تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
[ ص: 336 ] 7090 - (م د ت س) : يعقوب بن أبي سلمة الماجشون القرشي التيمي ، أبو يوسف المدني ، مولى آل المنكدر ، والد يوسف بن يعقوب ، وعبد العزيز بن يعقوب ، وعم عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، واسم أبي سلمة دينار ، ويقال : ميمون .

روى عن : طلق بن حبيب ، وعاصم بن عمر بن قتادة ( تم س ) ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ( م د ت س ) ، وعمر بن عبد العزيز ، ومحمد بن المنكدر ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، وأبي هريرة .

روى عنه : ابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ( م د ت س ) ، وابناه : عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سلمة ، ويوسف بن يعقوب بن أبي سلمة ( م ت س ) .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة ، [ ص: 337 ] وقال : يكنى أبا يوسف وهو الماجشون ، فسمي بذلك هو وولده ، فيعرفون جميعا بالماجشون ، وكان فيهم رجال لهم فقه ورواية للحديث والعلم ، وليعقوب أحاديث يسيرة .

وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : إنما سمي الماجشون للونه .

وقال البخاري ، عن هارون بن محمد : الماجشون بالفارسية المورد .

قال مصعب : وكان يعلم الغناء ويتخذ القيان ظاهرا أمره في ذلك ، وكان يجالس عروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز في إمرته .

وقال في موضع آخر : كان يعين ربيعة على أبي الزناد ، لأن أبا الزناد كان معاديا لربيعة .

قال مصعب : وكان الماجشون أول من علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة ، وكان يكون مع عمر بن عبد العزيز في ولاية عمر على المدينة ، وكان يأنس إليه ، فلما استحلف عمر قدم عليه الماجشون ، فقال له عمر : إنا تركناك حين تركنا لبس الخز فانصرف عنه .

[ ص: 338 ] وقال يعقوب بن شيبة السدوسي في ترجمة يعقوب هذا : حدثني عبد الرحمن بن محمد بن حبيب ، قال : حدثنا سوار بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا إسحاق بن عيسى بن موسى عن ابن الماجشون ، قال : عرج بروح أبي الماجشون ، فوضعناه على سرير الغسل ، وقلنا للناس : نروح به ، فدخل غاسل إليه يغسله فرأى عرقا يتحرك من أسفل قدمه فأقبل علينا ، فقال : أرى عرقا يتحرك ولا أرى أن أعجل عليه ، فاعتللنا على الناس ، وقلنا : نغدوا لم يتهيأ أمرنا على ما أردنا فأصبحنا وغدا عليه الغاسل ، وجاء الناس ، فرأى العرق على حاله ، فاعتذرنا إلى الناس بالأمر الذي رأيناه ، فمكث ثلاثا على حاله ، ثم إنه نشع بعد ذلك ، فاستوى جالسا ، فقال : ائتوني بسويق ، فأتي به ، فشربه ، فقلنا له : خبرنا مما رأيت ، قال : نعم ، إنه عرج بروحي ، فصعد بي الملك حتى أتى سماء الدنيا فاستفتح ففتح له ، ثم هكذا في السماوات حتى انتهى إلى السماء السابعة ، فقيل له : من معك ؟ قال : الماجشون ، فقيل له : لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا سنة ، وكذا وكذا شهرا ، وكذا وكذا يوما ، وكذا وكذا ساعة ، ثم هبط فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت أبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره ، ورأيت عمر بن عبد العزيز بين يديه ، فقلت للذي معي : من هذا ؟ قال : أو ما تعرفه ؟ قلت : إني أحببت أن أستثبت ، قال : هذا عمر بن عبد العزيز : قلت : إنه لقريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إنه عمل بالحق في زمن الجور ، وإنهما عملا بالحق في زمن الحق .

[ ص: 339 ] قال أبو القاسم : ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق أن يعقوب مات سنة أربع وستين ومائة .

كذا في عدة نسخ ولم ينبه عليه أبو القاسم ، وهو خطأ لا شك فيه ، وصوابه إن شاء الله سنة أربع وعشرين ومائة ، فإن محمد بن سعد ذكر وفاة غير واحد من أهل طبقته بعد سنة عشرين ومائة والله أعلم .

روى له مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية