تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
6771 - (م د ت س) : وهيب بن الورد بن أبي الورد القرشي ، أبو عثمان ، ويقال : أبو أمية المكي ، مولى بني مخزوم أخو عبد الجبار بن الورد ، واسمه عبد الوهاب ، وهيب لقب غلب عليه ، وقيل : وهيب وعبد الوهاب أخوان ، والأول أشهر .

روى عن : الحسن بن كثير صاحب عكرمة بن خالد المخزومي ، وحميد بن قيس الأعرج ، وداود بن شابور ، وسفيان الثوري ، وسلم بن بشير بن جحل البصري ، وعطاء بن أبي رباح يقال : مرسلا ، وعطارد صاحب ابن عمر ، وعمر بن محمد بن المنكدر (م د س) ، وعن محمد بن زهير عن ابن عمر ، وعن محمد بن عثمان عن الحسن البصري ، وعن أبي منصور عن أنس بن مالك ، عن رجل من أهل المدينة (ت) عن عائشة .

[ ص: 170 ]

روى عنه : أبو أحمد إدريس بن محمد الروذي ، وبشر بن منصور السليمي ، والحسن بن رشيد ، وخالد بن يزيد العمري ، وزافر بن سليمان ، والسري بن يحيى ، وعبد الله بن عيسى ، وعبد الله بن المبارك (م د ت س) ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وفضيل بن عياض ، ومحمد بن عبد الوهاب القناد السكري ، وأبو وهب محمد بن مزاحم المروزي ، ومحمد بن يزيد بن خنيس المكي .

قال عباس الدوري ، وأبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين ، وأبو عبد الرحمن النسائي : ثقة .

وقال النسائي في موضع آخر : ليس به بأس .

وقال أبو حاتم : كان من العباد ، وكانت له أحاديث ومواعظ وزهد .

وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال : كان من العباد المتجردين لترك الدنيا والمنافسين في طلب الآخرة .

وقال إدريس بن محمد الروذي : ما رأيت رجلا أعبد منه .

وقال قتيبة بن سعيد ، عن محمد بن يزيد بن خنيس : كان [ ص: 171 ] الثوري إذا حدث الناس وفرغ من الحديث ، قال : قوموا بنا إلى الطبيب ، يعني : وهيب بن الورد .

وقال أبو إسحاق الطالقاني ، عن عبد الله بن المبارك : قيل لوهيب بن الورد : يجد طعم العبادة من يعصي الله ؟ قال : لا ، ولا من يهم بمعصية .

وقال الحسن بن الربيع البوراني ، عن عبد الله بن المبارك : كان ابن أبي رواد يتكلم ودموعه تسيل على خده ، وكان وهيب يتكلم والدموع تقطر من عينيه .

وقال محمد بن الحسين البرجلاني ، عن محمد بن يزيد بن خنيس : قال وهيب بن الورد : عجبا للعالم كيف تجيبه دواعي قلبه إلى ارتياح المضحك ، وقد علم أن له في القيامة روعات ، ووقفات ، وفزعات . قال : ثم غشي عليه .

وقال بشر بن منصور السليمي ، عن وهيب بن الورد : قال يحيى لعيسى عليهما السلام : يا روح الله ما أشد ما خلق الله ؟ قال : غضب الله . قال : فأخبرني عن شيء أتقي به غضب الله ؟ قال : لا تغضب .

وقال الحسن بن عبد الرحمن : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن وهيب بن الورد ، قال : بينا أنا واقف في بطن الوادي إذا أنا برجل قد أخذ بمنكبي ، فقال : يا وهيب خف الله لقدرته عليك ، واستحي [ ص: 172 ] منه لقربه منك ، قال : فالتفت فما رأيت أحدا .

وقال عبد الله بن خبيق الأنطاكي ، عن بشر بن الحارث : أربعة رفعهم الله بطيب المطعم : وهيب بن الورد ، وإبراهيم بن أدهم ، ويوسف بن أسباط ، وسلم الخواص .

وقال موسى بن أيوب النصيبي ، عن ضمرة بن ربيعة : قال وهيب المكي : الزهد في الدنيا أن لا تأسى على ما فاتك منها ، ولا تفرح بما أتاك منها .

وقال حبان بن موسى : حدثنا عبد الله بن المبارك عن وهيب ، قال : إن استطعت أن لا يستبقك إلى الله أحد فافعل .

وقال هارون بن عبد الله ، عن محمد بن يزيد بن خنيس : قال وهيب بن الورد : لو أن علماءنا عفا الله عنهم نصحوا الله في عباده ، فقالوا : عباد الله اسمعوا ما نخبركم عن نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وصالح سلفكم من الزهد في الدنيا فاعملوا به ولا تنظروا إلى أعمالنا هذه الفسلة ، كانوا قد نصحوا الله في عباده ، ولكنهم يأبون إلا أن يجروا عباد الله إلى فتنتهم وما هم فيه .

وقال محمد بن الحسين البرجلاني أيضا ، عن محمد بن يزيد بن خنيس : حلف وهيب أن لا يراه الله ولا أحد من خلقه [ ص: 173 ]

ضاحكا حتى يأتيه الرسل من قبل الله عز وجل عند الموت فيخبرونه بمنزلته عند الله . قال : وكانوا يرون له الرؤيا أنه من أهل الجنة ، فإذا أخبر بها اشتد بكاؤه ، وقال : قد خشيت أن يكون هذا من الشيطان . قال : فسمعوه عند الموت يقول : وفيت لي ولم أف لك .

وقال عبيد الله بن محمد بن خنيس ، عن أبيه ، عن وهيب بن الورد : يقال : لمظ العابدون بحلاوة العبادة ، فتجشموا لذلك ركوب البحار والتسيار في المفاوز ، والله لهي أحلى عندي من العسل ، يعني : العبادة .

وقال عبد الله بن المبارك ، عن وهيب بن الورد : قال عيسى عليه السلام : حب الفردوس وخشية جهنم يورثان الصبر على المشقة ، ويباعدان العبد من راحة الدنيا .

وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي ، عن علي بن إسحاق : حدثنا عبد الله بن المبارك ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن الورد ، وهو وهيب بن الورد ، واسمه عبد الوهاب . قال : قال سعيد بن المسيب : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أخبرني بجلساء الله يوم القيامة ، قال : " هم الخائفون ، الخاضعون ، المتواضعون ، الذاكرون الله كثيرا " .

وقال محمد بن عبد المجيد التميمي ، عن سفيان بن عيينة : [ ص: 174 ] رأى وهيب بن الورد قوما يضحكون يوم الفطر ، فقال : إن كان هؤلاء يقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين ، وإن كان هؤلاء لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين .

وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي ، عن محمد بن يزيد بن خنيس ، عن وهيب بن الورد : لقي رجل عالم رجلا عالما هو فوقه في العلم ، فقال له : يرحمك الله أخبرني عن هذا البناء الذي لا إسراف فيه ، ما هو ؟ قال : ما سترك من الشمس وأكنك من المطر .

قال : يرحمك الله فأخبرني عن هذا الطعام الذي لا إسراف فيه ، ما هو ؟ قال : ما سد الجوع ودون الشبع ، قال : فأخبرني يرحمك الله عن هذا اللباس الذي لا إسراف فيه . قال : ما ستر عورتك وأدفاك من البرد . قال : فأخبرني يرحمك الله عن هذا الضحك الذي لا إسراف فيه ، ما هو ؟ قال : التبسم ولا يسمع لك صوت . قال : يرحمك الله فأخبرني عن هذا البكاء الذي لا إسراف فيه ، ما هو ؟ قال : لا تملن من كثرة البكاء من خشية الله عز وجل . قال : يرحمك الله فما الذي أخفي من عملي ؟ قال : ما يظن بك أنك لم تعمل حسنة قط إلا أداء الفرائض . قال : يرحمك الله فما الذي أعلن من عملي ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده ، وقد قيل فيقول الله عز وجل : وجعلني مباركا أين ما كنت قيل : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان .

[ ص: 175 ]

قال أبو حاتم بن حبان : مات سنة ثلاث وخمسين ومائة .

روى له مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية