[ ص: 41 ] 608 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المصلي لا يقيم صلبه بين ركوعه وبين سجوده .
3896 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15538بشر بن عمر الزهراني ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13726سليمان الأعمش ، قال : سمعت
عمارة بن عمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12161أبي معمر .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=63887لا صلاة لمن لم يقم صلبه في الركوع والسجود .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث فوجدناه محتملا أن يكون أريد به لا صلاة متكاملة كما يجب على المصلي أن يأتي بها إذا لم يقم صلبه فيها بين ركوعه وبين سجوده بها وإن كانت تجزئه من فرض الصلاة على تضييع منه حظ نفسه فيها وتقصيره عن أعلى المراتب التي يؤتاها أهلها عليها حتى يستحق مع ذلك ما يستحقه من
[ ص: 42 ] أتى بها بكمالها بفرائضها وبسننها ، وقد يغلظ الشيء فيقال فيه مثل هذا مما لا يخرج به من قيل ذلك فيه من المعنى الذي نهي عنه بذلك القول .
3897 - كما قد حدثنا
محمد بن الورد البغدادي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم ( ح ) .
وكما حدثنا
محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج بن منهال ، قالا : حدثنا
أبو هلال الراسبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=692953قلما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال : لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له .
[ ص: 43 ] 3898 - وكما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13838أحمد بن خالد بن يزيد الفارسي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14840عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت nindex.php?page=showalam&ids=15767وحميد nindex.php?page=showalam&ids=17419ويونس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وأخبرني
رجل من ولد أبي بكرة قال: سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله .
فلم يكن من لا أمانة له لا إيمان له ، ولا من لا عهد له لا دين له ، ولكنه لا إيمان أعلى مراتب الإيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين أعلى مراتب الدين لمن لا عهد له .
ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
لا وضوء لمن لم يسم على وضوئه ليس
[ ص: 44 ] أنه بتوضئه كذلك غير خارج من الحدث وقد بينا هذا في الباب واستشهدنا فيه بأشياء قد رويناها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتابنا في الطهارة من شرح معاني الآثار يطول ذكرها كرهنا إعادتها هاهنا خوف طول الكتاب بها .
ثم نظرنا في هذا الحديث هل خولف
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة في الألفاظ التي رواه بها .
3899 - فوجدنا
nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان قد حدثنا ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن
عمارة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12161أبي معمر .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=677373لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه إذا رفع رأسه من الركوع والسجود . 3900 - ووجدنا
nindex.php?page=showalam&ids=15551بكار بن قتيبة قد حدثنا ، قال : حدثنا
هلال بن يحيى بن مسلم ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن
عمارة بن عمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12161أبي معمر .
[ ص: 45 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=72775لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها ظهره في الركوع والسجود .
فتأملنا ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وأبو يوسف هذا الحديث عليه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش هل يخالف معناه معنى ما رواه عليه
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عنه أم لا ؟
فوجدنا قوله لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه إذا رفع رأسه من الركوع والسجود قد يحتمل أن يكون أريد به لا تجزئه الإجزاء الذي هو أعلى مراتب الإحسان ، وهو أولى ما حمل عليه حتى تتفق معاني الروايات التي روي عليها ولا تختلف .
ثم نظرنا هل روى هذا الحديث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم غير
أبي مسعود أم لا .
3901 - فوجدنا
فهد بن سليمان قد حدثنا ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن [ ص: 46 ] عبد الله بن يونس ، قال : حدثني
ملازم بن عمرو الحنفي ، قال : حدثني جدي
عبد الله بن بدر أن
عبد الرحمن بن علي حدثه ، أن أباه
علي بن شيبان حدثه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=63887أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصلى بنا نبي الله صلى الله عليه وسلم فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا معشر المسلمين لا صلاة لمن لم يقم صلبه في الركوع والسجود .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فكانت هذه الألفاظ التي روي بها هذا الحديث موافقة للألفاظ التي روى بها
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة حديثه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش الذي ذكرناه في الفصل الأول من هذا الباب فكان الذي يحتمل هذا الحديث هو مثل الذي ذكرنا من ما يحتمله حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة هذا .
ووجدنا أهل العلم يختلفون فيمن خر من ركوعه إلى سجوده في صلاته بغير رفع منه ظهره منهما ، فطائفة منهم تقول قد أجزأته صلاته مع الإساءة التي كانت منه فيها ومع تضييعه حظ نفسه في طلب استحقاق أعلى المراتب بها وأعلى ما يثاب من يأتي بها بخلاف ذلك
[ ص: 47 ] على إتيانه بها كذلك وممن قال ذلك منهم
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة ومحمد بن الحسن .
وطائفة منهم تقول لا تجزئه صلاته وعليه أن يعيدها وممن قال ذلك منهم
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف ، فنظرنا في ذلك لنقف على الأولى بما قالوه من ذلك وما يوجبه القياس فيه من هذين القولين وكانت الأركان التي الصلاة مبنية عليها منها الركوع الذي هو أحد أركانها ومنها السجود الذي هو أعلى أركانها ووجدنا كل واحد منهما فيه ذكر ولا قراءة فيه ، ثم وجدنا من رفع رأسه من سجوده في صلاته يرجع إلى جلوس ليس من صلب صلاته أعني بذلك الجلوس الأول منها لأنه متفق عليه أنه كذلك وأن من سها عنه فتركه ساهيا عنه لم تبطل بذلك صلاته وكان الجلوس الأخير منها مختلفا فيه ، فمن العلماء من يجعله كذلك
[ ص: 48 ] ومنهم من يجعله بخلاف ذلك ويجعله من صلب الصلاة الذي لا يجزئ إلا به فاستشهدنا بالجلوس المتفق عليه وتركنا أن نستشهد بالجلوس المختلف فيه ، ولما كان الجلوس الذي يخرج من السجود إليه الذي ذكرنا من سنن الصلاة لا من صلبها كان مثل ذلك القيام الذي يخرج من الركوع إليه من سنن الصلاة لا من صلبها ، فثبت بذلك قول من قال إنه إذا تركه في صلاته لم تفسد بذلك صلاته والله نسأله التوفيق .