكان عنده شكة قد سمعها من مغيرة ، عن إبراهيم ، فجاء إلى يونس فجعل يسأله عن المسألة من حديث مغيرة ، عن إبراهيم فكان يقول له : كيف قال الحسن في كذا وكذا . فيقول يونس : كرهه ، لم ير به بأسا ، فكان إذا وافق الحسن إبراهيم في شيء ثقب هشيم في الدارة ثقبة بالمسلة ، يعني الدارة التي آخر الحديث ، فكان إذا حدث بذلك الحديث عن مغيرة ، عن إبراهيم يقول بعده : يونس عن الحسن مثله إذا كان في الدارة ثقبة .

قال إبراهيم الحربي : وكان هشيم يصف المعنى .

وقال أبو أحمد بن عدي : حدثنا أحمد بن الحسن الكرخي ، قال : حدثنا محمد بن حاتم المؤدب ، قال : قيل لهشيم : كم كنت تحفظ يا أبا معاوية ؟ قال : كنت أحفظ في مجلس مائة ، ولو سئلت عنها بعد شهر لأجبت .

وقال إبراهيم بن هاشم بن مشكان : سمعت يزيد بن هارون يقول : ما رأيت أحفظ من هشيم إلا سفيان الثوري إن شاء [ ص: 285 ] الله .

وقال عثمان بن أبي شيبة : حدثنا يزيد بن هارون ، عن هشيم ، وما رأيت يزيد يثني على أحد ما يثني على هشيم .

وقال جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح : سمعت محمد بن عيسى ابن الطباع يقول : جهد وكيع أن يسقط هشيما ويرفع علي بن عاصم ويقول : إنما كانت الحلقة لعلي بن عاصم . قال : فهذا أمر من الله تعالى سقط علي وارتفع هشيم .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي فقلت : من أروى الناس عن يونس ؟ فقال : هشيم أروى الناس عن يونس ، وكان بعض الناس يقول : وهيب فبلغني عن هشيم أنه قال : كنت أسأل يونس فكان وهيب يجيء فيحضر مسألتي .

وقال عبد الله بن أحمد أيضا : حدثني أبي ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا أشعث ، قال : فقلت له : يا أبا معاوية من أشعث ؟ قال ابن عبد الملك ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا قود إلا بحديدة " ، قال عبد الله : سمعت أبي يقول : لزمت هشيما أربع أو خمس سنين ما سألته عن شيء هيبة له إلا مرتين ; مسألة في الوتر ، وهذا الذي قلت له : من أشعث ؟ قال أبي : وكان هشيم كثير التسبيح بين الحديث يقول بين ذلك : لا إله إلا الله ، [ ص: 286 ] يمد بها صوته .

وقال حنبل بن إسحاق : سمعت أبا عبد الله يقول : حفظت كل شيء سمعته من هشيم ، وهشيم حي قبل موته .

وقال حنبل أيضا : سمعت أبا عبد الله يقول : قال هشيم في حديث " المحرم يبعث يوم القيامة ملبدا "والناس يقولون : ملبيا .

[ ص: 287 ] وقال يحيى بن أيوب المقابري العابد : حدثني نصر بن بسام ، وغيره من أصحابنا ، قالوا : أتينا أبا محفوظ معروفا الكرخي ، فقال لنا : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو يقول لهشيم : يا هشيم ، جزاك الله عن أمتي خيرا . قال ابن بسام : فقلت له : يا أبا محفوظ ، أنت رأيته ؟ قال : نعم ، هشيم خير مما تظن ، هشيم خير مما تظن ، رضي الله عن هشيم .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني من سمع عمرو بن عون يقول : مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء الآخرة قبل أن يموت عشرين سنة .

وقال الحسين بن الحسن المروزي : ما رأيت أحدا أكثر ذكرا لله من هشيم بن بشير .

قال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : هشيم أكبر من سفيان بن عيينة بثلاث سنين .

وقال نصر بن حماد الوراق : سألت هشيما : متى ولدت ؟ قال : في سنة أربع ومائة .

[ ص: 288 ] وقال أحمد بن حنبل : ولد سنة أربع ومائة .

وقال محمد بن سعد : أخبرني ابنه سعيد بن هشيم أنه ولد في سنة خمس ومائة .

وقال أحمد بن حنبل ، ومحمد بن عباد ، وزياد بن أيوب ، ومحمد بن سعد ، وغير واحد : مات سنة ثلاث وثمانين ومائة .

زاد محمد بن سعد : في شعبان ببغداد .

روى له الجماعة .

[ ص: 289 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية