المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

صفحة جزء
3800 \ 1 - وقال إسحاق : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، أنا إسماعيل بن عبد الملك بن الصفيراء ، عن أبي الزبير ، عن جابر - رضي الله عنه - ، قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فكان لا يأتي البراز حتى يغيب فلا يرى ، فنزلنا بأرض فلاة ليس فيها شجر ولا علم ، فقال صلى الله عليه وسلم : يا جابر ، انطلق ، اجعل في الإداوة ماء ، ثم انطلق بنا حتى لا نرى ، قال - رضي الله عنه - : فإذا هو صلى الله عليه وسلم بشجرتين بينهما أذرع ، فقال لي : يا جابر ، انطلق إلى هاتين الشجرتين ، فقل لهما : يأمركما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجتمعا ، حتى أجلس خلفكما ، فجاءتا ، فجلس صلى الله عليه وسلم خلفهما ، ثم رجعتا إلى مكانهما .

قال : وكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بفلاة ، كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا ، فعرضت لنا امرأة معها صبي لها ، فقالت : يا رسول الله ، هذا الصبي يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرات ، قال : فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أخذ الصبي ، فحمله بينه وبين مقدم الرحل ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : اخس عدو الله ، أنا رسول الله ، ثم دفع صلى الله عليه وسلم الصبي لها ، فلما قضينا مسيرنا ، مررنا بذلك المكان ، عرضت لنا المرأة وصبيها ، ومعها كبشان ، فقالت : يا رسول الله ، اقبل مني هذين ، فوالذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا أحدهما ، وردوا الآخر قال : ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 495 ] وسرنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا ، كأن على رؤوسنا الطير تظلنا ، فإذا جمل ناد ، فجاء حتى خر بين السماطين ساجدا ، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال للناس : من صاحب هذا الجمل ؟ قال فتية منالأنصار - رضي الله عنهم - : هو لنا يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم : فما شأنه ؟ قالوا : سنينا عليه عشرين سنة ، فكان به شحيمة ، فأردنا أن ننحره ونقسمه بين غلماننا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فتبيعونيه ؟ قالوا : بل هو لك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما لا ، فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله ، قالوا : يا رسول الله ، نحن أولى بالسجود لك من البهائم ، فقال صلى الله عليه وسلم : لو كان ينبغي أن يسجد بشر لأحد ، كان النساء لأزواجهن
.

ورواه الدارمي في مسنده عن عبيد الله بطوله .

[ ص: 496 ] وإسماعيل سيئ الحفظ ، وقد ذكر الدارقطني أنه تفرد بهذا الحديث بطوله .

وأخرج أبو داود وابن ماجه منه في الطهارة : كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد ، حسب .

[ ص: 497 ] [ ص: 498 ] [ ص: 499 ] [ ص: 500 ] [ ص: 501 ] [ ص: 502 ] [ ص: 503 ] [ ص: 504 ] [ ص: 505 ] [ ص: 506 ] [ ص: 507 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية