1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام من نهيه أمته أن يقولوا ما شاء الله وشاء محمد
صفحة جزء
[ ص: 218 ] 41 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام من نهيه أمته أن يقولوا : ما شاء الله وشاء محمد ، وأمره إياهم أن يقولوا مكان ذلك : ما شاء الله ، ثم ما شاء محمد

235 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي ، حدثنا شيبان يعني النحوي ، عن الأجلح ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس قال : { جاء رجل إلى النبي عليه السلام فراجعه في بعض الكلام فقال : ما شاء الله عز وجل وشئت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجعلتني مع الله عدلا ، لا ، بل ما شاء الله وحده } .

236 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا عفان بن مسلم ، عن شعبة ، قال منصور بن المعتمر : أنبأني قال : سمعت عبد الله بن يسار عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تقولوا : [ ص: 219 ] ما شاء الله ، وشاء فلان ، ولكن قولوا : ما شاء الله ، ثم شاء فلان } .

237 - حدثنا أبو أمية ، حدثنا علي بن بحر القطان ، حدثنا هشام بن يوسف ، عن معمر ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة قال : { رأى رجل من أصحاب النبي عليه السلام في النوم قوما من اليهود ، فأعجبته هيئتهم فقال : إنكم قوم لولا أنكم تقولون : عزير ابن الله ؟ قال : وأنتم قوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله ، وشاء محمد ، ثم إنه رأى قوما من النصارى فأعجبته هيئتهم فقال : إنكم قوم لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله . قال : وإنكم قوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد . فلما أصبح قص ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه السلام : قد كنت أسمعها منكم فتؤذيني . فلا تقولوا : ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن قولوا : ما شاء الله ، ثم شاء محمد } .

238 - حدثنا صالح بن شعيب بن أبان البصري أبو شعيب ، [ ص: 220 ] حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى وهو ابن سعيد ، عن المسعودي قال : حدثني معبد بن خالد ، عن عبد الله بن يسار ، عن قتيلة بنت صيفي الجهنية قالت : { أتى حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، نعم القوم أنتم ، لولا أنكم تشركون . قال : سبحان الله ، وما ذاك ؟ قال : تقولون إذا حلفتم : والكعبة ، فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : إنه يقال فمن حلف منكم فليحلف برب الكعبة ، ثم قال : يا محمد ، نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله ندا . قال : سبحان الله ، قال : تقولون : ما شاء الله وشاء فلان . فأمهل رسول الله عليه السلام ، ثم قال : إنه قد قال من قال . فمن قال : ما شاء الله فليقل معها ، ثم شئت } .

239 - حدثنا فهد ، حدثنا موسى بن داود ، حدثنا المسعودي ، عن معبد بن خالد ، عن عبد الله بن يسار الجهني ، عن قتيلة بنت صيفي الجهني ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

قال أبو جعفر : فكان فيما روينا في هذا الباب عن رسول الله [ ص: 221 ] صلى الله عليه وسلم { نهيه أمته أن يقولوا : ما شاء الله وشئت ، وأمره إياهم أن يقولوا مكان ذلك : ما شاء الله ، ثم شئت } .

قال قائل : فإن في كتاب الله تعالى ما قد دل على إباحة هذا المحظور في هذه الأحاديث ، ثم ذكر قوله تعالى : أن اشكر لي ولوالديك ولم يقل : ثم لوالديك ، فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله أن هذا مما كان مباحا قبل نهي رسول الله عليه السلام عن مثله في هذه الأحاديث ، ثم نهى عما نهى عنه في هذه الأحاديث ، فكان ذلك نسخا لما قد كان مباحا مما قد تلوته قبل ذلك ، ومذهبنا أن السنة قد تنسخ القرآن ؛ لأن كل واحد منهما من عند الله ينسخ ما شاء منهما بما شاء منهما ، ولأنا قد وجدنا كتاب الله قد دلنا على ذلك ، وهو قوله فيه : واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم الآية ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : { خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا : البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم } .

240 - كما قد حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن حطان بن عبد الله ، عن عبادة بن الصامت ، { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا : البكر بالبكر ، والثيب بالثيب ، البكر يجلد وينفى ، والثيب يجلد ويرجم } .

241 - وكما قد حدثنا يونس ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا [ ص: 222 ] شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن حطان الرقاشي ، عن عبادة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله .

242 - وكما قد حدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا هشيم ، أخبرنا منصور ، عن الحسن ، حدثنا حطان ، عن عبادة قال : قال رسول الله عليه السلام : { خذوا عني فقد جعل الله لهن سبيلا : البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم } .

قال أبو جعفر : أفلا ترى أن الله تعالى قد قال في كتابه في اللاتي يأتين الفاحشة ما قال ، ثم قال : أو يجعل الله لهن سبيلا فكان حدهن قبل أن يجعل لهن سبيلا ما ذكره في هذه الآية ، ثم جعل لهن سبيلا فيها حدا يخالف ذلك الحد المذكور في تلك الآية ، فدل ذلك أن السنة قد تنسخ القرآن كما ينسخ القرآن القرآن ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية