تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
[ ص: 462 ] من اسمه وكيع

6695 - (ع ) : وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي ، أبو [ ص: 463 ] سفيان الكوفي ، من قيس عيلان . وقد ذكرنا باقي نسبه في ترجمة أبيه . قيل : إن أصله من قرية من قرى نيسابور ، وقيل : من الصغد .

وروي عنه أنه قال : ولدت بأبة ; قرية من قرى أصبهان .

قال أبو داود : كان أعور .

روى عن : أبان بن صمعة ( ق ) ، وأبان بن عبد الله البجلي ( ت ) ، وأبان بن يزيد العطار ( ت ) ، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري ( ق ) ، وإبراهيم بن الفضل المخزومي ( ق ) ، وإبراهيم بن يزيد الخوزي ( ت ق ) ، وإدريس بن يزيد الأودي ( س ) ، وأسامة بن زيد الليثي ( م د ت ق ) ، وإسحاق بن سعيد بن عمرو القرشي ( د ) ، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق ( خ م د ت ق ) ، وإسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ( ق ) ، وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ( ق ) ، وإسماعيل بن أبي خالد ( خ م ق ) ، وإسماعيل بن رافع المدني ( ق ) ، وإسماعيل بن سلمان الأزرق ( بخ ) ، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء ( ق ) ، وإسماعيل بن مسلم العبدي ( م ) ، والأسود بن شيبان ( س ق ) ، وأفلح بن حميد ( س ) ، وأيمن بن نابل المكي ( س ) ، والبختري بن المختار ( م س ) ، وبدر بن عثمان ( م فق ) ، وبشير بن المهاجر ( ق ) ، وتوبة أبي صدقة مولى أنس بن مالك ، وثابت بن عمارة الحنفي ، وأبيه الجراح بن مليح الرؤاسي ( بخ م د ت س ) ، وجرير بن حازم ( ق ) ، وجعفر بن برقان ( م د ت ) ، وحاجب بن عمر ( م ت ) ، وحريث بن أبي مطر ( خت ت ) ، والحسن بن صالح بن حي ( د ت ق ) ، وحماد بن سلمة [ ص: 464 ] ( م ق ) ، وحماد بن نجيح ( ق ) ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ( م ت ) ، وحوشب بن عقيل ( ق ) ، وخارجة بن مصعب الخراساني ( ق ) ، وأبي خلدة خالد بن دينار ( بخ ) ، وأبي العلاء خالد بن طهمان الخفاف ، وداود بن سوار ( د ) ، وهو وهم ، والصواب سوار بن داود ، وهو سوار أبو حمزة .

وعن داود بن أبي عبد الله ( ت ) ، وداود بن قيس الفراء ( س ق ) ، وداود بن يزيد الأودي ( ت ق ) ، وأبي الغصن الرجين بن ثابت اليربوعي ، ودلهم بن صالح ( د ت ق ) ، والربيع بن صبيح ( ت ق ) ، وزكريا بن إسحاق المكي ( ع ) ، وزكريا بن أبي زائدة ( م 4 ) ، وزكريا بن سليم ( د ) ، وزمعة بن صالح ( مد ق ) ، وسالم المرادي ( ت ) ، وسعد بن أوس العبسي ( بخ د س ) ، وسعدان الجهني ( ق ) ، وسعيد بن بشير ( ق ) ، وسعيد بن زياد الشيباني ( د ) ، وسعيد بن السائب ( س ) ، وأبي الصباح سعيد بن سعيد التغلبي ( سي ) ، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي ( د ق ) ، وسعيد بن عبيد الطائي ( م ) ، وأبي العنبس سعيد بن كثير بن عبيد التيمي ( مد ) ، وسفيان الثوري ( ع ) ، وسفيان بن عيينة ، وسلمة بن نبيط ( خد ق ) ، وسليمان بن المغيرة ( س ق ) ، وسليمان الأعمش ( خ م د ت ق ) ، وشبيب بن شيبة ، وشريك بن عبد الله النخعي ( ت ) ، وشعبة بن الحجاج ( ع ) ، وصالح بن أبي الأخضر ( س ق ) ، وصدقة بن عبد الله السمين ، والصلت بن دينار ( ق ) ، والضحاك بن عثمان الحزامي ( س ) ، والضحاك بن يسار ، وطعمة بن عمرو الجعفري ( د ) ، وطلحة بن عمرو المكي ( ق ) ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ( م ) ، وعاصم بن محمد بن زيد [ ص: 465 ] العمري ( ق ) ، وعباد بن راشد ( ق ) ، وعباد بن منصور ( ت ) ، وعبادة بن مسلم ( د ق ) ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ( ت ق ) ، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ( ق ) ، وعبد الله بن عمر العمري ( ت ق ) ، وعبد الله بن عمرو بن مرة ( ق ) ، وعبد الله بن عون ( م ) ، وأبي ليلى عبد الله بن ميسرة ( ق ) ، وعبد الحميد بن بهرام ( ق ) ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري ( م ق ) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ت ) ، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل ( تم ) ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ( د ق ) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ( م ) ، وعبد السلام بن شداد ، وعبد العزيز بن محمد أبي رواد ( قد ق ) ، وعبد العزيز بن سياه ( ق ) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ( ق ) ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ( 4 ) .

