المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
[ ص: 262 ] 6 - باب فضل الحاج

( 45 ) حديث أبي هريرة : من خرج حاجا فمات ، يأتي في فضل الجهاد إن شاء الله تعالى .

1131 وقال مسدد : حدثنا عطاف بن خالد ، حدثني إسماعيل بن رافع ، عن أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف ، فأتاه رجل من الأنصار ، ورجل من ثقيف ، فلما سلما قالا : جئناك يا رسول الله نسألك قال صلى الله عليه وسلم : إن شئتما أخبرتكما بما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أسكت وتسألاني فعلت . قالا : أخبرنا يا رسول الله نزدد إيمانا ، أو نزدد يقينا . شك إسماعيل ، فقال الأنصاري للثقفي : سل ، قال : بل أنت فسله ; فإني لأعرف لك حقك ، فسله ، فقال الأنصاري : أخبرنا يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ، وما لك فيه ؟ وعن طوافك بالبيت ، وما لك فيه ؟ وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ؟ وعن طوافك بالصفا والمروة وما لك فيه ؟ وعن وقوفك بعرفة وما لك فيه ؟ وعن رميك الجمار وما لك فيه ؟ وعن نحرك وما لك فيه ؟ وعن حلاقك رأسك وما لك فيه ؟ وعن طوافك بعد ذلك وما لك فيه ؟ . قال : والذي بعثك بالحق ، لعن هذا جئت أسألك ، قال صلى الله عليه وسلم : فإنك إذا خرجت من [ ص: 263 ] بيتك تؤم البيت الحرام ، لم تضع ناقتك خفا ولم ترفعه إلا كتب الله تعالى لك به حسنة ، ومحا عنك به خطيئة ، ورفع لك بها درجة ، وأما طوافك بالبيت ، وأما ركعتاك بعد الطواف فإنها كعتق رقبة من بني إسماعيل ، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة ، وأما وقوفك عشية عرفة ، فإن الله تعالى يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة ، يقول : هؤلاء عبادي جاؤوني شعثا غبرا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ومغفرتي ، فلو كانت ذنوبكم عدد الرمل ، أو كزبد البحر لغفرتها ، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ، ولمن شفعتم له ، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات ، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك ، وأما حلاق رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة ، وتمحى عنك بها خطيئة . قال : يا رسول الله ، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك ؟ قال : إذا تدخر لك في حسناتك ، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ، فإنك تطوف ولا ذنب لك ، يأتي ملك حتى يضع يده بين كتفيك ، ثم يقول : اعمل لما تستقبل فقد غفر لك ما مضى . فذكر بقية الحديث .

( 46 ) وقد تقدم في الصلاة .

[ ص: 264 ] [ ص: 265 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية