[ ص: 237 ] 894 - باب بيان مشكل ما روي فيمن قرأ قوله :
وما هو على الغيب بظنين أو
بضنين
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : قد ذكرنا مخرج قراءة
عاصم فيما تقدم من كتابنا هذا ورجوعها إلى
علي ،
وعبد الله وزيد - رضي الله عنهم - وذكرنا في رواية
أبي بكر بن عياش أخذه إياها عنه حرفا حرفا ، وأنه كان يقرأ هذا الحرف بالضاد ، وذكرنا قراءة
حمزة ومخرجها وإلى من ترجع في الإسناد الذي ذكرناها به ، وأنه كان يقرأ هذا الحرف كذلك ، وذكرنا قراءة
نافع وأخذه إياها عن الجماعة الذين أخذها منهم ، وأن منهم
أبا جعفر ، وأخذ
أبي جعفر إياها عن مولى
عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، وأخذ مولاه إياها من
أبي وكان يقرأ هذا الحرف كذلك أيضا .
وأما
عبد الله بن كثير فكان يقرؤه بالظاء .
كما حدثنا
ابن أبي عمران ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خلف بن هشام في القراءة كذلك .
وقد روي في أخذ خلف قراءة
عبد الله بن كثير في هذه الرواية عن
عتبة بن عقيل ، عن
شبل المكي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16456عبد الله بن كثير .
[ ص: 238 ] وأما
أبو عمرو بن العلاء فكان يقرؤها بالظاء .
كما حدثنا
ابن أبي عمران ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خلف أبو زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو : أنه كان يقرؤها كذلك .
وكذلك كان
nindex.php?page=showalam&ids=13723عبد الرحمن الأعرج ،
والليث بن سعد يقرآنها ،
كما حدثنا
روح بن الفرج قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن عبد الله بن بكير يقول :
سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد ، يقول لعبد الحكم بن أعين : كيف يقرأ صاحبك - يعني نافعا - هذا الحرف وما هو على الغيب بضنين ؟ قال
ابن بكير : وكان
الليث يقرؤها
بظنين .
وكما حدثنا
روح بن الفرج ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17320ابن بكير ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16457عبد الله بن لهيعة :
أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج يقرؤها بظنين بالظاء .
وأما ما روي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك مما قد .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
أنه كان يقرؤها بظنين .
وما قد حدثنا
ابن أبي عمران ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خلف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم ، عن
أبي المعلى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
أنه قرأها كذلك .
[ ص: 239 ] غير أن
مجاهدا قد روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان يقرؤها بالضاد .
كما حدثنا
ابن أبي عمران ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خلف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15800وخالد - يعني ابن عبد الله - عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
بضنين بالضاد .
وكما حدثنا
ابن أبي عمران ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15833خلف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17127مغيرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد مثله .
ثم نظرنا في الأولى من هاتين القراءتين بما جاءت به الآثار الدالة على ذلك ، فكان الذين قرؤوها ( بالضاد ) معناه يكون بخيلا بالغيب ، والذين قرؤوها ( بالظاء ) نفوا عنه أن يكون متهما في ذلك .
ووجدناه صلى الله عليه وسلم قد كان غير متهم عند قومه حتى كانوا يسمونه الأمين لصدق لهجته ، ولأمانته التي كان عليها .
5596 - كما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13856ابن أبي داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15982سعيد بن سليمان الواسطي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16285عباد بن عوام ، عن
هلال بن خباب ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، حدثنا مولاي
nindex.php?page=showalam&ids=4814عبد الله بن السائب ، قال :
كنت فيمن بنى البيت ، فأخذت حجرا ، فكنت أعبده ، فإن كان ليكون في البيت الشيء ، فأبعث به فيصب عليه . ولقد كان يؤتى باللبن الطيب فأبعث به فيصب عليه ، وإن قريشا اختلفوا وتشاجروا في الحجر [ ص: 240 ] أين يضعونه حتى كاد يكون بينهم قتال بالسيوف ، فقال : انظروا أول رجل يدخل من باب المسجد ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : هذا أمين ، وكانوا يسمونه في الجاهلية ( أمينا ) ، فقالوا : هذا محمد فجاء وأخذ ثوبا وبسطه ، ووضع الحجر فيه ، فقال لهذا البطن ، ولهذا البطن ، ولهذا البطن : ليأخذ كل واحد منكم بناحية الثوب ، ففعلوا فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضعه في مكانه .
وكذلك كان
أبو سفيان بن حرب على ما كان في قلبه عليه صلى الله عليه وسلم يومئذ في جوابه
قيصر لما سأله : هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال - يعني النبوة . - ؟
5597 - كما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13856ابن أبي داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13761عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12374إبراهيم بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16214صالح بن كيسان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة :
[ ص: 241 ] [ ص: 242 ] أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أخبره قال : أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب بن أمية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652723أنه كان بالشام في رجال من قريش قدمها تجارا في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش ، قال أبو سفيان : فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام ، فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء ، فدخلنا عليه ، فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه تاج وحوله عظماؤه ، فقال لترجمانه : سلهم ، أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ فقال أبو سفيان : أنا أقربهم إليه نسبا ، قال : ما قرابة ما بينك وبينه ؟ قلت : هو ابن عمي ، وليس في الركب يومئذ رجل من بني عبد مناف غيري ، فقال قيصر : أدنوه مني ، ثم أمر بأصحابي ، فجعلوا خلف ظهري ، ثم قال لترجمانه : قل لأصحابه : إني سائل هذا الرجل عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ، فإن كذب فكذبوه ، قال أبو سفيان : والله لولا الحياء من أن يأثر أصحابي عني الكذب ، لحدثت عنه حين سألني ، ولكني استحييت أن يأثروا عني الكذب فصدقته عنه . فكان مما سأله عنه : هل أنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا .
[ ص: 243 ] ففي هذا من قول
أبي سفيان ما فيه من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندهم من الصدق في الرتبة التي كان منه فيها ، وقد سمع ذلك من قوله من كان معه من
قريش فلم يخالفه أحد منهم في ذلك .
وكذلك كان من
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص ، ومن
عبد الله بن أبي ربيعة عند
[ ص: 244 ] النجاشي على ما كان في قلوبهما يومئذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ما قدما له على
النجاشي فيما يحاولان به ما كانا يحاولانه في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقومه الذين كانوا اتبعوه .
5598 - كما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع المرادي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12310أسد بن موسى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17313يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وكما حدثنا
فهد بن سليمان ، حدثنا
يوسف بن بهلول ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16410عبد الله بن إدريس ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11947أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=938506في قصة خروجهم إلى النجاشي : أن قريشا بعثت إلى النجاشي nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أبي ربيعة ، وكان أتقى الرجلين فينا عبد الله بن أبي ربيعة ، وأن عمرا قال : لا بالله لأجيبنه بما أبيد به خضراءهم ، لأخبرنه أنهم يزعمون أن إلهك الذي تعبد عبد . فقال عبد الله : لا تفعل ، فإن لهم أرحاما ، وإن كانوا قد خالفونا ، فقال : أحلف بالله لأفعلن ، فرجع إليه بعد يوم قد كان دخل عليه فيه . فقال : أيها الملك ، إنهم يقولون في عيسى عليه السلام قولا عظيما ، فابعث إليهم ، فسلهم عنه ، فأرسل إلينا . فقال : ماذا تقولون في عيسى ؟ قالوا : نقول فيه ما قال الله عز وجل ، وما قال لنا نبينا صلى الله عليه وسلم : هو عبد الله وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول . قالت : فدلى يده ، فأخذ عودا من الأرض ، فقال : ما عدا عيسى صلوات الله عليه ، ما قلتم فيه .
