[ ص: 347 ] 986 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به قلته أو لم أقله ، فإني أقول ما يعرف ولا ينكر ، وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوه ، فإني لا أقول ما ينكر .
6068 - حدثنا
عبيد بن رجال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14161الحسن بن علي الحلواني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن
أبيه .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به ، قلته أو لم أقله ، فإني أقول ما تعرفونه ولا تنكرونه ، وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوا به ، فإني لا أقول ما تنكرونه وأقول ما تعرفونه .
[ ص: 348 ] وكان هذا الحديث من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب إنما دار على
يحيى بن آدم ، ويقال : إن سماعه إياه كان
بالكوفة لما حمل له .
فتأملنا هذا الحديث لنقف على معناه إن شاء الله عز وجل ، فكان وجه قوله صلى الله عليه وسلم : تعرفونه قد يحتمل أن يكون على المعرفة منهم له بطباعهم ، كما يعرفون بقلوبهم الأشياء التي تضرهم والأشياء التي تنفعهم ، ويعلمون بقلوبهم تواترها ، وأن بعضها مخالف لبعض علم طباع لا علم اكتساب ، وكانوا قد علموا أن نبيهم صلى الله عليه وسلم قد جعل الله عز وجل له شريعة هي أجل الشرائع وأحسنها ، فكان حملتها التي قد علموها علموا بها أن الأشياء الحسنة الملائمة لأخلاقه صلى الله عليه وسلم وشريعته
[ ص: 349 ] يدخل فيها ما حدثوا به من ذلك ، وإذا كان ذلك كذلك وجب عليهم قبوله والتصديق به عنه ، وإن لم يقله لهم بلسانه ; لأنه من جملة ما قد قامت به الحجة عليهم له ، وإذا سمعوا عنه الحديث فأنكروه من تلك الجهة وجب عليهم الوقوف عنه والتجافي لقبوله .