المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
3125 \ 1 - وقال ابن أبي عمر : حدثنا بشر بن السري ، ثنا الثوري ، عن عبد الرحمن بن عابس ، حدثني أبو إياس ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أنه كان يقول في خطبته : إن أصدق الحديث كلام الله ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملة إبراهيم عليه السلام ، وأحسن القصص هذا القرآن ، وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأشرف الحديث ذكر الله تعالى ، وخير الأمور عزائمها ، وشر الأمور محدثاتها ، وأحسن الهدي هدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأشرف الموت قتل الشهداء ، وأغير الضلالة الضلالة بعد الهدى ، وخير العمل أو العلم - شك بشر - ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وشر العمى عمى القلب ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها ، وشر الغيلة الغيلة عند حضرة الموت ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة ، ومن الناس من لا يأتي الجمعة أو الصلاة إلا دبرا ، ولا يذكر الله تعالى إلا هجرا ، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد [ ص: 89 ] التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله تعالى ، وخير ما ألقي في القلب اليقين ، والريب من الكفر ، والنوح من عمل الجاهلية ، والغلول من جمر جهنم ، والكنز كي من النار ، والشعر مزامير إبليس ، والخمر جماع الإثم ، والنساء حبائل الشيطان ، والشباب شعبة من الجنون ، وشر المكاسب مكاسب الربا ، وشر المآكل مأكل مال اليتامى ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقي في بطن أمه ، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه ، وإنما يصير إلى موضع أربعة أذرع ، وخير الأمر ناجزه ، وأملك العمل خواتمه ، وشر الروايا روايا الكذب ، وكل ما هو آت قريب ، وسباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله تعالى ، ولحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن يتأل على الله تعالى يكذبه ، ومن يغفر يغفر الله له ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يكظم الغيظ يأجره الله تعالى ، ومن يصبر على الرزايا يعنه الله عز وجل ، ومن يعرف البلاء يصبر عليه ، ومن لا يعرفه ينكره ، ومن ينكره يضيعه الله تبارك وتعالى ، ومن يتبع السمعة يسمع الله به ، ومن ينو الدنيا تعجزه ، ومن يطع الشيطان يعص الله عز وجل ، ومن يعص الله تعالى يعذبه .

[ ص: 90 ] [ ص: 91 ] [ ص: 92 ] [ ص: 93 ] [ ص: 94 ] [ ص: 95 ] [ ص: 96 ]

3125 \ 2 - وقال أحمد بن منيع : حدثنا يوسف بن عطية ، ثنا أبو حمزة - هو الأعور اسمه ميمون - عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يخطب كل عشية خميس بهذه الخطبة ، قال : وكنا نرى أنها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم : أيها الناس ، إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، ألا أيها الناس إنكم موقوفون في صعيد واحد ، ينفذكم البصر ، ويسمعكم المنادي ، وإن الشقي من شقي في بطن أمه ، وإن السعيد من وعظ بغيره " .

[ ص: 97 ] [ ص: 98 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية