[ ص: 84 ] 296 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبب الذي قد نزلت :
لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا 1827 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=46رافع بن خديج أنه كان هو nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت عند مروان بن الحكم وهو أمير المدينة فقال مروان لرافع في أي شيء أنزلت هذه الآية : لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا الآية ، قال رافع : نزلت في ناس من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سفر تخلفوا عنه ، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتذروا وقالوا : ما حبسنا عنكم إلا السقم والشغل ، ولوددنا أنا كنا معكم فأنزل الله عز وجل هذه الآية فيهم . فكأن مروان أنكر ذلك فقال : ما هذا ؟ فجزع رافع من ذلك وقال : [ ص: 85 ] أنشدك الله هل تعلم ما أقول ؟ فقال زيد : نعم ، فلما خرجا من عند مروان فقال له زيد وهو يمزح معه : أما تحمدني كما شهدت لك ؟ فقال رافع : وأين هذا من هذا أحمدك أن تشهد بالحق ؟ فقال زيد : نعم ، قد حمد الله عز وجل على الحق أهله .
1828 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13529الحسين بن نصر ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16936محمد بن جعفر ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=661989أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا إليه ، وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فأنزل الله عز وجل : لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب .
[ ص: 86 ] 1829 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14976يوسف بن يزيد ، قال : حدثنا
يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14429مسلم بن خالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة أن
nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره .
أن
مروان ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661990اذهب يا رافع إلى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى ، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعين ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وما لكم ولهذه الآية ؟ إنما أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب ، ثم تلا nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس الآية ثم تلا nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه ، وأخبروه بغيره ، فخرجوا وقد أروه أن أخبروه بما سألهم عنه ، واستحمدوا بذلك إليه ، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه .
[ ص: 87 ] 1830 - كما قد حدثنا
أحمد بن داود بن موسى ، قال : حدثنا
عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق ، عن
محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت أنه حدثه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال :
قال أبو بكر رضي الله عنه : لفنحاص - وكان من علماء اليهود وأحبارهم - اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله جاءكم بالحق من عنده تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل ، فقال فنحاص : يا أبا بكر والله ما بنا إلى الله عز وجل من فقر ، وإنه إلينا ليفتقر ، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء ، ولو كان عنا غنيا لما استقرضنا أموالنا كما يزعم صاحبكم ينهاكم عن الربا ويعطيناه ، ولو كان عنا غنيا ما أعطانا الربا ، فغضب أبو بكر فضرب وجه فنحاص ، فأخبر فنحاص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : ما حملك على ما [ ص: 88 ] صنعت ؟ فأخبره فجحد ذلك فنحاص ، وقال : ما قلت ذلك فأنزل الله : لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ، الآية إلى قوله عز وجل : عذاب الحريق ، وأنزل في أبي بكر رضي الله عنه وما بلغه من ذلك الغضب : ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ، وقال في ما قال فنحاص وأحبار من اليهود معه : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، إلى قوله عز وجل : عذاب أليم يعني فنحاص وأشيع وأشباههما من الأحبار الذين يفرحون بما يصيبون من الدنيا على ما زينوا للناس من الضلالة ، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، وليقول [ ص: 89 ] الناس : لهم علم وليسوا بأهل علم لم يحملوهم على هدى ولا على خير ، ويحبون أن يقول الناس : قد فعلوا ولم يفعلوا .
فقال قائل في هذه الروايات تضاد شديد ؛ لأن فيها عن
رافع بن خديج رضي الله عنه وعن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أنها نزلت في المنافقين الذين كانوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدومه من غزوه أنهم لم يخلفهم عنه أن يكونوا معه في غزوه إلا السقم والشغل ولأن فيها عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ما يخالف ذلك وأن المرادين بها أهل الكتاب الذين أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما في كتابهم حين سألهم عنه فأخبروه بخلافه ، وهذا تضاد شديد .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه : أن لا تضاد في ذلك ؛ لأنه قد يجوز أن يكون الأمران جميعا قد كانا فكان من المنافقين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكره
رافع وأبو سعيد وكان من أهل الكتاب ما كان منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فأنزل الله هذه الآية في ما كان من الفريقين جميعا ، فعلم
رافع وأبو سعيد ما نزلت فيه مما كان من المنافقين وعلم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ما نزلت فيه مما كان من أهل الكتاب ، ولم يعلم واحد من الفريقين ما علم الفريق الآخر ما نزلت فيه فحدث كل فريق من الفريقين بما علم به مما كانت الآية نزلت فيه من السببين اللذين كان نزولها فيهما ، وكان نزولها في الحقيقة
[ ص: 90 ] في السببين جميعا لا في أحدهما دون الآخر فبان - بحمد الله ونعمته - أنه لم يبن لنا في شيء من هذه الروايات تضاد والله نسأله التوفيق .