[ ص: 532 ] 791 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكره مما لا تصلح له المساجد ومما هي له .
5004 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15551بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16686عمر بن يونس اليماني ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657437إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا يعني : البول والعذرة ، إنما هي لذكر الله - عز وجل - وللصلاة ولقراءة القرآن ، قال
عكرمة ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 533 ] فقال قائل : فقد رويتم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما اعتكف في المسجد ضرب له خباء فيه ، وضرب لمن اعتكف معه من نسائه أخبية فيه ، وقد ذكرت ذلك فيما تقدم منك في كتابك هذا وفي ذلك استعماله لغير ما ذكر في الحديث الأول أنه يصلح له ، ورويت مع ذلك في غير كتابك هذا مما يدخل في هذا المعنى .
5005 - فذكر ما قد حدثنا
فهد بن سليمان ، قال : حدثنا
محمد بن سعيد ابن الأصبهاني ، قال : حدثنا
علي بن عابس الملائي ، عن
أبي فزارة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن
أبي ليلى nindex.php?page=hadith&LINKID=907410أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في العشر الأواخر من رمضان في قبة من خوص .
قال هذا القائل : وفي ذلك إشغال المسجد لغير ما بني له ، وهذا وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك الذي ذكرته في أول هذا الباب متضادان .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله - عز وجل - وعونه : أنه لا تضاد في ذلك كما ذكر ; لأن الاعتكاف سبب لذكر الله - عز وجل - من
[ ص: 534 ] المعتكفين ، وذلك مما يدخل في المعنى المذكور في حديث
أنس الذي ذكرنا ، وكان المعتكفون يحتاجون في إقامتهم في اعتكافهم إلى ما يقيهم البرد والحر ، وإلى ما لا يتهيأ لهم الإقامة للاعتكاف الذي هم فيه من المساجد إلا به ، ومما يحتجب أمهات المؤمنين اللائي اعتكفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال الذين لا يحل لهم النظر إليهن إلا هو ، ومن اتخاذ ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب مما لا تقوم أبدانهم إلا به في المواضع التي يعتكفون فيها ، فكان ما اتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك لنفسه ، ولمن اعتكف معه من أزواجه في المسجد الذي كان اعتكافه وإياهم فيه لهذا المعنى ، ولم يكن ما فعل من ذلك بقاطع الناس عن الصلاة في بقية المسجد ، وعن الوصول بذلك إلى ما كانوا يصلون إليه منه لو لم يتخذ هذه الأشياء فيه ، وكانت هذه الأشياء التي اتخذت فيه أسبابا لذكر الله - عز وجل - فيه ، فقد عاد معنى ذلك إلى معنى الحديث الأول ، قال هذا القائل : فقد رويتم ما زاد على هذا المعنى .
5006 - وذكر ما قد حدثنا
فهد بن سليمان ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16421عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=653813أصيب سعد ، يعني : ابن معاذ - رضي الله عنه - يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له : حبان بن العرقة ، رماه في الأكحل ، فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبة في المسجد ليعوده من قريب .
[ ص: 535 ] 5007 - وما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15300أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12800محمد بن عيسى ابن الطباع ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17313يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لسعد بن معاذ قبة في المسجد لتقرب عليه عيادته .
قال هذا القائل : ففي هذا أيضا زيادة على المعنى الذي ذكرناه فيما كان اتخذه صلى الله عليه وسلم لنفسه ولأزواجه في اعتكافه وفي اعتكافهن معه في المسجد .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله - عز وجل - وعونه : أنه قد يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أراد بما فعل من ذلك الزيادة
لسعد عند ربه - عز وجل - من فضل الصلوات في مسجده وأن لا ينقطع عن ذلك بما حدث به ليكمل الله - عز وجل - له في صلواته ما جعله على لسان نبيه لمن صلى في مسجده صلاة من الفضل الذي يعطاه عليها زيادة على ما يعطاه من صلاها في غيره ، وهو ألف صلاة فجعل له
[ ص: 536 ] في مسجده ما جعل له مما يكون منه ليدرك هذا الجزاء على هذه الصلوات مع قربه من عيادته والوقوف على أحواله ، وفي ذلك أيضا موافقة ما في الحديث الأول ، والله - عز وجل - نسأله التوفيق .