وعبد المجيد بن وهب العقيلي ( د ) ، وعبد الملك بن جريج ( م ق ) ، وعبد الملك بن مسلم بن سلام ( س ) ، وعبيد الله بن أبي حميد ، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ( ق ) ، وعبيدة بن معتب الضبي ( د ق ) ، وعثمان بن واقد العمري ( ت ) ، وعثمان الشحام ( م د ) ، وعزرة بن ثابت ( م س ) ، وعصام بن قدامة ( ق ) ، وعقبة بن التوأم ( م ) ، وعكرمة بن عمار اليمامي ( م د س ق ) ، وعلي بن صالح بن حي ( م ت س ) ، وعلي بن علي الرفاعي ( ت ق ) ، وعلي بن المبارك الهنائي ( خ م س ق ) ، وعمر بن ذر الهمداني ( خ د ت ) ، وعمرو بن عبد الله بن وهب النخعي ( بخ ) ، وأبي العنبس عمرو بن مروان النخعي ، وعمران بن حدير ( م ل ت ) ، وعمران بن زيد [ ص: 466 ] التغلبي ( ق ) ، وعيسى بن طهمان ( س ) ، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني ( د ) ، والفرج بن فضالة ( ت فق ) ، والفضل بن دلهم ( مد ق ) ، وفضيل بن غزوان ( م ت س ) ، وفضيل بن مرزوق ( ت ق ) ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقرة بن خالد السدوسي ( م ) ، وقيس بن الربيع الأسدي ( ق ) ، وكهمس بن الحسن ( م ت س ق ) ، ومالك بن أنس ( س ق ) ، ومالك بن مغول ( م ق ) ، ومبارك بن فضالة ( ق ) ، والمثنى بن سعيد الضبعي ( ت ق ) ، والمثنى بن سعيد الطائي ، ومحمد بن ثابت العبدي ( ق ) ، ومحمد بن جابر السحيمي ( ق ) ، ومحمد بن عبد الله الشعيثي ( مد ) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ( د ق ) ، ومحمد بن قيس الأسدي ( م ) ، ومساور الوراق ( م تم ) ، ومسرة بن معبد اللخمي ( مد ) ، ومسعر بن حبيب الجرمي ( د ) ، ومسعر بن كدام ( م د ق ) ، ومصعب بن سليم ( د س ) ، ومعاوية بن أبي مزرد ( م ) ، ومعرف بن واصل ( م ) ، ومعروف بن خربوذ ( ق ) ، والمغيرة بن أبي الحر الكندي ( ق ) ، والمغيرة بن زياد الموصلي ( د ق ) ، وأخيه مليح بن الجراح بن مليح ، وموسى بن دهقان ( خ ) ، وموسى بن عبيدة الربذي . ( ت ق ) ، وموسى بن علي بن رباح اللخمي ( م د ت ق ) ، وموسى بن عمير العنبري ، ونافع بن عمر الجمحي ( خ د ق ) ، ونصر بن علي الجهضمي الكبير ( ق ) ، والنضر بن عربي ( ت ) ، والنهاس بن قهم ( ق ) ، وأبي مكين نوح بن ربيعة ( فق ) ، وهارون بن موسى النحوي ( ت ) ، وأبي المقدام هشام بن زياد ( ق ) ، وهشام بن سعد المدني ( د ت ق ) ، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي ( م س ق ) ، وهشام بن عروة ( ع ) ، [ ص: 467 ] وهمام بن يحيى ( ق ) ، ووبر بن أبي دليلة ( س ق ) ، والوليد بن ثعلبة البصري ، والوليد بن دينار السعدي ، والوليد بن عبد الله بن جميع ( د ) ، ويزيد بن إبراهيم التستري ( م ت س ق ) ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي ( س ) ، ويزيد بن زياد الدمشقي ( ت ) ، ويزيد بن طهمان ( د ق ) ، ويزيد بن عبد الله الشيباني ( ق ) ، ويعلى بن الحارث المحاربي ( م ) ، ويونس بن أبي إسحاق ( ت ق ) ، وأبي إسرائيل الملائي ( ق ) ، وأبي الأشهب العطاردي ( فق ) ، وأبي بكر النهشلي ، وأبي بكر الهذلي ( ق ) ، وأبي جناب الكلبي ( ت ق ) ، وأبي حمزة الثمالي ( ت ) ، وأبي خزيمة العبدي ( ق ) ، وأبي الربيع السمان ( ت ) ، وأبي سنان الشيباني الصغير ( م ق ) ، وأبي شهاب الحناط الأكبر ( س ) ، وأبي العميس المسعودي ( س ق ) ، وأبي فروة الرهاوي ( ت ) ، وأبي ليلى ( ق ) ، وأبي المليح الفارسي ( ق ) ، وأبي نعامة العدوي ( ق ) ، وأبي هلال الراسبي ( ت ق ) ، وطلحة أم غراب ( ق ) .

روى عنه : إبراهيم بن سعيد الجوهري ( ق ) ، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي الخبيري العبسي القصار الكوفي ، وهو آخر من روى عنه ، وإبراهيم بن موسى الفراء الرازي ( د ) ، وأبو عبد الرحمن أحمد بن جعفر الوكيعي الضرير الحافظ ، وأحمد بن حنبل [ ص: 468 ] ( د س ) ، وأحمد بن أبي الحواري ، وأحمد بن أبي شعيب الحراني ( د ) ، وأحمد بن أبي شعيب ، وعبد الله بن يونس ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وأبو جعفر أحمد بن عمر الوكيعي ، وأحمد بن محمد بن شبويه المروزي ( د ) ، وأحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري ( س ) ، وأحمد بن منيع البغوي ( ت ) ، وأحمد بن هشام بن بهرام المدائني ، وإسحاق بن راهويه ( خ م د س ) ، والجارود بن معاذ الترمذي ( ت ) ، وحاجب بن سليمان المنبجي ( س ) ، والحسن بن عرفة العبدي ، والحسن بن علي الحلواني ( د ) ، والحسن بن عمرو السدوسي ( د ) ، وأبو عمار الحسين بن حريث المروزي ( ت ) ، والحسين بن أبي السري العسقلاني ( ق ) ، والحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ( د ) ، والحسين بن علي بن الأسود العجلي ( د ) ، والحسين بن عيسى البسطامي ( س ) ، وأبو عمر حفص بن عمر الدوري المقرئ ( ق ) ، وخليفة بن خياط ، وداود بن مخراق الفريابي ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ( م د ) ، وسعيد بن يحيى بن أزهر الواسطي ( م ) ، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ( ت ) ، وابنه سفيان بن وكيع بن الجراح ( ت ق ) ، وأبو السائب سلم بن جنادة السوائي ( ت ) ، وسهل بن زنجلة الرازي ( ق ) ، وسهل بن صالح الأنطاكي ( د ) ، وصالح بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي ، .وطاهر بن أبي أحمد الزبيري ، وعباس بن غالب الوراق البغدادي ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ الدمشقي ، وعبد الله بن الجراح القهستاني ( د ) ، وعبد الله بن الزبير الحميري ( خ ) ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ( م ) ، وعبد الله بن المبارك ومات قبله ، وعبد الله بن محمد بن إسحاق [ ص: 469 ] الأذرمي ( عس ) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ( م ق . ) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ( د ) ، وعبد الله بن هاشم الطوسي ( م ) ، وعبد الجبار بن العلاء العطار ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي ( س ) ، وابنه عبيد بن وكيع بن الجراح ( س ) ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ( م ) ، وعلي بن حرب الطائي الموصلي ، وعلي بن خشرم المروزي ( م ) ، وعلي بن محمد بن أبي الخصيب ( ق ) ، وعلي بن محمد الطنافسي ( ق ) ، وعلي ابن المديني ، وعمرو بن عبد الله الأودي ( ق ) ، وعمرو بن عون الواسطي ( مد ) ، وعمرو بن محمد الناقدي ( م ) ، وعياش بن الوليد الرقام ( خ ) ، والقاسم بن يزيد الوراق ، وقتيبة بن سعيد ( م ت ) ، ومحمد بن أبان البلخي ( ت س ) ، مستملي وكيع يقال : بضع عشرة سنة ، ومحمد بن إسماعيل بن البختري الحساني الواسطي ( ت ق ) ، ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ( س ق ) ، ومحمد بن حاتم بن ميمون ( م ) ، وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي ( ق ) ، ومحمد بن رافع النيسابوري ، ومحمد بن سعيد ابن الأصبهاني ، ومحمد بن سليمان بن هشام ابن بنت مطر ( ق ) ، ومحمد بن سليمان الأنباري ( د ) ، ومحمد بن سلام البيكندي ( خ ) ، ومحمد بن الصباح الدولابي ( م ) ، ومحمد بن طريف البجلي ( ق ) ، وأبو اليسير محمد بن الطفيل الحراني ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ( د س ) ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ( خ م ق ) ، ومحمد بن عبيد المحاربي ( د ) ، ومحمد بن عمر الكلابي ( د ) ، ومحمد بن عمرو بن يونس السوسي ، ومحمد بن عمرو البلخي السويقي ، وأبو كريب محمد بن العلاء ( م ت ق ) ، ومحمد بن [ ص: 470 ] قدامة الجوهري ، ومحمد بن قدامة المصيصي ، ومحمد بن مقاتل المروزي ( خ ) ، وأبو يحيى محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم الثقفي المروزي القصري ( س ) ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ( م ت ) ، وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي ، وأبو شعيب محمد بن يزيد الواسطي الصغير ، ومحمد بن يوسف البيكندي ( بخ ) ، ومحمود بن غيلان المروزي ( ت س ) ، ومسدد بن مسرهد ( د ) ، ومسعود بن جويرية الموصلي ( س ) ، وابنه مليح بن وكيع بن الجراح ، ونصر بن علي الجهضمي الصغير ( م ) ، وهارون بن عباد الأزدي ( د ) ، وهشام بن عمار الدمشقي ، وهناد بن السري ، والهيثم بن خالد الجهني ( د ) ، وواصل بن عبد الأعلى الأسدي ، ووهب بن بقية الواسطي ، ويحيى بن آدم ، ويحيى بن جعفر البيكندي ( بخ ) ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويحيى بن معين ، ويحيى بن موسى البلخي ( خ د ) ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ( م ) ، ويزيد بن هارون ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ويوسف بن عيسى المروزي ( ت ) ، ويوسف بن موسى القطان الرازي .

