[ ص: 385 ] 344 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البر والإثم ما هما ؟
2138 - حدثنا
فهد بن سليمان وهارون بن كامل قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16442عبد الله بن صالح ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17109معاوية بن صالح ، عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15622أبيه ، عن
نواس بن سمعان ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=661641أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة ، فإن أحدنا كان إذا هاجر لم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء ، قال : فسألته عن البر والإثم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع الناس عليه .
[ ص: 386 ] 2139 - حدثنا
عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
الزبير أبي عبد السلام ، عن
أيوب بن عبد الله بن مكرز ، عن
وابصة الأسدي ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=698165أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه ، فانتهيت إليه وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه ، فجعلت أتخطاهم لأدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 387 ] فانتهرني بعضهم ، وقال : إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : دعوني فوالله إن أحب الناس إلي أن أدنو منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : دعوا وابصة ثم قال : ادعوا وابصة ثم قال : أدنوا وابصة فأدناني حتى قعدت بين يديه ، فقال : سل أو أخبرك ، فقلت : لا بل أخبرني ، قال : جئت تسأل عن البر والإثم . قلت : نعم يا رسول الله ، فجعل ينكت بهن في صدري ويقول : يا وابصة استفت نفسك قالها ثلاثا ، البر ما اطمأنت إليه النفس ، واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في نفسك وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فتأملنا هذين الحديثين فوجدنا في حديث
النواس منهما أن البر حسن الخلق ، وفي حديث
وابصة منهما أن البر ما اطمأنت إليه النفس .
ووجدناهما جميعا يرجعان إلى معنى واحد ؛ لأن النفس إذا اطمأنت كان منها حسن الخلق وكان الإثم معه ضد ذلك من انتفاء الطمأنينة عن النفس وكان مع ذلك سوء الخلق وما يتردد في الصدور عند مثله ولا يخرجه فتيا الناس صاحبه .
[ ص: 388 ] ومثل ذلك ما قد رواه
الحسن بن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
2140 - كما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن [ ص: 389 ] جرير ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
بريد بن أبي مريم ، عن
أبي الحوراء السعدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي رضي الله عنهما ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=664812كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الصدق طمأنينة والكذب ريبة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : والطمأنينة معها حسن الخلق والريبة معها سوء الخلق وما يتردد في الصدور ، ولا يخرجه فتيا الناس فعاد بحمد الله ونعمته في هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تصديق بعضه بعضا لا إلى تضاد بعضه بعضا ، والله عز وجل نسأله التوفيق .