[ ص: 125 ] 619 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما سأل ربه عز وجل ثم ود أنه ما سأله إياه
3966 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13856إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا
عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ، وحدثنا
أحمد بن داود بن موسى ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14430أبو الربيع الزهراني ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=941669سألت ربي عز وجل مسألة وددت أني لم أكن سألته ، قلت : أي رب قد كانت قبلي أنبياء ، منهم من سخرت له الريح ، ثم ذكر سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من كان يحيي الموتى ، ثم ذكر عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ومنهم ومنهم يذكر ما أعطوا ، قال : ألم أجدك يتيما فآويت ؟ قلت : بلى ، أي رب ، قال : ألم أجدك ضالا فهديت ؟ قلت : بلى ، أي رب . قال : ألم أجدك عائلا فأغنيت ؟ قلت : بلى ، أي رب ، قال : ألم أشرح لك صدرك ، ووضعت عنك وزرك ؟ قلت : بلى ، أي رب .
[ ص: 126 ] 3967 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12538محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا
إسحاق بن هشام التمار ، وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15333إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12410إسحاق بن أبي إسرائيل ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب ، قال
محمد بن علي في حديثه ، قال
حماد : وأظنه عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقال
إسحاق بن إبراهيم في حديثه ، قال
حماد : وأكثر ظني أنه عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ثم ذكر هذا الحديث .
ففي هذا الحديث ما يدل أنه صلى الله عليه وسلم كان سأل ربه أن يؤتيه شيئا يبين به من الأنبياء قبله صلوات الله عليهم من جنس ما آتاه من تقدمه منهم مما أبانه به من سائر الأنبياء صلوات الله عليهم سواه .
منهم
سليمان صلى الله عليه وسلم لما سأله أن يؤتيه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، فسخر له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب ،
والشياطين كل بناء وغواص [ ص: 127 ] ،
وآخرين مقرنين في الأصفاد .
ومنهم
عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم آتاه أن يبرئ الأكمه والأبرص بإذنه ، وأن يخرج الموتى بإذنه .
فكان من الله عز وجل إعلامه إياه أنه قد آتاه ما هو فوق ذلك مما قد اقتص في الحديث ومما لم يقتص فيه مما هو مذكور في سورة
ألم نشرح لك مما خاطبه به من قوله عز وجل له صلى الله عليه وسلم :
ورفعنا لك ذكرك حتى جعله مذكورا في الأذان الذي يدعى به إلى الصلوات التي افترضها على خلقه ، وتعبدهم بها ، ولم يؤت ذلك أحدا ممن تقدمه من الأنبياء صلوات الله عليهم ، ومن
سليمان ومن
عيسى وممن سواهما منهم ، وجعله مع ذلك مما لم يذكر في تلك السورة ، ولا في هذا الحديث مذكورا في الصلوات بعد ذكره عز وجل فيها ومصلى عليه فيها في التشهد لها ، فود صلى الله عليه وسلم لما وقفه الله عز وجل على ذلك أنه لم يكن سأله ما سأله أن يعطيه إياه مما قد كان أعطاه ما هو فوقه ، وما هو أفضل منه ، ثم روي عنه صلى الله عليه وسلم مما قد أحطنا علما أنه لم يقله إلا بعد ذلك .
3968 - ما قد حدثنا
فهد بن سليمان ،
nindex.php?page=showalam&ids=12599ومحمد بن جعفر المعروف بابن الإمام ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير بن معاوية ، قال : حدثنا
أبو خالد يزيد الأسدي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16733عون بن أبي جحيفة السوائي ، عن
عبد الرحمن بن علقمة الثقفي .
عن
عبد الرحمن بن أبي عقيل قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=103602انطلقت في وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا ، فأنخنا بالباب ، وما في الناس أبغض إلينا من رجل [ ص: 128 ] نلج عليه ، فما خرجنا حتى ما في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه ، فقال قائل منا : يا رسول الله ، ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان ؟ قال : فضحك ، ثم قال : فلعل لصاحبكم عند الله عز وجل أفضل من ملك سليمان ، إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة ، فمنهم من اتخذها دنيا فأعطيها ، ومنهم من دعا بها على قومه إذا عصوا ، فأهلكوا بها ، وإن الله عز وجل أعطاني دعوة ، فاختبأتها عند ربي عز وجل شفاعة لأمتي يوم القيامة .
فعقلنا بذلك أن منزلته صلى الله عليه وسلم من ربه عز وجل فوق منزلة
سليمان صلى الله عليه وسلم ، ثم زاده الله عز وجل بعثته إياه إلى الناس جميعا وإنزاله عليه :
قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ، ولم يكن غيره من الأنبياء يبعث إلا إلى قومه ، أو إلى خاص من الناس دون بقيتهم .
وخصه عز وجل بما أتى لنا به على لسانه صلى الله عليه وسلم من قوله .
3969 - ما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، قال : حدثنا
[ ص: 129 ] nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=683451أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وأرسلت إلى الأحمر والأبيض ، وأعطيت الشفاعة .
سمعت
المزني يقول : سمعت
محمد بن إدريس - يعني الشافعي - يقول : جلست إلى
سفيان فذكر هذا الحديث فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
أبي سلمة أو
سعيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ثم ذكره .
ولم يكن غيره من الأنبياء صلى الله عليه وسلم يصلي إلا في مواضع خاصة ، وخص أيضا أن جعل له الطهور بالصعيد الذي هو من الأرض طهورا يقوم مقام الطهور بالماء إذا أعوز الماء حتى يؤدي به الفرائض ، كما كان يؤديها بالطهور وبالماء لو كان وجده ولم يؤت ذلك أحدا قبله من الأنبياء
[ ص: 130 ] صلوات الله عليهم ، وفضله عز وجل بإحلاله له الغنائم ولم تكن حلالا لأحد من الأنبياء قبله ، وإنما كانت نار تنزل من السماء فتأكلها .
ففي ذلك ما قد دل على فضله على جميع الأنبياء صلى الله عليه وعليهم وزاده شرفا وفضلا وجزاه عنا أفضل ما جزى به أحدا من خلقه عن أحد منهم ، والله نسأله التوفيق .