[ ص: 156 ] 563 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله في الموالي : ليقاتلنكم على هذا الدين عودا كما قاتلتموهم عليه بدءا
3530 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17362يزيد بن سنان ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17310يحيى بن حماد ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان - يعني الأعمش - ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
عباد بن عبد الله ، قال :
خطبنا nindex.php?page=showalam&ids=8علي عليه السلام ، وصعصعة بن صوحان حاضر على منبر من آجر ، فجاء رجل يتخطى رقاب الناس حتى كلمه بشيء ، فانتهره ، ولا أدري ما قال له ، ثم جاء nindex.php?page=showalam&ids=185الأشعث بن قيس يتخطى رقاب الناس حتى دنا منه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، غلبتنا هذه الحمراء على وجهك - يعني الموالي - فضرب صعصعة بن صوحان على ظهري وقال : ليبدين من أمر العرب أمرا قد كان يكتمه ، ثم قال : من يعذرني من هذه الضياطرة ، يتقلب أحدهم على حشاياه ، ويهجر قوم لذكر الله ، تأمروني أن أطردهم ، فأكون من الظالمين ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم بدءا .
[ ص: 157 ] 3531 - حدثنا
فهد بن سليمان ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16665عمر بن حفص بن غياث النخعي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15730أبي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، قال حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال ، عن
عباد الأسدي ، أنه حدثه قال :
بينا nindex.php?page=showalam&ids=8علي عليه السلام يخطبنا يوم جمعة على منبر من آجر ، وزيد بن صوحان خلفي ; إذ رأى رجلا يتخطى رقاب الناس حتى دنا فتكلم بشيء ، فغضب علي عليه السلام غضبا شديدا حتى رؤي في وجهه ، ثم جاء nindex.php?page=showalam&ids=185الأشعث بن قيس يتخطى رقاب الناس حتى دنا ، فقال : غلبتنا هذه الحمراء على وجهك ، فغضب علي واشتد غضبه ، ثم قال : من يعذرني من هذه الضياطرة ، يتضجعون على فرشهم ، ويروح أقوام إلى ذكر الله عز وجل ، فيأمروني أن أطردهم فأكون من الجاهلين ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا ، فضرب زيد على [ ص: 158 ] منكبي ثم قال : ليظهرن أمير المؤمنين على العرب اليوم أمرا كان يكتمه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد بما فيه إن شاء الله ، فكان ما فيه من ذكر الحمراء يراد بها الموالي ، ومنه ما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3532 - مما قد حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683451أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وأرسلت إلى الأحمر والأبيض ، وأعطيت الشفاعة .
قال لنا
المزني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : ثم جلست إلى
سفيان فذكر هذا الحديث ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
أبي سلمة أو
سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ثم ذكره .
[ ص: 159 ] [ ص: 160 ] [ ص: 161 ] وكان فيه من الضياطرة المذكورين فيه أنه يراد بهم الذين يحضرون الأسواق بلا مال معهم ، يحضر به الأسواق وينتفع به في حضورها ، وكان من يحضرها كذلك كمن لم يحضرها ، فمثله من يحضر غيرها بلا منفعة في حضوره لما يحضره ، والواحد من الضياطرة ضيطار .
ثم تأملنا ما في هذا الحديث من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه فيه عنه ، فكان العرب بدءا هم الذين قاتلوا العجم حتى أدخلوهم في الإسلام ، كما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك .
3533 - مما قد حدثنا
الكيساني ، قال : حدثنا
الخصيب بن ناصح ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة ، عن
كثير بن أبي الأعين ، قال :
[ ص: 162 ] حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبو الطفيل ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=938396ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استغرب ، فقال : ألا تسألوني مم ضحكت ؟ قالوا : مم ضحكت يا رسول الله ؟ قال : عجبت من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل وهم يتقاعسون عنها فما يكرهها إليهم . قالوا : وكيف يا رسول الله ؟ قال : قوم من العجم يسبيهم المهاجرون ليدخلوهم في الإسلام وهم كارهون .
[ ص: 163 ] 3534 - وكما حدثنا
فهد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13941أبو سلمة المنقري ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16874المبارك بن فضالة ، عن
كثير بن أعين أبي محمد ، قال : حدثني
[ ص: 164 ] nindex.php?page=showalam&ids=11871أبو الطفيل بمكة سنة سبع ومائة ، قال :
ضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى استغرب ، ثم ذكر مثله .
3535 - وما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17362يزيد بن سنان ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15679حبان بن هلال ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16874مبارك بن فضالة ، قال : أخبرني
كثير أبو محمد ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=11871أبو الطفيل ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=681236ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : ألا تسألوني مم ضحكت ؟ ثم ذكر مثله .
فكان العرب الذين أدخلوا العجم في الإسلام حتى صاروا من أهله ، وحتى صار فيهم من علم وعقل عن الله عز وجل وعن رسوله شرائع دينه ، حتى صارت إليه مطالبة من خرج عما عليه منه إلى ضده بالرجوع إلى ما خرج منه ، فكان ذلك قتالهم إياه عودا ليعودوا إلى ما تركوا منه كمثل ما كان العرب قاتلوهم على ما قاتلوهم بدءا حتى أدخلوهم بذلك فيما أدخلوهم فيه ، وقد يحتمل أن يكون أراد من العجم من قد وصفه بطلب العلم حتى قال فيه : لو كان الدين بالثريا ، أو لو كان العلم بالثريا لناله رجال من أبناء فارس .
[ ص: 165 ] فنظرنا هل روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك أم لا ؟
3536 - فوجدنا
nindex.php?page=showalam&ids=15333إسحاق بن إبراهيم بن يونس قد حدثنا ، قال : حدثنا
الحسن بن قزعة ، قال : حدثنا
فضيل بن سليمان النميري ، قال : حدثنا
محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16295العباس بن سهل بن سعد ، عن أبيه
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=702636كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ، فأخذ الكرزن ، فحفر به ، فصادف حجرا ، فضحك ، فسئل : ما أضحكك يا رسول الله ، قال : من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق بالكبول يساقون إلى الجنة ، وهم كارهون .
فعقلنا بذلك أنه صلى الله عليه وسلم إنما أراد من العجم بما قاله في الحديث الذي قبل هذا العجم الذين كانوا بناحية المشرق وهم أبناء فارس الذين دخلوا في الصفة التي وصفها في الحديث الآخر في طلب العلم والدين ، ودخلوا في قول الله عز وجل :
وآخرين منهم لما يلحقوا بهم . أي : يلحقون بالمذكورين في أول السورة ، وهو قوله عز وجل :
هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم . وبالله تعالى التوفيق .