[ ص: 140 ] 172 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قطع المسلمين نخل
بني النضير وتحريقها ، وفي السبب الذي فيه نزلت :
ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها 1108 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17362يزيد بن سنان nindex.php?page=showalam&ids=12391وإبراهيم بن مرزوق قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم النبيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=660293أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع نخل بني النضير وحرق .
1109 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=660293أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرق نخل بني النضير وقطع ، وهي البويرة ، ولها يقول حسان بن ثابت :
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
[ ص: 141 ] قال الله تعالى : ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين .
[ ص: 142 ] 1110 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17362يزيد بن سنان قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17310يحيى بن حماد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15662جويرية بن أسماء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=653728أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرق نخل بني النضير ، ولها يقول حسان بن ثابت :
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
فأجاب أبو سفيان بن الحارث :
أدام الله ذلك من صنيع وحرق في نواحيها السعير
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فقال قائل : في حديث
يونس الذي رويته من هذه الأحاديث ما قد دل أن نزول قوله عز وجل :
ما قطعتم من لينة ، الآية - إنما كان ذلك بعد أن كان منهم من القطع والتحريق ما كان ، وهذا يدل على أن هذا الحديث محال ؛ لأن الله عز وجل لا ينزل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - شيئا إلا ما يفيد به أمته ، يعني ليستعملوه في فرائضه
[ ص: 143 ] عليهم وفي تعبده إياهم .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن هذا الحديث لم يستوعب السبب الذي كان فيه نزول هذه الآية ، وأنه قد كان من المسلمين قبل نزولها ما كان من نزولها فيه عليهم أكبر الفائدة ، ولم نجده إلا في حديث يروى عن
عبد الله بن عباس .
1111 - كما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15397أحمد بن شعيب بن علي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14418الحسن بن محمد الزعفراني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث قال : حدثنا
حبيب بن أبي عمرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=665595في قول الله جل وعز : ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها . قال : اللينة النخل وليخزي الفاسقين قال : استنزلوهم من حصونهم ، وأمروا بقطع النخل ، فحك في صدورهم ، فقال المسلمون : قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا ، فلنسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل لنا فيما قطعنا من أجر ؟ وما علينا فيما تركنا من وزر ؟ فأنزل الله جل وعز : ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها . الآية .
قال
الحسن بن محمد : كان
عفان يحدثنا بهذا الحديث عن
عبد الواحد ، عن
حبيب ثم رجع فحدثنا به عن
حفص .
[ ص: 144 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فعقلنا بذلك أن هذه الآية أنزلها الله عز وجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعلم بها المسلمون أن الذي كان من قطعهم لما قطعوا من نخل
بني النضير وتحريقها مباح لهم لا إثم عليهم فيه ، وأن الذي تركوه منها فلم يقطعوه ولم يحرقوه مباح لهم لا إثم عليهم فيه ، فبان بذلك موضع الفائدة في نزول هذه الآية .
وقال قائل آخر : قد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيما كان تقدم به إلى أمراء الأجناد لما وجههم إلى الشام ما يدل على خلاف ما في هذه الأحاديث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وابن عباس .
وذكر ما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما بعث أمراء الجنود نحو الشام : يزيد بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة - قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ؛ فإن الله ناصر دينه ، ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض ، ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها ، ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا تهدموا بيعة .
[ ص: 145 ] [ ص: 146 ] قال هذا القائل :
فأبو بكر رضي الله عنه قد قرأ هذه الآية ، وقد قرأها أمراء الأجناد الذين تقدم إليهم بما تقدم إليهم به في هذا الحديث ، وكان ما تقدم إليهم به من ذلك بحضرة سواهم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين قرؤوا هذه الآية أيضا ، وكان في ذلك ما قد دل على أن هذه الآية لم تكن نزلت في المعنى المذكور في حديثي
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وابن عباس ، أن نزولها كان فيه .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه أن الذي في ذينك الحديثين من السبب الذي كان فيه نزول هذه الآية كما فيهما ، وأن [ ما ] في حديث
أبي بكر رضي الله عنه هذا غير مخالف لذلك ؛ لأنه قد كان على علم من عود
الشام إلى أيديهم ، ومن فتحهم لها ، ومن غلبتهم
الروم عليها بما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمهم إياه من ذلك .
1112 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب أن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا حدثه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير ، عن
سفيان بن أبي زهير قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651742تفتح اليمن ، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .
[ ص: 147 ] 1113 - وكما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير ، عن
سفيان بن أبي زهير ثم ذكر هذا الحديث .
غير أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=659467ثم تفتح العراق ، وزاد : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير : ثم بلغني أن
سفيان بالموسم ، فأتيته فسألته عن هذا الحديث ، فقال : أشهد لسمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أعاده عنه كما حدثني .
1114 - وكما حدثنا
محمد بن سنان الشيزري قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام بن عمار قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17311يحيى بن حمزة قال : حدثنا
نصر بن علقمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622جبير بن نفير ، عن
عبد الله بن حوالة قال :
كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشيء ، فقال : أبشروا ! فوالله لأنا وكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته ، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس والروم وأرض حمير ، وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة : جند بالشام ، وجند بالعراق ، وجند باليمن . وحتى يعطى الرجل المائة الدينار فيسخطها .
قال ابن حوالة : فقلت : يا رسول الله ، من يستطيع الشام وبها الروم ذوات القرون ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله ليستخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابة منهم البيض قمصهم المحلقة أقفاؤهم [ ص: 148 ] قياما على الرجل الأسود منكم المحلوق ، وإن بها اليوم رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل .
قال ابن حوالة : فقلت : يا رسول الله ، خر لي إن أدركني ذلك ! قال : أختار لك الشام ؛ فإنها صفوة الله من بلاده ، والله يجتبي صفوته من عباده بأهل الإسلام . فعليكم بالشام ؛ فإن صفوة الله من الأرض الشام . فمن أبى فيسقي بغدر اليمن ؛ فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله .
فسمعت
عبد الرحمن بن جبير يقول : فعرف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - نعت هذا الحديث في
جزء بن سهيل السلمي وكان ولي الأعاجم ، وكان أويدما قصيرا ، فكانوا يمرون وتلك الأعاجم قيام لا يأمرهم بالشيء إلا فعلوه ؛ يتعجبون من هذا الحديث .
[ ص: 149 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فكان أمر
أبي بكر رضي الله عنه أمراء الأجناد بما أمرهم به في حديثه الذي رويناه لهذا المعنى الذي في هذه الأحاديث ، ولما قد حضهم عليه من الصلاة
بإيلياء ، ومن شد المطايا إليها مما تقدم ذكرنا له في كتابنا هذا ، ولما قد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - من قوله : ومنعت
الشام مديها ودينارها ، أي أنها ستمنع مديها ودينارها الواجبين في أرضها وذلك لا يكون إلا بعد افتتاحهم إياها وغلبتهم عليها .
وسنذكر هذا الحديث فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله ، والله نسأله التوفيق .