قال أبو الأحوص محمد بن الهيثم قاضي عكبرا ، عن القعنبي : كنا عند حماد بن زيد ، فجاءه وكيع ، فلما قام من عنده ، قالوا لحماد : يا أبا إسماعيل ، هذا راوية سفيان ، فقال حماد : لو شئت قلت : هذا أرجح من سفيان .

[ ص: 471 ] وقال أبو بكر المروذي : قلت ، يعني لأحمد بن حنبل : من أصحاب الثوري ؟ قال : يحيى ، ووكيع ، وعبد الرحمن ، وأبو نعيم . قلت : قدمت وكيعا على عبد الرحمن ؟ قال : وكيع شيخ .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ما رأيت أوعى للعلم من وكيع ، ولا أحفظ من وكيع ، ما رأيت وكيعا شك في حديث إلا يوما واحدا ، ولا رأيت مع وكيع كتابا ولا رقعت قط .

وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : كان وكيع مطبوع الحفظ ، كان وكيع حافظا حافظا ، وكان وكيع أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرا كثيرا .

وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : ابن مهدي أكثر تصحيفا من وكيع ، ووكيع أكثر خطأ من ابن مهدي ، ووكيع قليل التصحيف .

وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : أخطأ وكيع في خمس مائة حديث .

وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : أيما أثبت عندك وكيع بن الجراح أو يزيد ؟ قال : ما منهما بحمد الله إلا ثبت . قلت فأيهما أصلح عندك في الأبدان ؟ قال : ما منهما بحمد الله إلا صالح إلا أن وكيعا لم يتلطخ بالسلطان ، وما رأيت أحدا أوعى [ ص: 472 ] للعلم ولا أشبه بأهل النسك من وكيع .

وقال عباس الدوري : ذاكرت أحمد بن حنبل بحديث من حديث شعبة ، فقال لي : من حدثك بهذا ؟ فقلت : شبابة بن سوار . قال : لكن حدثني من لم تر عيناك مثله وكيع بن الجراح .

وقال علي بن عثمان النفيلي ، قلت لأحمد بن حنبل : إن أبا قتادة يتكلم في وكيع بن الجراح ، وعيسى بن يونس ، وابن المبارك ، فقال : من كذب أهل الصدق فهو الكذاب .

وقال محمد بن عامر المصيصي : سألت أحمد بن حنبل : وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد ؟ فقال : وكيع أحب إلي . فقلت له : كيف فضلت وكيعا على يحيى بن سعيد ، ويحيى بن سعيد ومكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت ؟ فقال : وكيع كان صديقا لحفص بن غياث ، فلما ولي القضاء حفص بن غياث هجره وكيع ولم يكلمه بعد ذلك ، وأن يحيى بن سعيد كان صديقا لمعاذ بن معاذ ، فلما تولى القضاء معاذ بن معاذ لم يهجره يحيى بن سعيد .

وقال محمد بن علي الوراق : سألت أحمد بن حنبل ، فقلت : أيما أحب إليك وكيع بن الجراح أو عبد الرحمن بن مهدي ؟ قال : أما وكيع فصديقه حفص بن غياث ، لما ولي القضاء ما كلمه وكيع حتى مات ، وأما عبد الرحمن فصديقه معاذ بن معاذ لما ولي القضاء ما زال عبد الرحمن صديقه حتى مات ، وقد عرض [ ص: 473 ] على وكيع القضاء فامتنع منه .

وقال بشر بن موسى الأسدي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب ، مع خشوع وورع .

وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي : سمعت أحمد بن حنبل ذكر يوما وكيعا ، فقال : ما رأت عيناي مثله قط ، يحفظ الحديث جيدا ، ويذاكر بالفقه فيحسن ، مع ورع واجتهاد ، ولا يتكلم في أحد .

وقال عبد الصمد بن سليمان البلخي : سألت أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح ، والفضل بن دكين ، فقال : ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع ، وكفاك بعبد الرحمن بن مهدي معرفة وإتقانا ، وما رأيت رجلا أوزن بقوم من غير محاباة ولا أشد تثبتا في أمور الرجال من يحيى بن سعيد ، وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ ، وهو عندي صدوق ثقة بموضع الحجة في الحديث .

وقال أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري : دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة فسمعته يقول : كان وكيع بن الجراح إمام المسلمين في وقته .

وقال أحمد بن الحسن الترمذي : سئل أحمد بن حنبل عن وكيع ، وعبد الرحمن بن مهدي ، فقال : وكيع أكبر في القلب ، وعبد الرحمن إمام .

وقال حنبل بن إسحاق : قال أبو عبد الله : ما رأيت بالبصرة مثل يحيى بن سعيد ، وبعده عبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرحمن أفقه [ ص: 474 ] الرجلين . قيل له : فوكيع وأبو نعيم ؟ قال : أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأساميهم وبالرجال ، ووكيع أفقه ، وعبد الله بن إدريس في ورعه وفضله والمسند .

وقال يعقوب بن سفيان الفارسي : سئل أحمد بن حنبل إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بقول من نأخذ ؟ فقال عبد الرحمن : نوافق أكثر وخاصة في سفيان كان معنيا بحديث سفيان ، وعبد الرحمن يسلم عليه السلف ، ويجتنب شرب المسكر ، وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات .

وقال تميم بن محمد الطوسي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : عليكم بمصنفات وكيع .

وقال أبو حاتم الرازي : أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال : الثبت عندنا بالعراق وكيع بن الجراح ، ويحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي .

وقال أبو زرعة الدمشقي ، وأحمد بن أبي الحواري : سمعت أحمد بن حنبل يقول : الثبت بالعراق يحيى ، وعبد الرحمن ، ووكيع . قال : فذكرت ذلك ليحيى بن معين فقال : الثبت بالعراق وكيع .

وقال أبو حاتم أيضا ، عن أحمد بن أبي الحواري ، عن يحيى بن معين : وكيع عندنا ثبت .

وقال علي بن الحسين بن حبان ، عن أبيه : سمعت يحيى بن معين يقول : ما رأيت أفضل من وكيع ، قيل له : ولا ابن المبارك ؟ قال : قد كان لابن المبارك فضل ولكن ما رأيت أفضل [ ص: 475 ] من وكيع ، كان يستقبل القبلة ويحفظ حديثه ، ويقوم الليل ، ويسرد الصوم ، ويفتي بقول أبي حنيفة ، وكان قد سمع منه شيئا كثيرا ، قال : وكان يحيى بن سعيد القطان يفتي بقوله أيضا .

وقال الهيثم بن خلف الدوري ، عن محمد بن نعيم البلخي : سمعت يحيى بن معين يقول : والله ، ما رأيت أحدا يحدث لله غير وكيع ، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع ، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه .

وقال أبو داود سليمان بن معبد السنجي : سمعت يحيى بن معين يقول : ما رأيت رجلا يحدث لله إلا وكيع ، والقعنبي .

وقال عباس بن محمد الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول : رأيت من يحدث لله ستة أو سبعة يحدثون ديانة : ابن المبارك ، وحسين الجعفي ، ووكيع بن الجراح ، وسعيد بن عامر الضبعي ، وأبو داود الحفري ، والقعنبي ، كان هؤلاء يحدثون لله .

وقال عباس في موضع آخر : سئل يحيى بن معين عن وكيع ، وابن أبي زائدة ، فقال : وكيع أثبت من ابن أبي زائدة .

وقال في موضع آخر : سمعت يحيى يقول : وكيع أثبت من عبد الرحمن في سفيان .

قال وكيع : ما كتبت عن سفيان حديثا قط ، إنما كنت آخذها ، يعني : أتحفظها .

وقال في موضع آخر : سألت يحيى ، قلت : حديث الأعمش إذا اختلف وكيع ، وأبو معاوية ، فالقول قول من ؟ قال : يكون موقوفا حتى يجيء من يتابع أحدهما . قلت : فحفص ، ووكيع في حديث الأعمش ؟ قال : ومن يحدث عن حفص ؟ فقلت : ابنه ، فكأن يحيى [ ص: 476 ] لم يقنع بهذا ، ورأيت يحيى يميل إلى وكيع ميلا شديدا ، وقال : إنما كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه .

وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ : سمعت يحيى بن معين قال : ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع ، فقال له رجل : ولا هشيم ؟ فقال : وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع ؟ فقال له الرجل : فإني سمعت علي ابن المديني يقول : ما رأيت أحدا أحفظ من يزيد بن هارون . فقال : كان يزيد بن هارون يتحفظ من كتاب كانت له جارية تحفظه من كتاب .

وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : أبو معاوية أحب إليك - يعني في الأعمش - أم وكيع ؟ فقال : أبو معاوية أعلم به ، ووكيع ثقة .

وقال في موضع آخر : قلت : فعبد الرحمن أحب إليك - يعني في سفيان - أو وكيع ؟ فقال : وكيع . قلت : فوكيع أحب إليك أو أبو نعيم ؟ فقال : وكيع . قلت : فابن المبارك أعجب إليك أو وكيع ؟ فلم يفضل .

وقال أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ ، عن عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة : سمعت يحيى بن معين ، وذكر وكيعا فقال : ثقات الناس - أو أصحاب الحديث - أربعة : وكيع ، ويعلى بن عبيد ، والقعنبي ، وأحمد بن حنبل .

وقال حنبل بن إسحاق : سمعت يحيى بن معين قال : رأيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ : فلان رافضي ، وفلان كذا ، وفلان كذا ، ووكيع رافضي . قال يحيى : فقلت له : وكيع خير منك . قال : مني ؟ قلت : نعم . قال : فما قال لي شيئا ، ولو قال [ ص: 477 ] لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه . قال : فبلغ ذلك وكيعا ، فقال : يحيى صاحبنا . قال : فكان بعد ذلك يعرف لي ويوجب .

وقال أبو يحيى الناقد ، عن محمد بن خلف التيمي : سمعت وكيعا يقول : أتيت الأعمش ، فقلت : حدثني . فقال لي : ما اسمك ؟ فقلت : وكيع . قال : اسم نبيل ، ما أحسب إلا سيكون لك نبأ .

وقال محمود بن غيلان ، عن وكيع : اختلفت إلى الأعمش سنتين .

وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : قال ابن جريج لوكيع : باكرت العلم ، وكان لوكيع ثمان عشرة سنة .

وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي : سمعت قاسما الجرمي ، قال : كان سفيان يدعو وكيعا وهو غلام ، فيقول : يا رؤاسي ، تعال ، أي شيء سمعت ؟ فيقول : حدثني فلان كذا . قال : وسفيان يبتسم ، ويتعجب من حفظه .

قال ابن عمار : ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه ، كان وكيع جهبذا .

قال ابن عمار : وسمعت وكيعا يقول : ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة إلا في صحيفة يوما ، فنظرت في طرف منه ، ثم أعدته مكانه .

قال ابن عمار : قلت لوكيع : عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها . قال : حدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمس مائة حديث ، وأربعة أحاديث ليس بكثير في ألف وخمس مائة حديث .

[ ص: 478 ] وقال معاذ بن المثنى ، عن الأخنسي : سمعت يحيى بن يمان يقول : نظر سفيان إلى عيني وكيع بن الجراح فقال : ترون هذا الرؤاسي ، لا يموت حتى يكون له شأن .

وقال أحمد بن يوسف التغلبي ، عن الأخنسي : سمعت يحيى بن يمان يقول : مات سفيان الثوري ، وجلس وكيع بن الجراح في موضعه .

وقال أبو بكر بن أبي داود : حدثني أبي عن شيخ ذكره قال : سمعت عيسى بن يونس قال : خرجت من الكوفة وما بها أحد أروى عن إسماعيل بن أبي خالد مني ، إلا غليم من بني رؤاس يقال له : وكيع .

وقال إبراهيم الحربي : حدث وكيع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة .

وقال أحمد بن أبي الحواري : قلت لأبي بكر بن عياش : حدثنا . قال : قد كبرنا ونسينا الحديث ، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس .

وقال قتيبة بن سعيد : ألحوا يوما على أبي بكر بن عياش فقال : ما تريدون عليكم بهذا الغلام الذي في بني رؤاس ; عنى به وكيعا .

وقال الشاذكوني ، عن أبي نعيم : قال لنا يوما ونحن عنده : ما دام هذا الثبت - يعني : وكيعا - حيا ما يفلح أحد معه . قال : وكانت الرحلة يومئذ إلى وكيع ، وهو ابن ست وخمسين سنة .

وقال ابن عمار الموصلي : سمعت أبا نعيم يقول : لا نفلح [ ص: 479 ] ما دام هذا الرؤاسي يحيا ، يعني : وكيعا .

وقال أحمد بن سيار المروزي ، عن صالح بن سفيان : لما قدم وكيع مكة انجفل الناس إليه ، وحج تلك السنة غير واحد من العلماء ، وكان ممن قدم عبد الرزاق ، قال : فخرج ونظر إلى مجلسه فلم ير أحدا . قال : فاغتم لأجل ذلك ، وجعل يدخل ويخرج حتى رأى رجلا ، فقال : ما للناس ؟ قال : قدم وكيع بن الجراح . قال : فحمد الله ، وقال : ظننت أنهم تركوا حديثي . قال : وأما أبو أسامة فخرج فلم ير أحدا ، فقال : أين الناس ؟ فقالوا : قدم أبو سفيان . فقال : هذا التنين لا يقع في مكان إلا أحرق ما حوله .

وقال الحسن بن الليث الرازي : سمعت أبا هشام الرفاعي ، قال : دخلت مسجد الحرام ، فإذا رجل جالس يحدث والناس مجتمعون عليه كثير ، قال : فاطلعت فإذا عبيد الله بن موسى ، فقلت : يا أبا محمد ، كثر الزبون ، كثر الزبون . قال : فدخلت الطواف ، فطفت أسبوعا واحدا ، قال : فخرجت فإذا عبيد الله وحده قاعدا ، وإذا رجل خلف أسطوانة الحمراء قاعدا يحدث وقد اجتمع عليه زحام مثل ما على عبيد الله وزيادة ، فاطلعت فنظرت ، فإذا وكيع بن الجراح ، فقلت لعبيد الله : ما فعل الناس أين زبونك ؟ قال : قدم التنين فأخذهم ، قدم وكيع بن الجراح ، تركوني وحدي .

وقال نوح بن حبيب القومسي ، عن عبد الرزاق : رأيت الثوري ، وابن عيينة ، ومعمرا ، ومالكا ، ورأيت ورأيت ، فما رأت [ ص: 480 ] عيناي قط مثل وكيع .

وقال الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ، عن أبيه : كنا بعبادان ، فقال لي حماد بن مسعدة : أحب أن تجيء معي إلى وكيع . فذهبت معه ، فأتينا وكيعا ، فوافقناه يصلي ، فلما جئناه انفتل ، فقلت له : يا أبا سفيان ، هذا شيخنا أبو سعيد حماد بن مسعدة ، فسلم عليه ، وتحدثنا ثم انصرفنا من عنده ، فقال لي حماد بن مسعدة حين خرجنا من عنده : يا أبا معاوية ، قد رأيت الثوري ، فما كان مثل هذا .

وقال علي بن خشرم : رأيت وكيعا ، وما رأيت بيده كتابا قط إنما هو حفظ ، فسألته عن أدوية الحفظ ، فقال : إن علمتك الدواء استعملته ؟ قلت : إي والله . قال : ترك المعاصي ، ما جربت مثله للحفظ .

وقال هارون بن عبد الله الحمال : ما رأيت أخشع من وكيع ، وكان عبد المجيد أخشع منه ، يعني عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد .

وقال أحمد بن أبي الحواري ، عن مروان بن محمد : ما رأيت فيمن لقيت أخشع من وكيع ، وما وصف لي أحد قط إلا رأيته دون الصفة إلا وكيع ، فإني رأيته فوق ما وصف لي .

وقال ابن عمار الموصلي أيضا : أخبرت عن شريك أن رجلا قدم إليه رجلا ، فادعى عليه مائة ألف دينار ، قال : فأقر به . قال : فقال شريك : أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن نمير .

وقال قتيبة بن سعيد : سمعت جريرا يقول : جاءني ابن [ ص: 481 ] المبارك ، فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، من رجل الكوفة اليوم ؟ فسكت عني ثم قال لي : رجل المصرين ، يعني : وكيعا .

وقال محمد بن نعيم البلخي ، عن مليح بن وكيع بن الجراح : سمعت جريرا الرازي يقول : قدم ابن المبارك فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، من خلفت بالعراق ؟ قال : وكيع . قلت : ثم من ؟ قال : وكيع .

وقال إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، عن جده : سمعت يحيى بن أكثم القاضي يقول : صحبت وكيعا في الحضر والسفر ، فكان يصوم الدهر ، ويختم القرآن كل ليلة .

وقال محمد بن غالب بن حرب ، عن يحيى بن أيوب المقابري : حدثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه قال : كان لا ينام - يعني : وكيعا - حتى يقرأ جزءه في كل ليلة ثلث القرآن ، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل ، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر فيصلي الركعتين .

وقال أبو سعيد الأشج ، عن إبراهيم بن وكيع بن الجراح : كان أبي يصلي الليل فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي .

وقال محمد بن غالب أيضا ، عن يحيى بن أيوب : حدثني رجل من أهل بيت وكيع قال : أورثت وكيعا أمه مائة ألف ، قال : وما قاسم وكيع ميراثا قط .

قال يحيى بن أيوب : وأخبرني معاوية الهمداني قال : قلت : أيش صنعتم ؟ قال : كما كنا نصنع في الميراث . قال : وكان يؤتى بطعامه ولباسه ، ولا يسأل عن شيء ، ولا يطلب شيئا ، وكان [ ص: 482 ] لا يستعين بأحد ، ولا على وضوء ، كان إذا أراد ذلك قام هو .

وقال أبو السائب سلم بن جنادة : جالست وكيع بن الجراح سبع سنين فما رأيته بزق ، ولا رأيته مس - والله - حصاة بيده ، ولا رأيته جلس مجلسه فتحرك ، وما رأيته إلا مستقبل القبلة ، وما رأيته يحلف بالله .

وقال سعيد بن منصور : قدم وكيع مكة حاجا ، فرآه الفضيل بن عياض ، وكان وكيع سمينا ، فقال الفضيل : ما هذا السمن وأنت راهب العراق ؟ فقال له وكيع : هذا من فرحي بالإسلام ، فأفحمه .

وقال داود بن رشيد ، عن إبراهيم بن شماس السمرقندي : لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه ، وزهد ابن فضيل ورقته ، وعبادة وكيع وحفظه ، وخشوع عيسى بن يونس ، وصبر حسين الجعفي ; صبر ولم يتزوج ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا .

وقال طاهر بن محمد المصيصي : سمعت وكيعا يقول : لو علمت أن الصلاة أفضل من الحديث ما حدثتكم .

وقال علي بن الحسين بن الجنيد الرازي ، عن محمد بن عبد الله بن نمير : وكيع أعلم بالحديث من ابن إدريس ، ولكن ليس مثل ابن إدريس ، وكانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا ، يعني : في الحفظ والإجلال ، وسمع وكيع من سعيد بن أبي عروبة بأخرة .

وقال محمد بن سعد : كان ثقة ، مأمونا ، عاليا ، رفيعا ، كثير الحديث ، حجة .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، عابد ، صالح ، أديب ، من حفاظ الحديث ، وكان يفتي .

[ ص: 483 ] وقال أحمد بن محمد بن شبويه : قال سفيان بن عبد الملك ، وكان أحفظ أصحاب ابن المبارك : كان وكيع أحفظ من ابن المبارك .

وقال محمد بن نعيم البلخي أيضا ، عن مليح بن وكيع بن الجراح : لما نزل بأبي الموت أخرج إلي يديه ، فقال : يا بني ، ترى يدي ما ضربت بهما شيئا قط . قال مليح : وحدثني داود بن يحيى بن يمان قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، فقلت : يا رسول الله ، من الأبدال ؟ قال : الذين لا يضربون بأيديهم شيئا ، وإن وكيع بن الجراح منهم .

وقال محمد بن عبد الوهاب العبدي النيسابوري سمعت علي بن عثام يقول : مرض وكيع بن الجراح ، فدخلنا عليه نعوده فقال : إن سفيان الثوري أتاني فبشرني بجواره ، فأنا مبادر إليه .

ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

قال يعقوب بن سفيان الفارسي ، عن محمد بن فضيل البزاز : ولد سنة سبع وعشرين ومائة .

وقال هارون بن حاتم : سمعت وكيعا يقول : ولدت سنة ثمان وعشرين ومائة .

وكذلك قال خليفة بن خياط في تأريخ مولده .

وقال أحمد بن حنبل : ولد سنة تسع وعشرين ومائة .

وقال أبو نعيم : ولدت سنة ثلاثين ومائة ، وولد وكيع قبلي بسنة . وفي رواية : بأشهر .

وقال محمد بن فضيل البزاز ، وخليفة بن خياط ، ومحمد بن حسان الأزرق ، وأبو زرعة الدمشقي : مات سنة ست وتسعين ومائة .

[ ص: 484 ] وقال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : حج وكيع سنة ست وتسعين ومائة ، ومات في الطريق .

وكذلك قال الغلابي عن أبيه .

وقال علي ابن المديني ، ومحمد بن سعد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو هشام الرفاعي ، وآخرون : مات سنة سبع وتسعين ومائة .

زاد محمد بن سعد : بفيد ، منصرفا من الحج .

وزاد أبو هشام : يوم عاشوراء .

وقال أبو موسى محمد بن المثنى : مات سنة ثمان وتسعين ومائة بفيد ، في طريق مكة .

قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه سفيان الثوري ، وإبراهيم بن عبد الله القصار ، وبين وفاتيهما مائة وثماني عشرة سنة .

روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية