المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
2099 \ 1 - وقال أبو بكر : حدثنا ابن نمير ، ثنا فضيل بن غزوان ، عن محمد الراسبي ، عن بشر بن عاصم ، قال : كتب إليه عمر رضي الله عنه عن عهده ، فقال : لا حاجة لي فيه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على جسر جهنم ، فمن كان مطاوعا لله يناوله الله بيمينه حتى ينجيه ومن كان عاصيا لله انخرق به الجسر إلى واد من نار يتلهب التهابا قال : فأرسل عمر رضي الله عنه إلى أبي ذر وإلى سلمان رضي الله عنهما فقال لأبي ذر رضي الله عنه : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم والله ، وبعد الوادي واد آخر من نار . قال : وسأل سلمان رضي الله عنه فكره أن يخبره بشيء ، فقال عمر رضي الله عنه : من يأخذها بما فيها ؟ فقال أبو ذر رضي الله عنه : من سلب الله عينه وأنفه وأصدع خده إلى الأرض .

2099 \ 2 - وقال الحسن بن سفيان : ثنا أبو بكر ، به .

2099 \ 3 - وقال أحمد بن منيع : حدثنا سريج بن النعمان ، ثنا حشرج بن [ ص: 591 ] نباتة ، عن هشام بن حبيب ، عن بشر بن عاصم ، عن أبيه قال : بعث إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يستعين به ، على بعض الصدقة ، فأبى أن يعمل له فقال : لم ؟ قال : لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا كان يوم القيامة أتي بالوالي فقذف على جسر جهنم ، فيأمر الله تعالى الجسر ، فينهض به انتهاضة يزول عنه كل عظم منه عن مكانه ، ثم يأمر الله تعالى العظام فترجع إلى مكانها ، فإن كان لله مطيعا أخذ بيده وأعطاه كفلين من رحمته ، وإن كان لله عاصيا خرق به الجسر فهوى في جهنم سبعين عاما ، فقال عمر له رضي الله عنه : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع ، وكان سلمان وأبو ذر رضي الله عنهما جالسين ، فقال سلمان رضي الله عنه : نعم والله يا عمر ، مع السبعين سبعين خريفا في واد من نار يلتهب التهابا . فقال عمر رضي الله عنه بيده على جبهته : إنا لله وإنا إليه راجعون ، من يأخذها بما فيها ؟ فقال : من سلب الله أنفه وألصق خده بالأرض .

2099 \ 4 - وقال عبد : حدثنا حجاج بن منهال ، ثنا حماد بن سلمة ، أنا عبد الله بن العيزار ، عن رجل من أهل الشام قال : إن عمر رضي الله [ ص: 592 ] عنه ، أراد أن يستعمل بشر بن عاصم ، فقال : لا أعمل لك . قال : لم ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يؤتى بالوالي فيوقف على الصراط فيهتز به حتى يزول كل عضو منه عن مكانه ، فإن كان عدلا مضى ، وإن كان جائرا هوى في النار سبعين خريفا . فدخل عمر رضي الله عنه المسجد وهو منتقع اللون ، فقال له أبو ذر رضي الله عنه : ما شأنك يا أمير المؤمنين ؟ قال : حديث حدثنيه بشر بن عاصم . قال : وما هو ؟ فحدثه به . فقال أبو ذر رضي الله عنه : نعم لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال عمر رضي الله عنه : فمن يرغب في العمل بعد هذا ؟ فقال أبو ذر رضي الله عنه : من أسلب الله تعالى أنفه وأصدع خده .

قال ابن منده : قول من قال فيه : عن بشر بن عاصم ، عن أبيه وهم لا يصح .

وقد رواه سويد بن عبد العزيز ، عن أبي وائل ، عن بشر بن عاصم ، كذلك أخرجه الطبراني وغيره . ورواه عطاء ، عن عبد الله بن سفيان ، عن بشر بن عاصم ، أخرجه ابن منده من طريقه .

فهذه أسانيد يقوي بعضها بعضا .

[ ص: 593 ] [ ص: 594 ] [ ص: 595 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية