[ ص: 329 ] 402 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن كان إليه إدخال من توفي من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبورهن .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17362يزيد بن سنان قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=396عبد الرحمن بن أبزى قال :
صليت مع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه على زينب رضي الله عنها بالمدينة ، فكبر عليها أربعا ، ثم أرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من تأمرن أن يدخلها القبر ؟ قال : وكان يعجبه أن يكون هو الذي يلي ذلك قال : فأرسلوا إليه : انظر من كان يراها في حياتها فليكن هو الذي يدخلها القبر ، فقال عمر رضي الله عنه : صدقتن .
[ ص: 330 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : ففي هذا الحديث أن
عمر رضي الله عنه قد كان أعجبه أن يكون هو الذي يتولى إدخالها قبرها ، وكان ذلك عندنا والله أعلم أنها لما كانت له أما ؛ لأن الله عز وجل قال :
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وكان لها بذلك ابنا أعجبه لذلك أن يكون هو المتولي لإدخالها قبرها ، ثم استظهر في ذلك بما عند الباقيات بعدها من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ؛ لأنهن فيه مثلها ، ولأن ذلك الحكم الذي بين به في ذلك تبين هي فيه ، وكان ذلك مما قد يقع في مثله الإشكال إن كانت ، وإن كانت له أما وكان هو لها ابنا فإن له أن يتزوج بنتا من بناتها ، وأن الذي بينه وبينها من البنوة ومن أمومة في ذلك تخالف الأمومة والبنوة في الأنساب وفي الرضاع ، فرجع إلى ما عندهن في ذلك ليقف على حقيقته إذ كان مثل ذلك مما لا يسقط عليهن كيف كان الحكم فيه الذي قد علمنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوقفهن عليه ، فأعلمنه أن إدخالها قبرها هو إلى من كان يراها في حياتها ، فخالف ذلك ما كان الأمر عليه عنده فيه قبل ذلك ، وبان بذلك عنده أن أمومتهن للمؤمنين وبنوة المؤمنين لهن لها حكم خاص خلاف حكم البنوة إلى النسب ، وخلاف حكم الأمومة من الرضاع إذ كانت الأمومة من النسب ، والأمومة من الرضاع
[ ص: 331 ] تبيحان النظر من الأولاد لكل واحد من ذلك الجنسين إلى من كان به لهن أما ، والأمومة بالنسب الذي بينهن وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن لا يبيحهن ذلك ، والأمومة من النسب ومن الرضاع يمنعان من نكاح من ولده أولئك الأمهات من البنات ، ولا يمنع الأمومة بتزويج النبي صلى الله عليه وسلم من تزوجه من النساء من مثل ذلك ؛ لأنه جائز للمؤمنين تزويج ما ولدن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من البنات ، وما ولدن من غيره منهن ، فكانت تلك الأمومة لها حكم بائن من حكم الأمومتين الأخريين ، ولما كان ذلك كذلك استعلمه
عمر رضي الله عنه من أهله وهن الباقيات من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحطنا علما أنهن لم يأخذن حكم تلك الأمومة إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنهن لم يأخذنه من جهة الاستنباط ولا من جهة الاستخراج ؛ لأن ذلك لا يؤخذ مثله من جهة الاستنباط ولا من جهة الاستخراج ، وإنما يؤخذ من جهة التوقيف ، والتوقيف فيه وفي أمثاله لا يكون إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن هذه الجهة أدخلنا هذا الحديث في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتمسنا منه ما التمسنا من حديثه الذي قد تقدم ذكرنا له فيما تقدم من كتابنا هذا .
وقد روى هذا الحديث
حجاج بن إبراهيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة ، عن
فراس بن يحيى ، عن
عامر فخالف
إسماعيل في المرأة المذكورة فيه المتوفاة من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر فيه أنها
nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة ، مكان ما ذكر
إسماعيل فيه أنها
زينب .
كما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14976يوسف بن يزيد قال : حدثنا
حجاج بن إبراهيم قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة ، عن
فراس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=396عبد الرحمن بن أبزى أن nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم توفيت [ ص: 332 ] فصلى عليها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه فكبر عليها أربعا ، وبعث إلى أمهات المؤمنين من يدخلها في قبرها ؟ فقلن : الذي كان يحل له أن يراها في حياتها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : وهذا عندنا خطأ لأن
nindex.php?page=showalam&ids=10583أم حبيبة بقيت بعد وفاة
عمر رضي الله عنه دهرا طويلا .
ثم التمسنا هذا الحديث من غير جهة
حجاج بن إبراهيم مما يرجع إلى
فراس كيف هو . ؟
فوجدنا
محمد بن خزيمة قد حدثنا قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج بن منهال قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة قال : حدثنا
فراس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر الشعبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=396عبد الرحمن بن أبزى قال :
صليت مع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه على nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب ابنة جحش فكبر عليها أربعا ، وقد ذكرنا فيما تقدم من كتابنا هذا ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 333 ] من قوله - كان - لأزواجه : أولكن بي لحوقا أطولكن يدين ، وأنهن كن يتطاولن بأيديهن ، وتقول
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في ذلك : وكانت
nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب ابنة جحش امرأة قصيرة ، وكانت تصنع بيديها ما تعين به في سبيل الله عز وجل ، وعلمهن بذلك أنها كانت أطولهن يدين بالخير والله عز وجل نسأله التوفيق .