[ ص: 501 ] 716 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحبه الله من الخيلاء
4576 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15551بكار بن قتيبة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15705حرب بن شداد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم التيمي تيم قريش قال : حدثني
ابن جابر بن عتيك ، عن
أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=668772إن من الخيلاء ما يحب الله عز وجل ، ومنها ما يكره ، فأما الخيلاء التي يحب الله ، فاختيال الرجل بنفسه عند الصدقة وعند القتال ، والخيلاء التي يكرهها الله عز وجل في البغي والفخر .
[ ص: 502 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث ، فوجدنا فيه أن الخيلاء التي يحبها الله اختيال الرجل بنفسه عند الصدقة وعند القتال ، فكان اختياله بنفسه عند القتال معقولا المراد به ما هو ، وأنه مما يرعب به عدوه الذي حضر لقتاله ، ومما يزيد من اقتداره عليه وقلة اكتراثه به ، ولما كان ذلك كذلك في الخيلاء عند القتال كان مثله الخيلاء عند الصدقة ; لأن المتصدق يعارضه الشيطان ، فيلقي في قلبه نقص ماله بالصدقة التي يحاولها ، ويخوفه الفقر إذا كانت منه ، كما قال تعالى :
الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ، وكان إذا اختال عند صدقته ليري بذلك شيطانه قلة اكتراثه فيما يلقيه في قلبه مما يمنعه به من الصدقة ، فيكون ذلك مما يصغر شيطانه في نفسه ، ومما يهم صاحب ذلك المال بما يفعله فيه مما يتقرب به إلى الله عز وجل قاهرا له فيه ، فكان ذلك منه في الصدقة نظير ما يكون من المقاتل في الاختيال الذي ذكرناه فيه عنده ، ويكون حمده على ذلك كحمد المختال عند القتال في اختياله ، والله الموفق .