ففي هذا الحديث : أن تلك البيعة كانت يومئذ لما بلغ رسول الله [ ص: 480 ] صلى الله عليه وسلم أنه كان من أهل مكة في عثمان ما بلغه أنه كان منهم فيه ، فبايع الناس حينئذ على ما بايعهم مما لم يكن بايعهم من قبل على مثله .
5772 - كما حدثنا فهد بن سليمان ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11960أبي جعفر الرازي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية وغيره ، عن nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن المغفل ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=663887بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على أن لا نفر [ ص: 481 ] .
فكانت تلك البيعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بما كان بلغه أنه كان من أهل مكة في عثمان ما كان ، فقيل : إنه كان سببا لها من أجل ذلك .
وقد سمعت المزني : يقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : بسبب عثمان نزلت بيعة الرضوان .
فقال قائل : فإن عثمان قد كان غائبا عنها ، فكان من شهدها أولى [ ص: 482 ] بالفضيلة بها من عثمان .
فكان جوابنا له في ذلك : أن هذا الكلام يدل على جهل من هذا القائل بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمناقب أصحابه فيها ، لأن عثمان قد كان له فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل ما كان منه لأحد من الناس ممن كان حاضرا لتلك البيعة ، وممن كان غاب عنها .
فبان بحمد الله ونعمته أنه قد كان لعثمان في تلك البيعة مع غيبته عنها ما لم يكن لأحد شهدها سواه ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع له ، وصفق بيده على يده ، فأي فضيلة كهذه الفضيلة التي كانت له في بيعة الرضوان .