[ ص: 147 ] 673 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابه من سأله عن ذوي المكارم في الجاهلية ممن لم يدرك الإسلام
4357 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود وهو ابن أبي هند ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657323قلت : يا رسول الله ، إن ابن جدعان في الجاهلية كان يصل الرحم ويطعم المسكين ، فهل ذلك نافعه ؟ قال : لا يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، إنه لم يقل : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين .
[ ص: 148 ] 4358 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12538محمد بن علي بن داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد بن زياد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12027أبي سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مثله ، غير أنه لم يقل فيه : " يا
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة " ، وقال فيه زيادة على ما في حديث
أبي أمية : ويفك العاني .
[ ص: 149 ] 4358 م - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13856ابن أبي داود ، حدثنا
عيسى بن إبراهيم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد ، ثم ذكر بإسناده مثله .
4359 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13856ابن أبي داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16921محمد بن المنهال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16653عمارة بن أبي حفصة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت :
قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن ابن عمتي ابن جدعان ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما كان ؟ " قلت : كان ينحر الكوماء ، وكان يجلب على الماء ، وكان يكرم الجار ، وكان يقري الضيف ، وكان يصدق الحديث ، وكان يصل الرحم ، ويوفي بالذمة ، ويفك العاني ، ويطعم الطعام ، ويؤدي الأمانة ، قال : هل قال يوما واحدا : اللهم إني أعوذ بك من نار جهنم ؟ قلت : ما كان يدري ما نار جهنم ، قال : " فلا إذا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : ففي هذا الحديث من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في
ابن جدعان لما سألته عنه ، ووصفت له من أحواله التي كان عليها في الجاهلية ما وصفته له ، ومن جوابه لها في ذلك أن ذلك غير نافعه ، ولم يزدها على ذلك شيئا .
4360 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير ، أنبأنا
[ ص: 150 ] nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، عن
مري بن قطري رجل من بني ثعل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=698395قلت : يا رسول الله ، إن أبي كان يفعل كذا وكذا ، ويصل الرحم ، قال : إن أباك أراد أمرا فأدركه .
4361 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11980أبو حذيفة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك ، عن
مري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم قال :
قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبي كان يطعم المساكين ، ويعتق الرقاب ، فهل له في ذلك من أجر ؟ قال : فإن أباك كان يلتمس أمرا ، فأصابه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : ففي هذا الحديث من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عديا لما سأله عن أبيه ، ووصفه له ما وصفه له من الأحوال التي كان عليها ، ومن جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم له عند ذلك بما ذكر من جوابه إياه له في هذا الحديث وأن الذي كان من أبيه إنما كان لمعنى قد بلغه ، ولم يتجاوز به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
4362 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12391إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم ، عن
أبي [ ص: 151 ] نعامة ، عن
عبد العزيز رجل من بني ضبة ، عن
سلمان بن عامر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي كان يقري الضيف ، ويفعل ويفعل ، وإنه مات قبل الإسلام ، قال : " لن ينفعه ذلك ، فلما ولى قال : " علي بالشيخ " ، فلما جاء قال : " إن ذلك لن ينفعه ، ولكن في عقبه أنهم لن يفتقروا ، ولن يذلوا ، ولن يخزوا .
وذكر
البخاري أن
عبد العزيز هذا المذكور في هذا الحديث هو
عبد العزيز بن بشير ، وأنه رجل من
بني ضبة ، وقال غيره من أهل الحديث : إنه من ولد
سلمان بن عامر .
فكان جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بما لم يخرج عما أجاب به
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وعديا في الحديثين الأولين غير ما فيه مما قاله له بعد أن أمر برده إليه مما ذكر في حديثه هذا ، وكان ذلك محتملا عندنا - والله أعلم - أن يكون رد رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بشيء قاله له الملك
[ ص: 152 ] في أمر
أبي سلمان : إنه كان يفعل ما كان يفعل من تلك الأشياء ليلحق عقبه منها ما قد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
سلمان ; أنهم لن يفتقروا ، ولن يذلوا ، ولن يخزوا ، كما رد الرجل الذي كان سأله في حديث
أبي قتادة :
أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، أيكفر الله تعالى عني خطاياي ؟ قال : " نعم " ، فلما ولى دعاه ، فقال له : " إلا أن يكون عليه دين ، كذلك قال لي جبريل عليه السلام .
4363 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13529الحسين بن نصر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657185قال nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام : يا رسول الله ، كنت أدع شيئا تبرعا في الجاهلية . قال : لك ما أسلمت على ما أسلفت من خير .
4364 - حدثنا
مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12370أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز الدراوردي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12544محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300عمه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة أن
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام أخبره
nindex.php?page=hadith&LINKID=657183أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت أمورا [ ص: 153 ] كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة وعتاقة وصلة رحم ، هل لي فيها من أجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما أسلفت من خير .
فكان في هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا
لحكيم عن ما سأله عنه قوله له : " أسلمت على ما أسلفت من خير " ، فذلك محتمل أن يكون ذلك الخير هو الخير الذي يحمد عليه مثله على ما كان منه ، وإن كان لا أجر له فيه ، فلم يخرج ذلك عما في الآثار الأول التي قد رويناها في هذا الباب .
4365 - وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13856ابن أبي داود قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب ، أنبأنا
معاوية بن هشام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان ، عن
جابر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة ،
[ ص: 154 ] عن
سلمة بن يزيد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=696203قلنا : يا رسول الله ، إن أمنا كانت تقري الضيف وتصل الرحم ، وإنها كانت وأدت في الجاهلية ، وماتت قبل الإسلام ، فهل ينفعها عمل إن عملناه عنها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينفع الإسلام إلا من أدرك ، أمكم وما وأدت في النار .
[ ص: 155 ] [ ص: 156 ] ففي هذا الحديث أن الإسلام لا ينفع إلا من أدركه ; أي : فأسلم ، ودخل فيه ، وكانت المنفعة المذكورة في هذا الحديث محتملة أن تكون هي المنفعة بالإسلام لا بما سواه مما قد تقدمه في الجاهلية من الأمور المحمودة ، ومحتملة أن تكون نافعة لأهلها في غير الإسلام ، كما ينفعهم لو عملوها في الإسلام ، غير أن جملة ما رويناه في هذا الباب يرجع إلى مراد عاملي الأشياء بإعمالهم إياها ما عملوها له ، كما قال صلى الله عليه وسلم : "
إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله عز وجل وإلى رسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .
[ ص: 157 ] وسنذكر ذلك بأسانيده فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى .
وإذا كانت الأعمال في الإسلام لا تنفع عامليها إلا بنيتهم بها الله عز وجل ، فيكونون بها مريدين له وقاصدين إليه ، فيثيبهم عليها ما يثيبهم عليها ، وإذا عملوها لما سوى ذلك من أمور دنياهم لم يكونوا كذلك ، ولم يكن لهم في ذلك من شيء - كان ما عملوه في الجاهلية من الخير الذي ليس معهم من الإسلام ولا النيات التي يريدون بأعمالهم فيها الله عز وجل أحرى أن لا يثابوا عليها ، وأن لا يؤتوا بها إلا ما قصدوا بها إليه في دنياهم من أسباب دنياهم ، فقد ائتلفت هذه الآثار التي رويناها في هذا الباب ، وصدق معاني بعضها بعضا ، ولم يخرج شيء فيها عن شيء إلى ما يضادها ، وبالله التوفيق .