[ ص: 143 ] 494 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما قد اختلف القراء فيه فزاد بعضهم على بعض فيه ما قصر عنه غيره منهم
3123 - حدثنا
محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16432عبد الله بن رجاء الغداني ( ح ) ، وحدثنا
عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب nindex.php?page=hadith&LINKID=654356أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن قصة موسى والخضر صلى الله عليهما وسلم أنهما بينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان ، فأخذ الخضر صلى الله عليه وسلم برأسه فاقتلعه بيده فقتله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ، ثم ساق الحديث حتى انتهى منه إلى سؤال الخضر موسى صلى الله عليهما وسلم عما كان منه مما أنكره عليه وإلى قول الخضر له : ( وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين ) .
[ ص: 144 ] قال : ففي هذا الحديث :
أقتلت نفسا زكية ، وقد روي من هذا الوجه بخلاف هذا الحرف من رواية
أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن
أبي أيضا .
3124 - كما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا
روح بن أسلم ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16043أبي يقول : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15896رقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، ثم ذكر مثله ، غير أنه ذكر مكان :
زكية .
زاكية 3125 - وحدثنا
عمران بن موسى الطائي أبو الحسن ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14430أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17116المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16043أبي يذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=15896رقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم
[ ص: 145 ] قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=701046الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ، ولو أدرك لأرهق أبواه طغيانا وكفرا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : وقد اختلف على
أبي إسحاق في هذا الحديث في
زكية وفي
زاكية " على ما ذكرنا عنه في كل واحدة من هاتين الروايتين .
وقد روي هذا الحديث أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عن
أبي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بـ
زاكية ، لا بـ
زكية .
3126 - كما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12271أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر هذا الحديث وقال فيه مكان
زكية في الحديث الأول :
زاكية .
[ ص: 146 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : وهذا الحرف فقد اختلف القراء في قراءاتهم إياه ، فقرأ بعضهم : بـ
زكية ، فممن قرأ منهم كذلك : فيما أجاز لي
علي بن عبد العزيز ، عن
أبي عبيد :
عاصم ،
والأعمش ،
وحمزة ،
والكسائي .
وممن قرأ منهم :
زاكية فيما أجاز لي
علي بن عبد العزيز ، عن
أبي عبيد أيضا :
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر ،
وشيبة ،
ونافع ،
وعبد الله بن كثير ،
وأبو عمرو .
قال
أبو عبيد : والقراءة عندنا :
زاكية ؛ لأن
أبا عمرو كان يفرق بينهما في التأويل ، ويقول : الزاكية : التي لم تذنب قط ، والزكية : التي قد أذنبت ، ثم غفر لها ، وإنما كان
الخضر قتله صغيرا لم يبلغ الحنث .
قال
أبو عبيد في هذه الإجازة : وكان
الكسائي يراهما لغتين بمعنى واحد .
وكان ما قاله
الكسائي في ذلك عندنا أولى مما قاله
أبو عمرو فيه مما وافقه عليه
أبو عبيد ، ثم نعود قائلين
لأبي عبيد ، فنقول له : أما هذا المقتول وإن كان قد سمي غلاما ، فقد يجوز أن يسمى غلاما وهو بالغ ، وأما ما فيه من قوله : " ولو أدرك أرهقهما طغيانا وكفرا " فقد يكون ذلك الإدراك : الاحتلام ، وقد يجوز أن يكون خلافه من المعرفة بالأشياء المذمومة التي يرهق أبويه بها الطغيان والكفر .
وفي الآية ما قد دل على أنه قد كان بالغا ، وهو قول الله عز وجل
[ ص: 147 ] حكاية عن نبيه
موسى صلى الله عليه وسلم في خطابه لنبيه
الخضر عليه السلام :
أقتلت نفسا زكية بغير نفس ، أي : أنها لو قتلت نفسا ، لكانت مستحقة لقتلها بها ، فلا يكون ذلك إلا وقد تقدم بلوغها ، وصارت زكاتها بطهارتها ، وقد شد ذلك قول الله عز وجل في قصة
مريم :
ليهب لك غلاما زكيا ، أي : طاهرا ، فوصفه أنه زكي بغير ذنب كان منه قبل ذلك حتى غفره الله عز وجل له .
وفيما ذكرنا من ذلك ما يجب به فساد ما قاله
أبو عمرو في تفريقه بين الزكية والزاكية ، وفي تثبيت ما قاله
الكسائي : إنهما لغتان بمعنى واحد .
[ ص: 148 ] والعرب قد تفعل مثل هذا فتقول : القاصي والقصي ، وأنشدني بعض أهل العربية من أهل اللغة الأعراب في خطابه لزوجته في ولد ولدته فأنكره :
لتقعدن مقعد القصي أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي
يريبني بالمنظر التركي
ومقلة كمقلة الكركي
يريد بالقصي : القاصي ، ويريد بالعلي : العالي .
فقال قائل : ففيما قد ذكرته من هذه الأحاديث زيادة حرف في الخط ، وهي الألف الموجودة في " زاكية " المفقودة في " زكية " ، فكيف جاز أن يكون ذلك كذلك في المصاحف التي قد ذكرتها ؟ .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن ما ذكرناه من الاختلاف في
زاكية و
زكية ليس حكاية عن القرآن ، ولكنه حكاية
[ ص: 149 ] عن كلام
موسى صلى الله عليه وسلم
للخضر عليه السلام بما كلمه به من ذلك ، وكان لسان
موسى صلى الله عليه وسلم خلاف لسان نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أنزل القرآن بلسانه ، وكان ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث من
زاكية ، ومن
زكية حكاية عما كان من
موسى صلى الله عليه وسلم مما خاطب به
الخضر في ذلك ، والحكايات بالألسن عن الألسن التي كانت قبل ذلك بغير تلك الألسن ، فقد يجوز أن يحكى بالألفاظ المختلفة .
ومن ذلك قوله عز وجل في كتابه فيما حكاه عن نبيه
زكريا صلى الله عليه وسلم من جوابه إياه لما سأله أن يجعل له آية ، فقال في موضع من كتابه :
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ، وقال في موضع آخر منه :
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ، إخبار عن معنى واحد ذكره في أحد الموضعين بالليالي التي تدخل فيها أيامها ، وفي الموضع الآخر بالأيام التي تدخل فيها لياليها .
فمثل ذلك حكايته عن
موسى صلى الله عليه وسلم في وصف الغلام المقتول بالحال التي كان عنده عليها بأنه زكي في معنى " زاكي " ، وبأنه " زاكي " في معنى زكي ، ثم المرجوع إليه بعد ذلك في القراءة هو الموجود في المصاحف منها ، ففي بعضها إثبات الألف ، وفي بعضها سقوط الألف ، فدل ذلك أن ذلك واسع ، وأن ما قرئ به من تلك اللفظتين واسع غير معنف من مال إلى واحدة من الكلمتين ، وترك الأخرى ، والله عز وجل نسأله التوفيق .