[ ص: 245 ] وفي هذا الحديث أن المتكلم له بهذا الكلام
جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأنه قال في أول ما كلمه : كنا مع قومنا في أمر جاهلية نعبد الأصنام ، فبعث الله إلينا رجلا نعرف نسبه وصدقه ووفاءه ، ثم ذكر بقية الحديث .
ولم يدفع
عمرو ولا
عبد الله بن أبي ربيعة ، ولو كانا يستطيعان دفع ذلك لفعلاه ، ولكنهما تركا ذلك لعلمهما أن الحجة كانت تقوم عليهما
لجعفر بما قاله من ذلك ، فتركا خلافه لذلك .
وفي هذا أيضا ، وفيما ذكرناه قبله ما قد دل أنه عليه السلام لم يكن ظنينا عند قومه ، وأنه كان عندهم من أهل الصدق والأمانة ، وفي ذلك ما قد دل أن الذي وصفه الله عز وجل في الآية التي تلونا لم يكن صلى الله عليه وسلم عندهم في خلافه ، وكان الذي وصفه به دفعا عنه أنه يكتم شيئا مما أنزل عليه مما عسى أن يكونوا كانوا يظنونه لما فيه من الرأفة والرفق لهم ، فأنزل الله تعالى ما ينفي ذلك عنه ، وأنزل الله تعالى عليه مع ذلك أيضا :
فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين .
[ ص: 246 ] وأنزل عليه أيضا :
يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك ، وأتبع ذلك بما أنزل عليه :
وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته ، وهو صلى الله عليه وسلم أفعل الناس لما يأمره ربه عز وجل وأشدهم تمسكا به .
ولهذا روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها .
5599 - ما قد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو بن الحارث : أن
nindex.php?page=showalam&ids=16506عبد ربه بن سعيد أخبره ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، حدثه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر الشعبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق بن الأجدع : أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها تقول :
أعظم الفرية على الله عز وجل من قال ثلاثة : من قال : إن محمدا رأى ربه ، وإن محمدا كتم شيئا من الوحي ، وإن محمدا يعلم ما في غد . قلت : يا أم المؤمنين ، وما رآه ؟ قالت : لا ، إنما ذلك جبريل رآه مرتين : مرة في صورته بالأفق الأعلى ، ومرة سادا آفاق السماء .
[ ص: 247 ] 5600 - وما قد حدثنا
أحمد بن داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16921محمد بن المنهال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مثله .
[ ص: 248 ] وقال بعض أهل العلم في تأويل قوله عز وجل :
وما هو على الغيب بضنين أن كل عالم بعلم لا يحب أن يعلم كل علمه غيره ، فأخبرهم الله عز وجل أنه صلى الله عليه وسلم فيما علمه إياه بخلاف ذلك ، وفي ذلك ما قد دل أن معه في علمه غيره من الفضل في ذلك ما يتجاوز به ما علمه كل العلماء .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام يقول : الاختيار عندي لقراءة هذا الحرف بالظاء ، قال : والضاد والظاء لا يختلف خطهما إلا بزيادة رفع رأس أحدهما على رأس الأخرى ، فهذا قد يتشابه في خط المصاحف ويتدانى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر : ونجيبه عن ذلك بأن نقول : فقد أنكرت على
أبي عمرو في قراءته :
إن هذين لساحران ، وحاججته في ذلك بأن الألف ثابتة في السواد في ذلك الحرف ، وقد يجوز أن يقطع الألف ويضم إلى الحرف الذي هو منه فيصير هذين ، فكان الذي يلزمك في خلاف السواد في ذلك الحرف هو مثل الذي ألزمته
أبا عمرو في خلافه السواد في ذلك الحرف ، وما رأينا مصحفا قط إلا والذي فيه بضنين الضاد ، لا بظنين بالظاء ، وفيما ذكرناه في هذا الباب كفاية لما يقرأ هذا الحرف به وهو بضنين ، وبالله التوفيق .