المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
2098 - وقال إسحاق : أخبرنا أبو نعيم الملائي ، أنا بدر بن عثمان ، حدثني أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص ، عن سعد ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه أراد أن يستعمل رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان الرجل يكره ذلك ، فغضب عمر رضي الله عنه وقال : إنه لا بد لهذا الأمر الذي نحن فيه من أعوان عليه ، فلما رأى ذلك سمح له وقال : أنطلق إلى أهلي فأوصيهم ، ثم أروح . فقال : نعم . فخرج من عنده فلقيه عمه ، فقال : آمرك أن لا تفعل . قال : فكيف بأمره . قال : تروح وأروح معك ; فإنه إذا رآك فسيقول لك : أما رحت ؟ فقل : يا أمير المؤمنين ، إني أستخيرك ففعل ، فقال : من نهاك ؟ فقال : فلان - لعمه - فقال : أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، وأراد أن يستعمل رجلا على شيء من عمل المسلمين ، فقال الرجل : يا رسول الله ، إني أستخيرك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإني أختار لك أن تجلس ، فإنه لن يؤمر رجل على عشرة أبدا إلا أتى الله تعالى مغلولا يوم القيامة ، حتى يكون عمله هو الذي يحل عنه . وكان عمر بن الخطاب متكئا رضي الله عنه ، فاستوى جالسا فجعل ينادي : أي عمل يحل عنه ؟ فنادى بذلك مرارا .

[ ص: 589 ] [ ص: 590 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية